العدد 29 - أردني
 

قرب جسر الملك الحسين التقت "السّجل" سائحا إسرائيليا دخل مع زوجته الأراضي الأردنية، بجواز سفر بولندي. السائح الذي اكتفى بالتعريف عن نفسه باسم "إفرايم" وهو لقب يناديه به أصدقاؤه، يزور الأردن مع زوجته للمرة الثالثة منذ العام 1995. يقول "نحن نمضي إجازتنا السنوية بعيداً عن الأولاد، ونختارها قبل عيد زواجنا بأسبوع في العادة، لنستمتع سوياً باستعادة ذكرياتنا." يقول «إفرايم» فيما تضحك زوجته الخمسينية التي عرّفت عن نفسها بـ«كاثرين».

يتابع «إفرايم»: "في المرة الأولى جئنا ضمن مجموعة سياحية، لكننا لم نعد نرغب في المجموعات بعد تلك التجربة المزعجة لشدة الإجراءات الأمنية، فأصبحنا إذا أردنا أن نزور الأردن أو أي بلد عربي آخر نزوره بجواز السفر البولندي."

وتؤكد «كاثرين» ما ذهب إليه زوجها: "هكذا نكون أحراراً في التجول والتعرف على عادات الناس وتقاليدهم، والناس هنا لطفاء، ودودون مع الإنسان الأجنبي، فلا أدري لماذا كل هذه الإجراءات السخيفة؟" كما قالت.

ويعود "إفرايم" ليفسر "أنا أفهم سبب الإجراءات الأمنية، لكنني غير مضطر للتقيد بها ما دام لدي الوسيلة القانونية لذلك. السياحة ضمن مجموعات محدودة الأفق وغبية.. تزور موقعا سياحيا.. تتناول الطعام وتعود لتسجن في الفندق."

وعندما سألته "السّجل" عما إذا كان الإسرائيليون لا ينفقون خلال زياراتهم السياحية أجاب ضاحكاً: "هذا لأن معظم السياح يأتون بتلك الطريقة الجماعية الغبية، برنامجهم محدد سلفاً وهم دفعوا لوكيلهم سلفاً، فلماذا يدفعون نفقات إضافية؟"

لكن «كاثرين» التي أيدته فيما يذهب إليه لفتت إلى أن "السائح الجماعي لا وقت لديه للتسوق، أما السائح الفردي، فإن لديه كل الوقت للتمتع بذلك، فأنا مثلاً اشتريت الكثير من الأشياء الأردنية الجميلة في زيارتي السابقتين، وأنوي هذه المرة أيضاً شراء بعض الأشياء."

ويعود «إفرايم» لينبه "يجب عدم الخلط بين الاقتصاد والتخطيط في الإنفاق، وبين عدم الإنفاق، فنحن قبل أن نقوم بهذه الرحلة وضعنا ميزانية لها سنعمل بكل جد على ألا نخرج عنها، كأي أمر آخر من أمور الحياة."

«إفرايم» الذي يعمل مديرا للتسويق في إحدى شركات تكنولوجيا المعلومات في تل أبيب، ولد في حيفا العام 1951، وخدم في الجيش الإسرائيلي في حرب 67 وهو "يرى أن الصراع العربي الإسرائيلي يشكل عبئاً على جميع سكان المنطقة، وأنه طال إلى درجة مخيبة لآمال الناس الذين يحلمون بالسلام."

لا يهتم "إفرايم" الذي شارك في حرب 1973، أيضا ولا زوجته التي كانت مجندة في تلك الحرب هي الأخرى، بالسياسة، "كل السياسيين في نظرنا كاذبون، لم نعد نهتم بالمشاركة بأي شكل من أشكال في الانتخابات في إسرائيل، نريد أن نعيش بسلام فقط." يؤكد ضابط الاحتياط في الجيش الإسرائيلي خلال حرب 1982، ومجندة الاحتياط «كاثرين» في الحرب ذاتها.

سائحان إسرائيليان بجوازين بولنديين
 
05-Jun-2008
 
العدد 29