العدد 31 - أردني | ||||||||||||||
تشير مقارنة استطلاعات تشكيل الحكومات منذ 1996 ولغاية الآن إلى أن ثقة المواطنين بقدرة الحكومات المتعاقبة على تحمل مسؤوليات المرحلة في تراجع مستمر. بدا هذا التراجع جلياَ عند مقارنة التوقعات بنجاح حكومتي عبد الكريم الكباريتي وعبد السلام المجالي بالحكومات اللاحقة كما يوضح ذلك الشكل رقم (1). إذ توقع ما نسبته 82 بالمئة من المواطنين أن ينجح عبدالكريم الكباريتي في تحمل مسؤوليات المرحلة عند تشكيل حكومته في شباط 1996، مقارنة بـ 83 بالمئة لعبد السلام المجالي، و بـ 60 بالمئة لفايز الطراونة، وبـ 70 بالمئة لعبد الرؤوف الروابدة، و بـ 77 بالمئة لعلي أبو الراغب في حكومته الأولى، وبـ 64 بالمئة في حكومته الثانية، وبـ 64 بالمئة لفيصل الفايز، وبـ 62 بالمئة توقعوا نجاح عدنان بدران بالقيام بأعباء المسؤولية. وبالنظر إلى حكومة معروف البخيت، تبين أن هناك ارتفاعاً بنحو عشر نقاط مئوية بنسبة من يتوقعون أن ينجح الرئيس في تحمل مسؤوليات المرحلة مقارنة بآخر حكومة سبقته وهي حكومة بدران، وينطبق الشيء ذاته على الحكومة بمجملها والفريق الوزاري (باستثناء الرئيس). ويلاحظ أن نسب من توقعوا نجاح الرئيس، هي بشكل عام، ولكل الرؤساء، أعلى من نسب الذين توقعوا نجاح الحكومة بمجملها والفريق الوزاري (باستثناء الرئيس). ويمكن أن نعزو التراجع التراكمي والمستمر في توقعات الناس من الحكومات، مع بعض الاستثناءات، إلى أن المواطنين لم يلمسوا تحسناً فعلياً في مستوى معيشتهم، وأنهم فقدوا الأمل بقدرة الحكومات المتعاقبة على حل المشاكل الرئيسة التي يعتبرها الناس من الأولويات وهي: ارتفاع الأسعار والفقر والبطالة. أما على مستوى قادة الرأي؛ فالموقف يختلف عن العينة الوطنية. إذ إن قادة الرأي، وبرغم التذبذبات التي يظهرونها بين حكومة وأخرى، فإنهم وبشكل عام بين 1996 ولغاية الآن، يتوقعون نجاح الحكومات المتعاقبة بالنسب نفسها تقريباً كما يبين خط الرسم البياني في الشكل رقم (2). فمثلاً توقع 75 بالمئة من قادة الرأي أن ينجح عبدالكريم الكباريتي بتحمل مسؤوليات المرحلة، مقارنة بـ 76 بالمئة لعبد السلام المجالي، وبـ 63 بالمئة لفايز الطراونة، وبـ 76 بالمئة لعبد الرؤوف الروابدة، وبـ 75 بالمئة لعلي أبو الراغب في حكومته الأولى، وبـ 69 بالمئة في حكومته الثانية، وبـ 68 بالمئة لفيصل الفايز، و بـ 75بالمئة لعدنان بدران. وتوقعت النسبة ذاتها تقريباً من قادة الرأي أن ينجح معروف البخيت بالمهمة ذاتها. وينطبق هذا الاتجاه العام لدى قادة الرأي على الحكومة بمجملها وعلى الفريق الوزاري (باستثناء الرئيس). وربما يعود السبب في عدم تغير توقعات قادة الرأي العام من الحكومات على مر السنوات العشر الماضية إلى أن النخبة السياسية الأردنية مترابطة ومتداخلة إلى حد كبير، على الرغم من الاختلافات التي تطرأ بينها من حين لآخر. وعند مقارنة توقعات قادة الرأي بتوقعات العينة الوطنية من الحكومات المتعاقبة، نجد أن توقعات العينة الوطنية قد انخفضت بشكل عام، بينما لم يطرأ تغيير على توقعات قادة الرأي منذ عام 1996 حتى الآن. ويؤشر هذا على وجود حالة من عدم التناغم، بين النخب الأردنية من جهة والمواطنين من جهة أخرى، في الطريقة التي يرون بها التوقعات من الحكومات المتعاقبة، والمهم ملاحظته هنا أن توقعات العينة الوطنية بنجاح رؤساء الحكومات المتعاقبة بتحمل مسؤوليات المرحلة بدأت بنسب أعلى منها عند قادة الرأي، وفيما بدأت العينة الوطنية تدريجياً بإظهار توقعات أدنى بنجاح الرؤساء وحكوماتهم، بقيت عينة قادة الرأي تظهر تقريباً المستوى نفسه من التوقعات مع ملاحظة التقلبات بين حكومة وأخرى. |
|
|||||||||||||