العدد 28 - احتباس حراري | ||||||||||||||
إذا استمر انبعاث غازات الدفيئة بوتائرها الحالية مع نهاية القرن الجاري، فإن الأرض ستتعرض لارتفاع في درجة الحرارة مقداره أربع درجات في المتوسط، بحسب تقديرات لجنة الـIPCC الأممية. وتبين معظم النماذج الرياضية المختصة في التنبؤ بحجم التغير المناخي المستقبلي أن هذه الزيادة ستتباين من منطقة جغرافية إلى أخرى. فالزيادة ستقتصر على درجتين مئويتين فقط في منطقة جنوب شرق آسيا وأميركا الجنوبية، في حين ستحظى منطقة الجزيرة العربية والشام وشمال إفريقيا، إضافة إلى أميركا بزيادة تتراوح مقدارها بين 3 و 5 درجات مئوية. أما القارة القطبية الشمالية فسترتفع فيها الحرارة بمقدار عشر درجات مئوية. ويبين العلماء أن نتائج هذه الزيادة وتداعياتها ستكون كارثية وسيصعب تحملها، لأن ارتفاع الحرارة بمقدار درجة واحدة مئوية تسبب في تقلبات وتداعيات عصيبة. ويضع العلماء مجموعة من التداعيات المستقبلة التي ستصيب الأرض في حال عدم الاهتمام بحق البيئة المحيطة وبحق أنظمة الأرض الطبيعية. ومن هذه التداعيات ذوبان أجزاء كبيرة من القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع مستوى البحر بمقدار قد يصل إلى تسعة أمتار كاملة، ما يعني غرق أجزاء كبيرة من الجزر الاستوائية والدلتاوات البحرية والمناطق الساحلية المنخفضة، وبخاصة في شمال أوروبا وشرق أميركا ومصر وبنغلاديش والهند والصين. إن ارتفاع حرارة الأرض سيؤدي كذلك إلى زيادة معدل انتشار الأمراض والأوبئة المستوطنة مثل الملاريا وحمى الضنك والتيفوئيد والكوليرا بسبب هجرة الحشرات والدواب الناقلة لها من أماكنها في الجنوب نحو الشمال، وكذلك بسبب ارتفاع الحرارة والرطوبة ونقص مياه الشرب النظيفة. كما ستزيد نسبة الأراضي القاحلة وتنخفض الإنتاجية الزراعية، نتيجة مباشرة لزيادة نسبة الجفاف وتأثر عدد كبير من المحاصيل الزراعية سلباً بتغير درجة الحرارة والمناخ. ومن التداعيات الأخرى تغير أنماط الأمطار والثلوج وتيارات المحيطات وارتفاع ملوحة وحموضة مياه البحر، ما سيؤدي إلى زيادة موجات الجفاف وحرائق الغابات وحدة العواصف وغير ذلك من الاضطرابات المناخية. ارتفاع حرارة الأرض سيؤدي إلى تدمير أو انخفاض إنتاجية بعض الموائل الطبيعية الحيوية، منها الشعاب المرجانية والغابات المدارية، وهي من أهم الموائل على ظهر الأرض ومن أكثرها عطاء للإنسانية، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة معدلات انقراض الكائنات الحية نتيجة لتدمير مثل هذه الموائل وعدم قدرة الكثير من كائناتها على التأقلم مع التغيرات الجديدة. يقول العلماء إن الاحتباس الحراري سيؤدي إلى رسم خريطة جديدة للكرة الأرضية، وللتوزيعات البشرية عليها. |
|
|||||||||||||