العدد 27 - رزنامه | ||||||||||||||
السجل – خاص يمثّل معرض "أنا من هناك.. ولي ذكريات" الذي نظمه غاليري "رؤى" للفنون، ورعى افتتاحه الأمير الحسن بن طلال، محاولة جادّة للحفاظ على ما تبقّى من إرث فلسطيني تجري محاولة" طمسه واجتثاثه لتمرير دعاوى الصهيونية المتمثلة في أنه لم يكن ثمّةَ من حضارةٍ هنا قبل تأسيس دولتهم. يشتمل المعرض على مقتنيات من فلسطين ما قبل النكبة، تعود إلى عائلات وأفراد في فلسطين والأردن والمهجر ثُبتت أسماؤهم أسفل مقتنياتهم. وتنوعت المعروضات لتشمل صور الأماكن في فلسطين قبل نكبة 1948 أو أثناءها أو بعدها مباشرة، ومجموعة من الوثائق الرسمية، أو مستنسخات عنها (كسندات الملكية "القوشان"، جوازات السفر، شهادات الميلاد، الهويات والبطاقات الخاصة بالمؤسسات، الكتب المطبوعة، الصحف، المجلات، المواد الإعلانية، الخرائط، العملات والطوابع البريدية والأميرية)، بالإضافة إلى الأدوات المنزلية التي كانت تُستخدم في فلسطين، ونماذج من المستلزمات الشخصية كالنظارات وأقلام الحبر وعلب السجائر، والملابس والأثواب وأدوات الزينة. المتجول في أروقة المعرض، يستشعر ذلك الألم الذي ينزّ من القطع المعروضة، تلك التي كان لها في يوم ما لها "عزٌّ" و"مجد"، من ثوبٍ مطرز شارك الفتياتَ فرحة الأعراس والمناسبات السعيدة، إلى بطاقات دخول السينما التي كان تؤمّها العائلات في العطل ومواسم الأعياد، إلى الأقلام التي خطت فكراً وإبداعاً.. وهنا لا يسع المرء إلا أن يتذكر كلمات درويش: "أنا من هناك، ولي ذكريات وُلدت كما يولد الناس، ولي والدة وبيت كثير النوافذ".. فكثيرون من زوار المعرض سيردّدون بلا شك، وهم يقلّبون الألبوم المجسَّم الماثل أمامهم، خطوةً خطوة: "نعم.. كان لي بيتٌ كان هنا.. وذاكرة". وبحسب سعاد العيساوي، مديرة الغاليري، سيتم توثيق هذه المقتنيات من خلال إعداد نسخ إلكترونية عنها ونشرها على موقع خاص على شبكة الإنترنت، كي تنتقل هذه المقتنيات من حيز الملكية الفردية إلى الملكية الجماعية لتشكل بذلك ذاكرة حية لفلسطين، وتفند المزاعم والروايات المتداولة التي تصور فلسطين على أنها لم تكن تمتلك مقومات حضارية وإنسانية راسخة وعميقة. هذا المعرض الذي يقام بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأنروا)، والذي يفتتح في ست مدن في آن واحد هي: القدس، رام الله، غزة، عمّان، بيروت ودمشق، تصاحبه ندوات ولقاءات وفعاليات فنية تستذكر النكبة التي مر عليها ستون عاماً، لكن تأثيرها ما زال مستمراً، لا على الفلسطينيين وحدهم، وإنما على شعوب المنطقة برمتها. |
|
|||||||||||||