العدد 28 - احتباس حراري
 

يتفق العلماء على أن للتغير المناخي آثاراً سلبية على كوكب الأرض، فهو يذيب الجليد ويجفف الغابات الاستوائية، ويساهم في زيادة الأعاصير والفيضانات.

وقام فريق من خبراء المناخ مؤخراً بتقسيم المناطق في العالم بحسب معدل تعرضها للأخطار، موضحين أن تلك المناطق معرضة لخطر الانهيار في أية لحظة قبل نهاية هذا القرن.

وفي دراسة شاملة نشرت نتائجها في نيسان/أبريل الجاري، وضع العلماء تسع مناطق تقع ضمن خطر "الدمار الشامل" الذي لا يمكن تجنبه. ورغم أن العلماء لا يعلمون تحديداً متى ستصل كل منطقة إلى نقطة اللا عودة، فإنهم يعلمون أن منطقة القارة المتجمدة الجنوبية وغرينلاند على سبيل المثال، وصلتا مرحلة الدمار حيث يذوب الجليد هناك بسرعة ولا يمكن لأي شخص إيقافه أو حتى الحد من آثاره السلبية. ويقدر العلماء أنه وبعد 25 عاماً، لن تكون هناك بحار جليدية على خارطة الكرة الأرضية على الإطلاق.

غابات الأمازون الاستوائية، هي المنطقة الثانية الموضوعة على قائمة المناطق المعرضة للخطر، إذ إن انحسار معدلات تساقط الأمطار في تلك المنطقة يهدد الأشجار، ويمنع تكاثرها ونموها وصمودها. كما يبدي العلماء قلقاً حول غابات بوريل، التي تنمو في المناطق الشمالية، لذلك أطلق العلماء تحذيرات مبكرة من أجل مراقبة هذه الأنظمة البيئية المعرضة للدمار.

ويبين تيم لينتون، من جامعة شرق أنغليا، أن هنالك تصوراً بين العلماء مفاده بأن الاحتباس الحراري حاصل لا محالة في المستقبل، الأمر الذي سيعرض المناطق الضعيفة إلى خطر الزوال في القريب العاجل.

ويقول "لو كان باستطاعتنا أن نعرف متى سيحدث الدمار لتمكنا من تحذير المعنيين للمساعدة في الحد من ذلك، وهو أمر بات العلماء يسهرون من أجل تحقيقه".

في العام الماضي حذر علماء وخبراء مناخ من الأمم المتحدة من أن معدل ارتفاع درجات الحرارة سوف يكون بنحو 6.4 درجة مع نهاية القرن الجاري، أي بزيادة 4 درجات، وهذا الارتفاع سيؤثر على كميات الطعام والماء في معظم مناطق العالم، ما سيجعل ملايين من الناس يرحلون من مناطقهم ويؤدي إلى انقراض مئات الأنواع من الكائنات.

كما يحذر العلماء من ذوبان الجليد بصورة لا نهائية في منطقة القارة المتجمدة الجنوبية بمجرد ارتفاع درجات الحرارة بمعدل نصف درجة فوق معدلها، وأن هنالك احتمالا نسبته 50 بالمئة بأن يبدأ الجليد في منطقة غرينلاند بالذوبان من دون توقف في الوقت الحالي، ويبين العلماء أن ذوبان الجليد في تلك المناطق سوف يستغرق مئات الأعوام، لكنه سوف يتسبب في الوقت الحالي بارتفاع منسوب البحار بمقدار 7 أمتار.

كما أن ارتفاع الحرارة بمعدل 3 إلى 5 درجات سيقلل من معدل سقوط الأمطار في حوض الأمازون بنسبة 30بالمئة ، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة طول موسم الجفاف، كما أن غابات بوريل معرضة لخطر الدمار خلال الـ 50 سنة المقبلة.

أما في إفريقيا، فيتوقع أن تهطل كميات أمطار أكثر، ما سيؤدي إلى اخضرار مناطق ساحلية، إلا أنها سوف تدمر غرب إفريقيا بسبب موجات الجفاف القاسية التي ستمر بها المنطقة. في حين سيجلب موسم الصيف في الهند الدمار مع الفيضانات والأعاصير والطوفانات.

وتبين القياسات التي يجريها العلماء في منطقة القارة المتجمدة الجنوية أن هنالك خللا في التوازن ما بين هطول الثلوج وذوبان الجليد الذي بات يتقلص شيئا فشيئا في المنطقة، وتبين الدراسة أن ارتفاع الحرارة بمعدل 5 درجات يمكن أن يؤدي إلى ذوبان لا يمكن التحكم به، ما سيزيد من معدل منسوب مياه البحار إلى نحو 5 أمتار خلال 300 عام.

ويقول لنتون: "فقط لو تمكنا من الحصول على تحذير باقتراب الكوارث لتمكنا من العمل على التأقلم مع الوضع، وعملنا من أجل تقليل الانبعاثات السامة وحررنا الأرض من الأخطار".

توقعات بتعرض 9 مناطق لـ“دمار شامل”
 
29-May-2008
 
العدد 28