العدد 27 - زووم | ||||||||||||||
خالد ابو الخير يدفع جنون أسعار النفط أكثر فأكثر مواطنين في المناطق الريفية وضواحي عمان الشرقية إلى استعمال الدواب، كوسيلة نقل ومواصلات. لكن حتى الدواب، خصوصاً الحمير منها، الأكثر استعمالا في العصور السابقة باتت صعبة المنال. فقد اختفى الحمار من بين ظهرانينا على حين غرة، وترك الشوارع على وسعها للسيارات والشاحنات. دون أن يفتقده أحد. الآن وقد عزت الحمير، التي تعرضت لضيم وظلم كبيرين، لا بل وحرب إجلاء وتهميش وإقصاء عن الحواضر، باعتبارها مظهرا من مظاهر التخلف، باتت مطلوبة أكثر من أي وقت مضى. ولم يتورع كثيرون عن ضرب وإيذاء الحمير، ولم يجدوا غضاضة في قمعها. وفي المقابل، ثمة من قدر الحمير واحترمها، الا يكفي للتدليل على ذلك أن أول رواية مكتملة حفظها تاريخ الإنسانية تحدثت عن إنسان "أراد أن يصير طيرا لكنه تحول إلى حمار".. وضعها فيلسوف جزائري حينا وليبي أحيانا أخرى هو ليكوس أبوليوس المولود عام 125 ق. م . هل تعين علينا أن نكتشف بعد نيف وألفي عام أن أبوليوس أصاب حين أطلق على روايته اسم "الحمار الذهبي"، على اعتبار أن الحمير قد تكيّل مستقبلا بالذهب، اذا ظل ارتفاع أسعار النفط على المنوال ذاته. والعرب من الشعوب التي قدرت الحمار فقد كانوا يطلقون على كل مائة عام لقب الحمار، ومن هنا جاءت تسمية الخليفة الحمار لمروان بن محمد، في رأي، نظرا لانه تولى الحكم بعد مرور مائة عام على حكم بني امية، وفي رأي ثان أنه سمي بالحمار لفرط جلده وصبره وشجاعته في الحروب. للرأي الثاني بعينه أنشأ مثقفون كبار كـ "عباس محمود العقاد" و"زكي طليمات" و"مأمون الشناوي" جمعية للحمير في مصر ما تزال قائمة إلى الآن.. وأغلب الظن انها ستبقى قائمة حتى بعد عصر النفط. الان.. يعيد رهط منا اكتشاف هذا الكائن الرائع.. فهل نعامله بما يستحق. |
|
|||||||||||||