على الرغم من جودة المياه المعالجة المخرجة من محطة الخربة السمراء الميكانيكية التي تم تشغيلها في أوائل أيار/مايو الماضي، فإن إصرار مزارعين مجاورين للمحطة على إبقاء عمل المحطة القديمة حال دون تشغيلها بكامل طاقتها الاستيعابية.

الوزارة كانت قد شرعت في إنشاء المحطة الجديدة أوائل العام 2004 لتبدأ العمل في بداية نيسان/أبريل الماضي، حيث تم تحويل أكثر من 220 ألف متر مكعب من المياه العادمة إلى المحطة الجديدة التي تم تصميمها لاستقبال 270 ألف متر مكعب من المياه العادمة شهرياً، لتحل مكان المحطة القديمة التي تم إنشاؤها في العام 1984 ليصار للاستغناء عنها.

تحويل المياه العادمة إلى المحطة الجديدة حرم مزارعين مجاورين للمشروع من التزود بالمياه العادمة من أحواض المحطة القديمة من خلال سحبها بشكل انسيابي إلى مزارعهم.

تحويل المياه إلى المحطة الجديدة أدى إلى احتجاج المزارعين من خلال مناشدات رفعوها لوزير المياه والى رئيس الحكومة، إلا أنهم لم يجدوا آذاناً صاغية، بحسب خالد حمد «مزارع»، ما اضطرهم إلى الاعتداء على المحطة وتكسير أبوابها وقطع التيار الكهربائي عنها ليوم كامل في أوائل أيار الجاري.

وبحسب خالد، فإن المزارعين يقومون بزراعة محاصيل علفية؛ «برسيم» يتم توريده لمربي الثروة الحيوانية بمبلغ 5 دنانير للطن الواحد.

هذا التصعيد اجبر وزارة المياه على تحويل ما يقارب 100 ألف متر مكعب من المياه شهريا إلى المحطة القديمة بحسب إحصاءات مديرية الصرف الصحي بالوزارة، على الرغم من أن العقود الموقعة بين الوزارة والمزارعين تنص على 6 آلاف متر مكعب من المياه شهرياً، بواقع 3 أمتار مكعبة من المياه في اليوم للدونم الواحد، في حين يستغل المزارعون أكثر من 60 ألف دونم لزراعتها بالأعلاف.

تحويل المياه إلى المحطة القديمة أدى إلى تكبد الوزارة خسائر مالية تقدر بـ 90 ألف دينار شهريا، تدفعها الوزارة لشركة مورغنتي التي تقوم بمعالجة المياه بحسب الاتفاق الموقع ما بين الشركة والوزارة، حيث تقوم الوزارة بدفع 15 قرشاً مقابل معالجة المتر المكعب بحد أقصى 160 ألف متر مكعب باليوم فيما يكلف المتر المكعب الذي يصل للمحطة فوق هذا الرقم بـ قرشين فقط.

وبحسب مصادر في سلطة المياه، فإن المبالغ التي تتكبدها الوزارة نتيجة لتزويد المزارعين بالمياه تفوق الأرقام التي يحققها المزارعون من زراعة الأعلاف، وبحسب المصادر، فإن السلطة تعتزم وقف ضخ المياه إلى المحطة القديمة، حيث سيتم تزويد المزارعين بالمياه من خلال أنبوب بطول 3 كم لأغراض ري مزارعهم.

الخط المنوى تنفيذه سيقوم بتزويد المزارعين بمياه معالجة صالحة لأنواع الزراعة كافة باستثناء تلك التي تؤكل نيئة.

وقد أدى تقليل كميات المياه القادمة إلى المحطة الجديدة إلى تعطيل عملها، إذ أدى إلى طوفان «الرغوة» خارج المحطة، ما اضطر الشركة لاستقدام خبراء أجانب للمساعدة، حيث طالب الخبراء الشركة بتركيب مرشات لمنع طوفان هذه المواد، ما سيرتب مبالغ مالية إضافية على الوزارة. وقد وجهت الوكالة الأميركية للإنماء كتابا إلى وزارة المياه تستهجن فيها عدم تشغيل المحطة بشكل كامل.

هذا الاعتداء على المحطة التي تقوم بتحويل المياه العادمة إلى مياه معالجة وفق المواصفة الأوروبية سيؤثر سلباً على برنامج مساعدات الأردن الذي يطالب الوكالة بتوفير 250 مليون دولار من أجل تحسين سيل الزرقاء.

المزارعون، بحسب مواطنين في المنطقة، يقومون باستغلال المياه غير المعالجة من الأحواض مباشرة بشكل انسيابي ما يسهم في تدمير البيئة في المنطقة.

وتوقع مواطنون من انتشار إصابات بينهم نتيجة للسعات حشرات غريبة كانت قد إصابتهم في صيف العام الماضي، أن تعود للظهور هذا الصيف.

وقد كشفت دراسة أعدتها الجمعية العلمية الملكية عن مدى التأثير السلبي على التربة نتيجة لاستغلال المياه العادمة في الري في منطقة الخربة السمرا.