العدد 27 - أردني | ||||||||||||||
مع بداية القرن الحادي والعشرين، بدأ الطلبة يلاحظون وجود طلبة عرب، من الخليج أساسا، يشاطرونهم حياتهم الأكاديمية؛ يقتسمون معهم مقاعد الدراسة والحرم الجامعي وأنشطة طالبية أخرى. بحسب تقرير للمركز الثقافي الكويتي في عمان، ارتفع عدد الطلبة الكويتيين في الجامعات الرسمية بعد تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في 2001، وما تلاه من ردود فعل عنصرية من جانب الإدارة الأميركية، وهو ما دفع العديد من الطلبة العرب للالتحاق بالجامعات الأردنية. الطلبة العمانيون، الذين تلقت أعداد كبيرة منهم العلم في جامعات المملكة منذ سنوات، تزايد عددهم، فحلوا في المركز الثاني بعد الطلبة الكويتيين من حيث العدد. يجيء بعدهم الطلبة السعوديون الذين يناهز عددهم اليوم نحو ستة آلاف طالب، وفي المجمل يبلغ عدد الطلبة العرب في جامعات المملكة نحو 22 ألف طالب. يبين التقرير أن معظم الطلبة الكويتيين التحقوا بالجامعات من خلال برامج التبادل الثقافي بين الأردن والكويت، حيث يتم قبول العديد من الطلبة الكويتيين في البرنامج الموازي، في كليات الطب والصيدلة والهندسة في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا. الطلبة الكويتيون بحسب التقرير اختاروا الأردن وجهة للتعلم في جامعاته بسبب تميزه الأكاديمي، وكذلك بسبب توافر أجواء الأمن وسهولة المواصلات بين البلدين، إضافة إلى التشابه الكبير بين عادات البلدين. لكن وجود هذه الأعداد من الطلبة العرب في الجامعات الأردنية لم يترجم إلى علاقات زمالة وود بين الطلبة الوافدين والطلبة الأردنيين. كما أدى وجود هذا العدد من الطلبة العرب في الجامعات المحلية لظهور أنماط سلوكية اتسمت في بعض الأحيان بالحذر المتبادل بينهم وبين الطلبة الأردنيين. فلم يمنع انتماء سائرالطلبة إلى ثقافة عربية واحدة، والتقارب في العادات والتقاليد بين المجتمع الأردني والخليجي من حدوث احتكاكات بينهم. وكثيرا ما كانت الأفكار المغلوطة التي يحملها طلبة من الجانبين نحو كل منهما ،سببا في حدوث تلك الاحتكاكات. فخلال الأعوام القليلة الماضية، حدثت مشاحنات وما هو أسوأ منها بين طلبة أردنيين وآخرين خليجيين، على خلفيات متباينة؛ إذ وقعت بعض المشاجرات بدعوى تعدي طلبة خليجيين على قريبات طلبة أردنيين، لتضاف إلى مشاجرات كثيرا ما شهدتها أروقة الجامعات المحلية بين طلبة أردنيين فيما بينهم.وعليه فالبيئة التي وفرت مناخا للمشاجرات بين طلبة "أبناء البلد" لم تلبث ان انعكست على العلاقة مع الطلبة العرب. لكن كانت هناك أسباب أخرى للاحتكاك، وقد لاحظ أستاذ جامعي أن بعض الطلبة الخليجيين الدارسين في الأردن "لم يكونوا في منأى عن التجاذب الحاصل في الجامعات، بسبب العزلة التي ضربوها حول أنفسهم، حيث لا يقيمون في الغالب علاقات زمالة وصداقة مع الطلبة الأردنيين.» كما يقول. العزلة التي يعانيها هؤلاءالطلبة يردها الباحث الاجتماعي خالد عوض «إلى النشأة المحافظة وإلى الطفرة المالية التي يشهدها الخليج بشكل عام، إضافة إلى سلوك بعض الطلبة وتحرشهم بالطالبات للإيقاع بهن من خلال استعراض سياراتهم الفارهة، ما أدى إلى وقوع العديد من المصادمات بينهم وبين طلبة أردنيين.» لكن العنف في الجامعات وانعدام الانسجام ما بين الطلبة، لا يقتصر على مشاجرات الطلبة الأردنيين ونظرائهم الوافدين، فالجامعات الأردنية شهدت أخيرا ظهور تكتلات بين طلبة أردنيين من ثقافات اجتماعية أو عشائرية أو مدنية متقاربة ضمن مجموعات صغيرة، وهو ما وجد الرد عليه من جانب بعض الطلبة العرب الذين ردوا بالانزواء وعدم الاندماج. ويرجع رئيس جامعة أسبق وأكاديمي أردني فضل عدم ذكر اسمه جذور هذه المشاكل ،إلى سياسات الجامعات الرسمية في فتح البرامج المسائية والبرامج الدولية، التي أدت إلى تدفق الطلبة العرب إلى الأردن دون أية «غربلة»، حيث يكتفي الطالب العربي بالالتحاق بالجامعة التي يريد مقابل دفع رسم جامعي أعلى، ما دفع العديد من الطلبة العرب للتسجيل في مساقات جامعية لا تتناسب مع مقدراتهم الأكاديمية. |
|
|||||||||||||