العدد 5 - أردني | ||||||||||||||
وفقاً للتوقعات، عاد عبد الهادي المجالي رئيسا لمجلس النواب الخامس عشر للمرة الثامنة في تاريخه والخامسة على التوالي، مكرسا بذلك رئاسة تقليدية للمجلس دامت أربع سنوات ودخلت في سنتها الخامسة. وكما كان متوقعاً، اندحر تيار «النواب الشباب» من الجولة الأولى رغم أن «الجدد» يمثلون حوالي ثلثي عدد أعضاء المجلس النيابي الجديد، وفاز النواب القدامى بأربعة من أصل خمسة مقاعد في المكتب الدائم. اندحار «الشباب» وفوز «القدامى»، يؤشر إلى واقع واحد هو استمرار سيطرة النواب التقليديين على مفاتيح أداء المجلس النيابي وعدم قدرة الشباب على فرض إيقاعهم بالشكل المناسب، بسبب عدم قدرتهم على إثبات وجودهم حتى الآن على الساحة النيابية. سيطرة «القدامى» يعتبره مراقبون ليس نهاية المطاف، وأن عمر المجلس الذي سيدوم وفق الدستور أربع سنوات كفيل بخلق تحالفات جديدة يمكن من خلالها قلب التوقعات. ويعتقد برلماني مطلع أن ما حدث في انتخابات المكتب الدائم والتي فاز بها اربعة من النواب القدامى، هم: عبد الهادي المجالي، ممدوح العبادي، ناريمان الروسان، وإنصاف الخوالدة، إضافة إلى أحد النواب الجدد (تيسير شديفات)، نجح في إقصاء الاندفاعة الشبابية من الدورة الأولى ووضع حد لها. كواليس مجلس النواب متحركة، وتدور فيها مشاورات ولقاءات بهدف التواصل والاطلاع على الافكار في كافة الاتجاهات دون اغفال أن عنصر الخبرة يلعب دوراً مهماً في طريقة وآلية ترجمة مضامين تلك الكولسات وتقديمها بالشكل المرضي. النواب على المحك الآن في موضوع اللجان الدائمة ودورها في تعزيز مسيرة المجلس المستقبلية. وبعد أن فرغ النواب من تشكيل مكتبهم الدائم، فإن اصطفافات النواب بدأت ترسم معالمها، بالتحرك الذي قاده النائب القديم الجديد توفيق كريشان، بهدف تشكيل كتلة نيابية فاعلة، إضافة الى خطوات غير حاسمة حتى الآن من النائب عبد الهادي المجالي باتجاه الهدف ذاته. المجالي يعتمد في تحركه على أقطاب بارزين من كتلته في المجلس السابق، أبرزهم: عبد الله الجازي، مفلح الرحيمي، عبد الله زريقات، فخري اسكندر، راجي حداد، ومحمد الكوز. يقول نائب فضل عدم كشف اسمه، إن اقطاب المجلس الأساسيين سيعملون على رأب الصدع الذي خلفته انتخابات المكتب الدائم بهدف الخروج من «تخندق» النواب الجدد حول بعضهم بعضاً وفتح المجال امام كافة النواب «جدد وقدامى» للتعارف والتفاعل دون تسميات على شاكلة قديم وجديد. بدوره يعتقد النائب بسام حدادين ان التقسيمات والاتفاقات التي تم الحديث عنها خلال انتخابات المكتب الدائم من الممكن ان تؤثر على مسيرة المجلس المستقبلية، رافضاً التعامل مع مجلس النواب بالطريقة نفسها التي يتم التعامل بها في المجلس النيابي اللبناني من حيث التقسيمات على اسس فئوية وجهوية، داعياً النواب القدامى وضع قضية الاصلاح امام اعينهم وعدم فرض هيمنتهم على المجلس الجديد وقيادته بالطريقة ذاتها التي كان يتم فيها قيادة المجلس الرابع عشر. تحركات النواب وكولساتهم قائمة وبات الحديث عن اللجان ورؤسائها يسمع في الممرات والمكاتب والجلسات المغلقة والمفتوحة، ولذلك فإن ترقب ما سيؤول اليه التوافق على موضوع اللجان كفيل بكشف الطريقة والآلية التي سيتم فيها قيادة المجلس النيابي خلال عامه المقبل على أقل تقدير. المجلس النيابي مدعو بقوة الى اثبات أنه على قدر حجم المرحلة، وأنه قادر على التعامل معها بحرفية بالغة، الا أن بعضهم يعتقد ان النواب الجدد الذين يفتقدون عنصر الخبرة ، سيؤثرون على اداء المجلس في عاميه الأولين. ويعتقد مراقبون ان تركيبة المجلس الجديد تثير علامات سؤال ولغطاً في الشارع، لذلك فان التحركات المستقبلية والتحالفات التي سيتم بناؤها ستكشف مدى قدرة النواب على مخالفة التوقعات وتقديم أداء برلماني مختلف ومغاير لما كان يقدم في المجلس السابق. |
|
|||||||||||||