العدد 29 - استهلاكي
 

أكثر من أي وقت مضى، تفرض الارتفاعات المتتالية على أسعار المواد الغذائية واقعا جديدة على المستهلكين، وبخاصة في بلد اعتاد فيه المواطنون على "رعاية" حكومية لمشترياتهم ذهبت مع ذهاب وزارة التموين، ولكن آثارها ما زالت باقية، بحسب متخصصين وعاملين في قطاع المواد الغذائية.

رئيس نقابة تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق يؤكد أن المواطنين يعانون من "قلة الخبرة" في كيفية إدارة مشترياتهم، وتكييف دخلهم ما يتناسب وحجم احتياجاتهم.

ويؤكد الحاج توفيق أن ازدياد حدة المنافسة في سوق المواد الغذائية مع ازدياد عدد المولات ودخول عدة لاعبين كبار في السوق مثل "هايبرماركت كارفور"، فتح أمام المستهلكين المجال للانتقاء من عدة خيارات تتنافس في تخفيض الأسعار واجتذاب المواطنين إلى أسواقها.

خلال عطلة نهاية الأسبوع، التي يستغلها كثيرون لشراء حاجياتهم، امتلأت الصحف الإعلانية المجانية بعروض المولات والمحلات الكبرى التي تقدم تخفيضات في الأسعار تراوح بين 10 و 50 بالمئة على عدة أصناف غذائية.

ويرى الحاج توفيق أن هذه الإعلانات، وقائمة بأسعار الجملة تصدرها الجمعية أسبوعيا، فضلا عن الموقع الجديد www.almostahelk.net توفر للمواطنين فرصا مهمة وغير مسبوقة لاختيار أماكن ابتياع مشترياتهم والمقارنة بين أسعار المواد.

العديد من المواطنين أصبحوا يأخذون صفحات الإعلان معهم إلى المولات عندما يبتاعون مشترياتهم شهريا. سامر الكايد، الذي يعمل موظفا في إحدى الشركات الخاصة ويقطن خلدا، يتوجه عند قبض راتبه إلى ثلاثة مولات في المنطقة ليشتري معظم احتياجاته من مؤسسة السلام التابعة للمؤسسة الاستهلاكية العسكرية، ثم يتوجه إلى "كارفور" للحصول على مواد أخرى لم يجدها في "السلام"، ويبتاع بعض احتياجاته الأخرى من "سي تاون"، وكلها تقع في منطقة واحدة قريبا من شارع المدينة الطبية.

يقول: "بعد أن أقرأ العروض في الجريدة مع زوجتي، نذهب إلى هذه المولات للحصول على ما نريد، ونحاول بذلك تقليل التكاليف ما أمكن. في السابق كنت أتوجه إلى السيفواي فقط، وأشتري كل ما أريد، ولكن مع غلاء الأسعار لم أعد استطيع ذلك، لذا فأنا أتعب قليلا بما يحقق وفرا شهريا يتراوح بين 15-25 بالمئة."

الحاج توفيق يؤكد أن "العروض مستمرة" مع زيادة المولات واقتراب شهر رمضان الذي تزداد فيه "حمى الشراء والتخزين،" لذا فإنه لا ينصح المواطنين بشراء كميات كبرى من المواد الغذائية المعروضة بأسعار أرخص، أولا للخوف من تلفها، وثانيا لأن ظروف التخزين في المنازل لا تكون مثالية دائما.

لكن المشكلة، برأي الحاج توفيق، تكمن في أن المواطنين لديهم أيضا ما يسميه "ثقافة عيب الاستهلاك" التي تمنعهم أحيانا من الاستفادة من العروض أو القيام بتكييف مشترياتهم بذكاء.

يقول: "مثلا يستطيع المواطنون تحقيق وفر كبير عند ابتياع عبوات كبيرة وتوزيعها بين عدة أشخاص. مثلا شراء كيس أرز بحجم 50 كيلو غراما أوفر من شراء حجم 5 كيلوغرامات، ويستطيع خمسة موظفين شراء هذا الكيس وتقسيمه فيما بينهم ولا عيب في ذلك، ولكن الكثيرين يتحرجون من هذا."

الحاج توفيق لا ينصح المواطنين في الوقت ذاته بالذهاب إلى أماكن بعيدة عن مواقع سكنهم لابتياع سلع بأسعار مخفضة، لأن حجم الوفر يتلاشى مع كلفة المواصلات أو البنزين.

العروض التجارية التي تقدمها المولات لا تخلو من الصبغة التجارية التي تقوم بها إدارات المولات لاجتذاب المواطنين لشراء سلع بأسعار ليست مخفضة، أو لزيارة المحلات والمطاعم الأخرى في المول نفسه.

"هذه كلها أساليب تسويقية مشروعة في ظل انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين وبالتالي انخفاض مبيعات قطاع المواد الغذائية بأكثر من 60 بالمئة." يقول الحاج توفيق.

ويحذر المدير التجاري في أسواق الفريد نبيل الفريد المواطنين من الغش التجاري الذي تقوم به بعض المولات ومحلات التجزئة، وبخاصة في فترات العروض. الفريد يلاحظ مثلا أن العبوات ذات الأسعار المخفضة لا تحتوي على كمية المادة الغذائية المصرح بها على العبوة.

ويؤكد: "مثلا عبوات الزيت تكون بالشكل والأبعاد نفسيهما، ولكنها في الحقيقة لا تحتوي على 2.5 لتر كما هي العادة، بل على 2 لتر، ولكن الناس لا ينتبهون، لان شكل العبوة لم يتغير."

ومن الأمثلة أيضا، كما يقول الفريد، أنواع السمك المجمد المختلفة، التي تباع على أن وزنها "مثلجة" 500 غرام، ولكن عند تذويبها يتبين أن وزنها 350 غراما فقط.

ويضيف: "نسمع عن كثير من العروض، ولكنها ليست بريئة في كثير من الأحيان. سعر كيلو لحم الخروف الفحل يزيد عن المخصي بنحو دينار ونصف، ولكن الناس لا تميز لا في الطعم ولا في النوع. أما التفاح الأميركي فيسعر بنحو 1.5 دينار للكيلو، ولكنني أؤكد أنه قليلا ما يستورد التفاح الأميركي، وأن معظم ما يباع على أنه أميركي إما أنه تركي أو من تشيلي."

الفريد يشتكي في هذا الإطار من أن أكثر من 65 بالمئة من المواطنين يفتقدون إلى ما اسماه "بالوعي بالأسعار"، فأنت عندما تسأل المواطن عن السعر الذي اشترى به علبة فول معينة، فإن معظمهم يقولون لا أعرف وهذه هي المشكلة.

**

نصائح أساسية لحفظ الأطعمة:

1 - غطِ جميع أنواع الطعام جيدا قبل وضعها في الثلاجة.

2 - تخلصي من أي طعام مطبوخ وضــع خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين

3 - لتسخين الطعام المطبوخ، سخني الطعام حتى درجة الغليان لقتل البكتيريا ولا تسخنيه أكثر من مرة واحدة.

4 - لحفظ اللحوم والدواجن النيئة، ضعيها في عبوات مغلقة.

5 - يجب طبخ اللحوم النيئة حتى اختفاء الدماء وحتى يتغير لون اللحم إلى اللون البني الفاتح للدواجن والغامق للحوم الحمراء.

6 - لتذويب اللحوم، ضعيها في الثلاجة أو المايكروويف، ولا تضعيها في المطبخ في حرارة الغرفة العادية.

7 - من الخطير جدا إعادة تجميد اللحوم المجمدة بعد تذويبها.

**

ورصة الاستهلاك

البطاطا المحلية تتعافى

ما زال محصول البطاطا المحلي يتعافى من آثار موجة الصقيع التي ضربت محاصيل المملكة بداية العام الجاري. أسعار البطاطا ارتفعت أيضاً بفعل الأزمة اللبنانية، فمن المعروف أن لبنان من أهم مصادر استيراد البطاطا للمملكة. وتوقع المزارع مازن الحمارنة أن تسجل أسعار هذه المادة الغذائية الأساسية انخفاضا عند قطاف المحاصيل خلال الشهر الجاري.

سعر البطاطا في السوق المركزي بالجملة يراوح بين 37 و45 قرشاً للكيلو الواحد ولكن متوسط سعرها في السوق يراوح بين 65 و90 قرشاً للكيلو الواحد

“الوعي بالأسعار” ثقافة ضرورية للمستهلك
 
05-Jun-2008
 
العدد 29