العدد 28 - اقليمي | ||||||||||||||
عبدالسلام حسن القدس - شهد حزب العمل الإسرائيلي، الشريك الرئيسي لحزب "كاديما" الحاكم في إسرائيل، بوادر احتجاج على سياسات رئيس الحزب أيهود باراك، تجلت بانسحاب عضو الكنيست افرايم سنيه، النائب السابق لوزير الأمن الإسرائيلي. ففي مؤتمر صحفي عقده يوم الأحد الماضي، أعلن سنيه انسحابه رسمياً من حزب العمل وتأسيس حزب جديد يحمل اسم «إسرائيل القوية». وأرجع سنيه أسباب انسحابه من حزب العمل الى عجزه عن إحداث التغيير المطلوب في الحزب. "الحزب خسر وحدته القيادية وقد عملت كل ما بوسعي من أجل وقف التدهور وقدمت مبادرات وتحركات، ولكن وصلت الى قناعة أن الحزب غير مستعد لأي تغير لغاية الآن، ولهذا، فإنه لن يستطيع الخروج من أزماته". يشار الى أن زعيم حزب العمل، أيهود باراك، لم يستجب لأصوات عديدة طالبته في مراحل مختلفة بالخروج من الائتلاف الحكومي بقيادة أيهود أولمرت (كاديما)، وهو سبق أن وعد به وربطه بالإعلان عن التقرير النهائي للجنة فينوغراد، التي كلفت بالتحقيق في إخفاق حرب لبنان. كما يدير الظهر للأصوات التي تطالبه بالانسحاب من الحكومة عقب الفضائح التي تعصف برئيسها أيهود أولمرت. وقال سنيه : على الصعيد الداخلي الاستقطاب في اتساع ونوعية التعليم والخدمات المقدمة تنحدر، ومعاني الشراكة أخذت بالتلاشي. وعلى الصعيد الخارجي، فإن من يأملون بتدمير إسرائيل يزدادون قوة، وهذا الأمر يتطلب قيادة وطنية أفضل وساحة سياسية أفضل. والحقيقة أن قيادتنا تتعفن والجمهور تعب من السياسة. أشعر بالحاجة الى حزب جديد يملأ الفراغ، حزب له أجندة واضحة، تدفع مبادرة السلام وتأتي بدماء جديدة الى السياسة. غير أن الكاتب في صحيفة "معاريف"، عوفر شيلح، شكك في قدرة سنيه على إحداث التغيير في المطلوب. وقال شيلح في مقال له أمس الأول الثلاثاء : «أفرايم سنيه لن يغير السياسة الاقتصادية. "إسرائيل قوية" التي شكلها ستذوي أو تنضم الى مبنى سياسي آخر، الأمر الذي سيعيد سنيه الى وضعه الحالي فقط". الكاتب انتقد أيضاً الطريق التي يسير فيها حزب العمل بقيادة باراك، وعجزه عن تقديم بدائل حقيقية في إسرائيل. وتساءل: ما هو اليوم حزب العمل؟ إنه في أفضل الأحوال طرف اصطناعي جيء به لتمديد ساقي رجل واحد، اسمه الحالي أيهود باراك، حتى يصل الى رئاسة الوزراء". يشار إلى أن سنيه من القيادات العسكرية البارزة في إسرائيل. وقد شارك في عملية تخليص الطائرة المختطفة في عنتيبة" في السبعينيات. كما قاد وحدة 669 في إسرائيل، وشغل عضوية لجنة الخارجية والأمن، في الكنيست. وقد عمد باراك الى إقالته علماً أنه من مؤيدي رئيس الحزب السابق، عمير بيرتس، قبل نحو عام عن منصب نائب وزير الأمن، واستبدله بماتان فلنائي. ولم ينحصر الاحتجاج على سياسات زعيم العمل في سنيه وحده، فقد لفتت صحيفة "يديعوت" الى انتقادات حادة يوجهها عضو الكنيست، اوفير بينس، الى باراك في جلسات مغلقة، مشيرة الى الاتصالات التي يجريها بينيس في الأشهر الأخيرة مع حزب الخضر، حيث عرض عليه على المكان الأول في القائمة. ولم يرد بينس بعد على عرض حزب الخضر. كما وجه عامي ايالون، رئيس المخابرات السابق، انتقادات الى سلوك باراك مؤخراً. ونقل عنه القول في اجتماع لنشطاء حزب العمل قبل عيد الفصح "إذا لم يصر باراك على جدول أعمال حزب العمل، فإني سأقف ضده". مسؤولون آخرون في العمل قالوا بأن الحزب على شفا الانهيار، ويقدرون بأنه توجد إمكانية ألا يستطيع باراك قيادة الحزب حتى الانتخابات المقبلة. وقال أحدهم "كل هذا نتيجة سلوك مغرور ومغترب. أفرايم سنيه، أحد رموز الحزب، هو مجرد عرض من الأعراض. انسحابه يمكنه أن يكون مثل أحجار الدومينو. من ظن أن باراك قد تغير لم يخطيء. فقد تغير الى الأسوأ". وفي مكتب باراك أيضاً سجلت استقالة مستشاره، ايرز آبو، نهاية الأسبوع من منصبه بسبب سلوك "مخلول وإشكالي" من باراك، على حد تعبيره. عصام مخول، سكرتير عام الحزب الشيوعي، وعضو الكنيست سابقاً، قال إن هناك تفككاً في حزب العمل، وهذا يعكس أمرين أولهما أن باراك سيظل قائداً فاشلاً، فهو يستطيع أن يعد بحرب أفضل لكنه لا يستطيع أن يعد بسياسة أفضل، وثانياً أن العمل غير قادر أن يشكل بديلاً حقيقياً للسياسة الإسرائيلية. وأضاف: العمل لم يستطع خلال السنوات الطويلة الأخيرة حتى وهو داخل الحكم أن يقدم سياسة بديلة لليمين لا في المجال السياسي ولا الاقتصادي الاجتماعي. كل ما يقدمه هو تغيير وجوه ودفع وجوه أكثر دموية وعسكرية الى مقدمة منصته، ولهذا لن يكون له مستقبل. الذين يتركون باراك يبحثون عن اسقاط أولمرت وإنما يفتشون عن ركن دافئ عنده. ورأى مخول أن هناك أزمة شاملة في الحكومة في إسرائيل سواء على مستوى الحكومة أو على صعيد مركباتها الحزبية على حدة، فهناك أزمة كاديما ومخاوف أولمرت من بعض القيادات من الانقلاب عليه، وأزمة حزب العمل. تفكك الأحزاب ليس سبباً في أزمة الحكومة بل نتيجة لهذه الأزمة. |
|
|||||||||||||