العدد 27 - علوم وتكنولوجيا | ||||||||||||||
مجتمع بدأ صغيرا ويتنامى باضطراد؛ مكوناته آلاف الميغابايتس ورواده آلاف من المستخدمين من جميع أنحاء العالم ومن شتى الثقافات والأعمار. مع تنامي عدد مستخدمي الانترنت في الأردن وارتفاع عدد المشتركين بما يسمى مواقع "التشبيك الاجتماعي" على الانترنت internet social networking، يرى خبراء أن ظاهرة الإدمان على استخدام مواقع مثل فيس بوك وهاي فايف في تزايد. الأعوام الماضية شهدت إقبالا منقطع النظير من الشباب بين أعمار 14 و 35 عاما على المحادثة الالكترونية "تشات"، ولكن هذا العام، كما يرى خبراء، تحول هذا الإدمان إلى مواقع التعارف الاجتماعي مثل فيس بوك و بيبو، التي تقدم خدمات ومميزات أخرى، إضافة إلى المحادثة وصنع الأصدقاء. هيثم حمودة، الذي يعمل مصمما غرافيكيا في إحدى الشركات الخاصة قال إنه يقضي نحو خمس ساعات يوميا في تصفح فيس بوك وصنع الصداقات واستخدام التطبيقات المختلفة التي يقدمها الموقع. حمودة يقول إنه يزور هذا الموقع مرة كل نصف ساعة لمعرفة تحركات أصدقائه على الموقع والتطبيقات التي يستخدمونها أو الصور التي يضيفونها. ويقدم فيس بوك في صفحته الرئيسية "ملخصا للأخبار" news feed والذي يسجل "الحركات" كافة، التي يقوم بها أصدقاء أي مستخدم على الموقع. هذا الملخص يتغير كل ساعة تبعا لتحركات مستخدميه. يقول: "أحيانا اشعر بالملل من فيس بوك، ولكنه مسلٍ بالنسبة لي أكثر من أي شيء آخر." ولكن رامي ناصر، الطالب الجامعي في تخصص الرياضيات يرى أنه وصل مرحلة بدأ يكره فيها فيس بوك من كثرة استخدامه له، ولكنه لا يتمكن من "الهروب" من استخدامه لساعات يوميا. يقول: "أذهب إلى الجامعة واقضي وقتا طويلا في التفكير أثناء المحاضرات فيما يحصل على الموقع... عندما أغادر إلى المنزل، أتناول غدائي وأنا جالس إلى الكمبيوتر أتصفح فيس بوك لساعات... هذا يزعج أهلي ولكنني استمتع به." ومن تصفح الصور على الموقع إلى التطبيقات، إلى "حالة الأفراد"، وهي خدمة يقدمها الموقع، يضع عبرها المستخدمون جملة قصيرة تقول لأصدقائهم ماذا يفعلون status. ويرى مستخدمون أن "ارتباطهم" بهذا الموقع أصبح واجبا يوميا ومحطة دائمة لهم أثناء تنقلهم بين صفحات الشبكة العنكبوتية. أرباب عمل لاحظوا أيضا أن الموظفين يقضون وقتا طويلا في تصفح هذه المواقع أثناء الدوام الرسمي، ما دفعهم إلى تركيب برامج خاصة تمنع الموظفين من الولوج إلى هذه المواقع عبر شبكة الانترنت أثناء وقت العمل. شركة "بايسكس" للإحصائيات تعتبر هذه الظاهرة «أزمة العام 2008» وقدرت في إحصائية حديثة أن اقتصاد الولايات المتحدة خسر عام 2006 فقط، ما لا يقل عن 650 بليون دولار، وذلك بسبب تشتت انتباه الموظفين وفقدانهم التركيز من جراء سيل المعلومات الإلكترونية التي تعترضهم عبر البريد الإلكتروني ومواقع العمل الرقمية. لا تتواجد إحصاءات محلية عن مدى تأثير هذه الظاهرة، إلا أن أرقام دائرة الإحصاءات العامة تشير إلى أن 73% من الأردنيين الذين يستخدمون الانترنت يستخدمونه لأسباب "شخصية"، فيما يستخدمه 17% فقط لأغراض تتعلق بالعمل. مدير عام إحدى الشكات الخاصة العاملة في تطوير تطبيقات الكمبيوتر قال إنه لاحظ أن موقع فيس بوك هو أكثر موقع يأخذ حيزا في استخدام طيف الانترنت bandwidth لدى شركته. وقال مفضلا عدم الكشف عن اسمه إنه يدرس الآن تركيب برنامج يمنع الموظفين من الدخول لهذا الموقع لأنه "يضيع ساعات العمل"، خاصة عندما لاحظ أن 150 من موظفيه الـ 180 موجودون على الفيس بوك جميعا وفي وقت واحد. تحديد الإدمان على فيس بوك لا يتم أيضا، بحسب مختصين، عبر عدد الساعات التي يقضيها المستخدم في تصفح الموقع فقط بل بعدد الأصدقاء الذين يصنعهم يوميا، وعدد التطبيقات التي يضيفونها، فضلا عن عدد المجموعات التي ينتمون إليها، و"نشاطهم" فيما يتعلق بصفحات الآخرين والتعليق على صورهم والكتابة على "حائطهم". مدير عام محرك البحث التابع لمجموعة مكتوب، عصام بايزيدي قال إن تحديد مدى الإدمان على هذا الموقع يتم من خلال عدد الساعات التي يقضيها المستخدمون في تصفحه، ولكنه أضاف أن فيس بوك نجح في استقطاب الناس لساعات بسبب العدد الهائل من التطبيقات التي يتيح استخدامها؛ مثل لعب أنواع عديدة من "الشدة"؛ مثل الطرنيب والتركس والبوكر، أو مخاطبة اهتمامات الناس المختلفة مثل تبادل أشرطة الفيديو أو سماع الموسيقى أو لعب أنواع متعددة من الألعاب الموجهة لمختلف الأعمار والثقافات. بايزيدي قال إن ما يتجاوز 200 ألف مستخدم لـ فيس بوك قاموا بإضافة تطبيق "أغاني عربي" الذي يحدد مزاج المستخدمين الموسيقي خلال أربعة أشهر فقط، بمعدل أربعة آلاف مستخدم يوميا، ما يدل على تنامي شعبية هذا الموقع بين المستخدمين العرب. |
|
|||||||||||||