العدد 29 - دولي | ||||||||||||||
صلاح حزين اتفقت أكثر من مئتين من دول العالم في نهاية أيار الماضي على إزالة الأسلحة العنقودية من ترساناتها الحربية. وكانت بريطانيا بين أبرز الدول الموقعة على الاتفاقية التي تم التوصل إليها في العاصمة الأيرلندية، دبلن، فيما غابت عن الاجتماع الولايات المتحدة وإسرائيل، وروسيا، والصين، والهند، وباكستان. وبهذه الاتفاقية المبدئية، التي سوف توقع رسمياً في العاصمة النرويجية، أوسلو، في شهر كانون الأول المقبل، يكون على بريطانيا إزالة جميع أنواع الأسلحة العنقودية، بما فيها نوعان من القنابل هما، M85 وM73 وهما من صنع إسرائيلي، كانت بريطانيا قد استخدمتهما في البصرة خلال عملية غزو العراق التي قادتها الولايات المتحدة العام 2003. وقد بررت الولايات المتحدة عدم توقيعها على الاتفاقية بأنه يأتي خوفاً من تقصيرها المحتمل عن المشاركة في عمليات حفظ السلام، والمساعدة في حالات الكوارث التي قد تتعرض لها الدول، حيث أن جميع قواتها تستخدم الأسلحة العنقودية. كما حاولت الولايات المتحدة إثناء بريطانيا، تحديداً، عن توقيع الاتفاقية بذريعة أن ذلك قد يفتح الباب أمام محاكمة الجنود البريطانيين الذين استخدموا الأسلحة العنقودية في البصرة، غير أن الاتفاقية نصت على عدم ملاحقة الجنود الذين استخدموا هذه الأسلحة سابقاً. وبموجب هذه الاتفاقية، فإن بريطانيا لن تسمح للولايات المتحدة بتخزين أسلحة عنقودية في قواعدها على الأراضي البريطانية، وهو ما أكده رئيس وزراء بريطانيا، غوردون براون، الذي لعب دورا مهما في إنجاح الاجتماع الذي انتهى بتوقيع الاتفاقية مبدئياً، مع منح الدول الموقعة مهلة تنتهي في كانون الأول المقبل، للخلاص من ذلك النوع من الأسلحة. ويأتي التوقيع على هذه الاتفاقية التي وقعت عليها 110 دول، بعد نحو عقد من التوقيع على اتفاقية إزالة الألغام الأرضية. وتعتبر الأسلحة العنقودية من أكثر أنواع الأسلحة فتكاً، وتتميز بأن فاعليتها لا تنتهي بسقوطها بل تبدأ به، وقد تبقى قابلة للانفجار شهوراً تصل أحياناً إلى العام بعد سقوطها، حيث تعود إلى فاعليتها بمجرد لمسها. وتشير إحصاءات إلى أن القسم الأعظم من ضحايا القنابل العنقودية هم الأطفال. وقد رحبت منظمات حقوق إنسان بتوقيع بريطانيا على الاتفاقية، وبخاصة أنها لم تكن واثقة من أنها، أي بريطانيا، سوف توقع عليها. وأثنت على غوردون براون لدوره في توقيع بريطانيا على الاتفاقية. وتقدر منظمات حقوق إنسان عدد الأشخاص اللبنانيين الذين سقطوا بفعل هذه القنابل بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في تموز العام 2006، بنحو 200 شخص. |
|
|||||||||||||