العدد 31 - ويأتيك بالاخبار | ||||||||||||||
بمناسبة قرب موسم امتحانات التوجيهي، نقترح لو يتم ادراج مشكلة الغش في الامتحانات ضمن مسألة «حق الوصول الى المعلومات» التي تعتبر مؤشرا مهما من مؤشرات الديمقراطية، نكون حينها قد توصلنا الى حل لجزء كبير من هذه المشكلة التي تثار سنويا. لغايات الدقة، ينبغي تصنيف الغش كحالة خاصة من حالات «الوصول الى المعلومات»، فهي تمثل حاجة لمعلومات معينة في زمن معين مهم ومصيري هو وقت الامتحان، لأنه قبل هذا الزمن يكون الوصول الى المعلومات متاحا بمنتهى السهولة، وبعد هذا الزمن فإن هذه المعلومات تفقد أية قيمة لها بل يصبح الوصول اليها مكروهاً. الواقع أن الطلاب عبر الزمن «طوروا» أشكالا ووسائل لا تحصى لضمان «الوصول للمعلومات» في الزمن المصيري ذاك، كقيام بعض النشطاء في هذا المجال بقذف نوافذ قاعات الامتحانات بحجارة مغلفة بأوراق تحمل الاجابات المطلوبة. مصدر الانصاف والعدالة في هذا الأسلوب هو أن هؤلاء النشطاء لا يستهدفون ولا يمكن ان يستهدفوا طالبا بعينه، وغايتهم بالتأكيد هي «توصيل المعلومات» الى كل الجمهور المستهدف الذي يحتاج لها. الوسائل تطورت واتسع نطاق ممارستها، وعادة ما تكون الجهات المعنية بحجب المعلومات عن محتاجيها في الزمن الذي يحتاجونها في حالة استنفار بغية القيام بالمهام الملقاة على عاتقها في الحيلولة دون الوصول الى المعلومات، لكن من الواضح عبر الخبرة العامة أن ظاهرة الغش (توصيل المعلومات حسب ادعائنا) لا تؤثر جديا في المنحى العام للنتائج، فهي تمارس دورا في الحدود الدنيا بما يسمح بتحقيق ما يسمى «الدفشة الصغيرة» الضرورية لتحقيق نجاح «على الحافة» وهو النجاح الذي لم يعد ينفع صاحبه، الا على صعيد نفسي ضيق يمكن التعاطي معه في ضوء التطور والتجديد الكبيرين اللذين يشهدهما التعليم عموما في بلادنا. |
|
|||||||||||||