العدد 28 - زووم
 

خالد ابو الخير

من السيل إلى سقف السيل في وسط البلد، ينمحي حلم الربى والبساتين التي يبست منذ عقود تحت طغيان الإسفلت، والإسمنت، وعشاق لعمان أفلوا كأنجم في المنحدرات.. وما عادوا.

يذكرون دون كبير عناء غزارة مياهها وسمكها اللذيذ وفيض من طيور البط تسبح أنى عنّ للسيل الذهاب، يلامس ماؤه سيقان الاشجار والمرابع الخضراء، حيث يكثر المتنزهون.

وفي الشتاء يفيض السيل، متحدراً من رافديه؛ وادي صقرة ووادي عبدون ورأس العين، قاسما العاصمة قسمين، مخترقا الشوارع والدكاكين والبيوت، بعنفوان فرس حرون في طريقه الى المحطة فالرصيفة فالزرقاء. يجبر السكان على تفاديه بأكياس الرمل والألواح الخشبية.

.. حين تسير في سوق الخضار القديم وسط عمان، لاشك يستوقفك ذلك البناء الروماني الذي حمل اسم "المنيفيوم"- سبيل الحوريات- ولا شك حين تقرأ حال السيل، كما وصفه من عاصره، قبل أن يقل ماؤه ويُسقف، تتوطن قناعتك بأن الرومان أصابوا حين بنوه.

ويبقى لعمان التي نعشق سيلاً، لوثناه وسقفناه كي لا نراه.. فماذا لو بقي السيل والبساتين والضفاف ؟ ماذا لو أبقيناه وغذيناه!

سَقَفْنا السيل كي لا نراه..!
 
29-May-2008
 
العدد 28