العدد 29 - أردني
 

السّجل - خاص

على بعد 262 كم جنوب عمان تستلقي مدينة البتراء في واد شق بين صخور تعددت فيها درجات اللون الوردي.

بنى الأنباط البتراء في العام 400 قبل الميلاد نحتاً في الصخر، وهو ما تعنيه كلمة البتراء باللغة اليونانية، لتكون عاصمة لدولتهم الممتدة من سواحل عسقلان في فلسطين غرباً الى صحراء بلاد الشام شرقاً. واليوم، بعد أكثر من ألفي عام على زوال دولة الأنباط على أيدي الرومان الذين حاصروها ومنعوا عنها مصادر المياه، مازالت مدينة البتراء تقف شاهداً على تاريخ مجيد وهندسة عمرانية فريدة، واختيرت البتراء في 7/7/2007 بوصفها واحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة.

على إثر زلزال كبير ضربها في العام 746 أفرغت البتراء من أهلها وبقيت تعيش في طي النسيان حتى القرن التاسع عشر، حين انطلقت رحلات المستشرقين للعالم العربي، فلفتت المدينة الوردية انتباه المستشرق السويسري "يوهان لودفيغ بيركارت"، عام 1812 الذي ساهم من خلال كتابه المطبوع العام 1828 تحت عنوان "رحلات في سورية والديار المقدسة" في تعريف العالم الغربي بها.

وتعتبر جهود الرحالة الغربيين مصدراً مهماً للمعلومات حول المنطقة في غياب الدولة آنذاك، ولعدم وجود وثائق لدى الحكومة والمحاكم الشرعية، رغم أن أحكامهم تجاه العرب في حالات عديدة كانت قاسية ومتعسفة لم ينج منها المسيحيون العرب.

في العام 1839 زار البتراء ديفيد روبرتس ورسم "ليثوغرافيا للبتراء"، وهو ما أكسب البتراء شهرة واسعة في الأوساط الثقافية العالمية. ومن الأعمال الفنية المشهورة للبتراء أيضاً لوحة فنية بالألوان المائية للفنان شرانز في العام 1840، وقبل ذلك وجدت أول خارطة مخطوطة للبتراء باللغة الإنجليزية من رسم الرحالة لابودي العام 1830. بعد ذلك وتحديداً في العام 1896 زارها الرحالة التشيكي ألويس موصل وكتب عنها كتاباً أسماه "Arabia petraea" .

ليثوغرافيا

"الليثوغرافيا"، أو الطباعة الحجرية، هي نوع من الطباعة على سطح أملس من حجر الكلس أو سطح معدني مخشن، وتقوم هذه الطريقة على مبدأ استحالة امتزاج المادة الدهنية بالماء.

ترسم الصورة أو الكلمات أولا على السطح الحجري أو المعدني بحبر دهني يعرف بالحبر الليثوغرافي ثم يمسح السطح بالماء فيعلق الماء بالأجزاء غير المحبرة، ويرتد عن الأجزاء المحبرة، لأن المادة الدهنية الموجودة في الحبر تطرده، ومن ثم يضغط السطح على الورق بآلة طباعية خاصة. وقد اكتشفت الليثوغرافيا العام 1796 وكانت تستخدم أكثر في طبع الرسوم الفنية.

البتراء تحفة عربية في عيون أوروبية
 
05-Jun-2008
 
العدد 29