العدد 29 - اعلامي | ||||||||||||||
اعتمدت الصحف اليومية كافة على الخبر الرسمي الوارد من وكالة الأنباء الأردنية في خبر لقاء الملك برئيس الوزراء وأعضاء من مجلسي الأعيان والنواب الذي عقد في دار الحكومة الأسبوع الماضي. تقيد الصحف اليومية بالخبر الرسمي لم يحل دون ظهور مقالات في بعضها تناولت ما دار في اللقاء من مداولات ومواقف ودواعي اللقاء ومسبباته. بيد أن صحفاً عربية ومواقع إخبارية إلكترونية نقلت ما دار في اللقاء بالتفصيل، فظهر الخبر الرسمي باهتا مقارنة بما كتب في تلك الصحف وبعض المواقع، وباتت الفجوة كبيرة بين الخبر الذي نشر عقب اللقاء وما كتب عنه لاحقا. اللقاء بحد ذاته حمل مدلولات كبيرة إذ عقد لأول مرة في دار الحكومة برئاسة الملك وفي ذلك أكثر من إشارة أبرزها دعم ملكي للحكومة وسياساتها الاقتصادية والاجتماعية، وفق النائب بسام حدادين. صحيفة "القدس العربي" التي تصدر من لندن نشرت تفاصيل اللقاء في تقرير لمراسلها في عمان الزميل بسام بدارين، كما نشر أجزاء مهمة منه على موقع عمون الإلكتروني ومواقع أخرى. الكتاب والمحللون في صحف يومية تطرقوا لما دار في اللقاء بزوايا مختلفة فكتب الزملاء فهد الخيطان ورنا الصباغ في العرب اليوم وجميل النمري في الغد والنائب بسام حدادين الذي كتب في الصحيفة ذاتها تحليلا إخباريا عن حيثيات اللقاء. اللقاء لم يكن "سريا" وتم تناول ما دار بمختلف تفاصيله ابتداء من مسألة بيع الأراضي مرورا بالسياسة الاقتصادية للحكومة والدولة، انتهاء بالعلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وأهمية التعاون بينهما في أكثر من مجال. الخبر الرسمي الذي أوردته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن اللقاء أشار إلى المواضيع التي تحدث بها "الملك" بعمومية ودون الدخول في التفاصيل التي جاءت في ثنايا اللقاء. أجمعت الصحف على عنوان واحد بارز على صفحاتها الأولى يوم 27 من أيار الماضي جاء فيه "جلالته يدعو لبسط الحقائق حول القضايا الوطنية أمام المواطنين" و "الملك: لا نخشى على مستقبل الأردن والوضع الاقتصادي التحدي الأكبر أمامنا". أما صحيفة "القدس العربي" فكتب مراسلها في عمان عن اللقاء تحت عنوان "الملك اقترح على النخبة في لقاء مغلق تقديم بدائل بدلا من الاسترسال في التشكيك . وأكد عدم وجود حرس قديم وآخر جديد بل فقط حرس هاشمي. بيع العقارات لم يتم بعد ولا توجد حكومات ظل». أما المواقع الإلكترونية التي يبدو أنها ستكون وسيلة جديدة لمعرفة التفاصيل التي تعزف الصحف اليومية عن الغوص فيها، فقد أشارت إلى اللقاء مستندة إلى المعلومات ذاتها التي وردت في "القدس العربي" اللندنية، ودون أن تستند إلى أي معلومة من صحف محلية أو من وكالة الأنباء الرسمية. الكتاب والمحللون انتظروا يوما بعد اللقاء كي يتلمسوا ما دار فيه ثم تناوله بعضهم بالشكل الذي يتساوق مع رؤيتهم، بينما عمد النائب حدادين في مقاله في صحيفة "الغد" لتناول اللقاء من زاوية تحليلية أقرب إلى القراءة في المضمون، وتحليل الرسائل والمدلولات التي حملها. الزميل وليد حسني من "العرب اليوم" الذي يتابع أعمال مجلس النواب قال إن الصحف اليومية اعتادت على التعامل مع الخبر المتعلق بجلالة الملك عبر وكالة الأنباء الرسمية الذي يرد بالتأكيد من خلال إعلام الديوان الملكي، وتترك الصحف لكتابها الحديث في مقالاتهم عما يدور في مثل تلك اللقاءات بالتحليل حينا وبث المعلومة أحيانا أخرى، مؤكدا أن بعض المقالات في الصحف اليومية تحمل طابعاً "خبرياً" أحياناً. يوضح حسني أن الصحفيين الذين يقومون بتغطية أعمال مجلس الأمة يعرفون تفاصيل ما دار في اللقاء أو لقاءات أخرى مماثلة، إلا أن اعتماد الصحف اليومية على مصدر موحد للخبر هو الوكالة الرسمية يحول قيامهم بكتابة الخبر بأنفسهم. يتفق مع هذه الرؤية الصحفي مصطفى ريالات الذي يتابع أخبار البرلمان لصالح يومية الدستور، ويعتقد أن التحليل والقراءة التي تتبع اللقاء تسلط الضوء على حيثياته وما دار فيه وتكون، في بعض الأحيان، مادة مسندة للخبر الرسمي. بعض الأحيان يميل "صحفيو المجلس" لمتابعة الخبر في اليوم الثاني من خلال "تحليل إخباري" أو متابعة مع نواب وأعيان حضروا اللقاء، وفق حسني، الذي يؤكد أن بعض كتاب المقالات يعتمدون في تحليلاتهم ومقالاتهم على الكم الكبير من المعلومات المتوافرة لدى صحفيي المجلس التي لا يتم نشرها بسبب السياسة التحريرية للصحيفة. في حقبة سابقة كان الجمهور يستقي الأخبار المتعلقة بالأردن من مصادر خارجية مثل إذاعة لندن وإذاعة مونتي كارلو، ويبدو أن البعض عبر حجب الأخبار الهامة يريد العودة بعقارب الساعة إلى الوراء مغفلا أنه بات في وسع من يشاء معرفة ما يدور في الأردن والعالم من خلال "نقرة" كمبيوتر صغيرة. |
|
|||||||||||||