السجل – خاص

يعود سوق جارا التراثي صيف هذا العام محمَّلاً بالجديد، ومضيفاً إلى ما راكمَ من منجزات خلال الأعوام الماضية، إذ بدا التنوع فيه واضحاً، كما تمّ إعادة تأهيل مكان إقامته لتستوعب مساحاتُه العروض الفنية والثقافية مع الحفاظ على سماته التاريخية والحضارية. وجديدُ هذا العام ظهورُ المنتجات الزراعية كالعسل والخضراوت والألبان والأجبان في السوق، إلى جانب تقديم الأكلات التقليدية في مقهى السوق مع التركيز على القطع الفنية من الأشغال اليديوية والحرف التقليدية والتصوير الفوتوغرافي.

ويشكّل السوق الذي يقام برعاية الأمير علي بن الحسين، الرئيس الفخري لجمعية سكّان حي جبل عمّان، بالتنسيق مع أمانة عمّان الكبرى ووزارة الثقافة، تظاهرة ثقافية شعبية، إذ يحتضن العروض المسرحية والأمسيات الموسيقية وعروض الأفلام التي تقام بالتعاون مع الهيئة الملكية للأفلام، ويحقق السوق بذلك بؤرة جذب للمواهب الشابة متيحاً لها إطلاق العنان لإبداعاتها وممارسة أنشطتها، ولذا فقد تم تخصيص مساحة واسعة من السوق لتكون مسرحاً تؤمه الجماهير التي ترتاد السوق.

ولا تقتصر الأنشطة والفعاليات الثقافية المقامة في السوق على الكبار حسْب، فهناك عددٌ منها مخصص للأطفال، وتتضمن عروضاً كرنفالية ومسرحيات وأمسيات موسيقية.. حيث يبدو السوق لزائره وكأنما ارتدى حلّة من حلل العيد، تعمّه أجواء البهجة والمرح، خصوصاً مع تلك الحركة الدائبة النابضة بالحياة لزوار السوق الداخلين أفواجاً والخارجين أفواجاً أيضاً.

ومنذ تأسيسه، حافظ سوق جارا على منطلقه الأساسي في الترويج لمنتجات المشاريع الحرفية والتلقيدية الصغيرة والمتوسطة، إذ تركز معروضات السوق على الفلكلور الشعبي والفن المحلي والعربي، ويعرض الفنانون التشكيليون أعمالهم فيه من منحوتات وتحف ونحاسيات، تتجاور مع الأشغال اليدوية والإكسسوارات والحلي والمجوهرات.

وتبدو القطع المعروضة، والتي تم ترتيبها وفق رؤية تقدم الماضي بروح العصر، وكأنما هي جزء من مجموعة متحفية؛ فعلى الشمال ثمة قطع من الأثاث القديمة بنقوشها وألوانها المميزة، وعلى اليمين تنتشر أصص نباتات الزينة والأزهار ومنحوتات الخشب من أقنعة وشمعدانات وأشكال هندسية من الخزف، وكذلك ثمة أماكن خُصصت لعرض الأجهزة القديمة من راديوهات وتلفزيونات وآلات موسيقية.

وكانت أمانة عمّان الكبرى أعدّت مسودة استراتيجية سياحية تهدف إلى تحويل عمّان لمنطقة سياحية جاذبة تمتلك القدرة على المنافسة عالمياً، ليتم تنفيذها بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وجهات من القطاع العام والخاص، وهي بصدد التنفيذ، ويأتي سوق جارا كخطوة من الخطوات على هذا الدرب.