العدد 26 - أردني
 

عندما أعلنت بريطانيا نيتها إنهاء انتدابها على فلسطين وإحالة القضية إلى الأمم المتحدة، وجدت الهيئة العربية العليا لفلسطين التي كان قد أسسها وترأسها الحاج أمين الحسيني، أن فراغاً سياسياً سيحدث نتيجة لذلك.

لذا رأت الهيئة أن من الضروري تشكيل حكومة فلسطينية لملء هذا الفراغ، فتوجه الحاج أمين الحسيني بهذه الرؤي] لاجتماع مجلس الجامعة العربية الذي انعقد على مستوى رؤساء الحكومات في عاليه بلبنان في السابع من تشرين الأول العام 1947 دون دعوة من المجلس.

تمكن الحسيني من حضور جلسات اليوم الثاني، حيث تقدم بمذكرة طالب فيها بتشكيل حكومة عربية. وقد وجدت دعوة الحسيني قبولاً مبدئياً لدى الدول العربية باستثناء الأردن والعراق اللذين رفضا الفكرة، لاعتقادهما بأن حكومة بزعامة الحسيني ستلقى معارضة واسعة عالمياً على خلفية زيارة الحسيني لبرلين ولقائه بهتلر العام 1941.

لكن صدور قرار التقسيم في 29/11/1947 دفع الهيئة لمعاودة المطالبة بتشكيل حكومة فلسطينية، تتولى إدارة شؤون البلاد عند انتهاء الانتداب المقرر في 1/5/1948، وذلك استناداً إلى أن الهيئة تتمتع بالشعبية ومن حقها أن تتحدث باسم الشعب وأن تمثل مصالحه.

وبناء على ذلك وافقت اللجنة السياسية في جامعة الدول العربية بتاريخ 8/7/1948 على تشكيل ما سمي حينها «الإدارة المدنية المؤقتة لفلسطين» على أن تكون هذه الإدارة مسؤولة أمام جامعة الدول العربية.

لكن الأحداث تسارعت، واستباقاً للجلسة العامة لهيئة الأمم المتحدة التي كانت ستنعقد في آذار من العام 1949، دعت الجامعة العربية الهيئة العربية العليا لفلسطين لإجراء مشاورات حول تشكيل حكومة فلسطينية تكون مسؤولة أمام مجلس تمثيلي.

وبعد نهاية المشاورات اجتمعت الإدارة المدنية في غزة في 28 أيلول 1948 وقررت اعتبار نفسها حكومة لفلسطين تحت اسم «حكومة عموم فلسطين» برئاسة أحمد حلمي، الذي وجه دعوة لرؤساء البلديات والمجالس المحلية والقروية وشيوخ العشائر لعقد مؤتمر وطني لإضفاء الشرعية على حكومته، وقد وجهت الدعوة إلى 150 عضواً، شارك منهم 97 عضواً.

الملك عبد الله الذي رأى في هذا الإعلان ضرباً من العبث في ظل ظروف دولية غير مواتية، هدد بالانسحاب من الجامعة العربية إن هي اعترفت بحكومة عموم فلسطين.

بيد أن إصرار الجانب المصري وضغطه على جامعة الدول العربية دفع الأخيرة للاعتراف بحكومة عموم فلسطين، ما دفع الملك عبد الله للتحرك سريعاً في الضفة الغربية، حيث تجاوب العديد من وجهاء مدنها، فعقدت مؤتمرات في الخليل، ونابلس، وصولاً إلى مؤتمر أريحا الذي عقد في 1/12/195 ليعلن وحدة الضفتين. بقيت حكومة عموم فلسطين قائمة بمكاتبها في غزة والقاهرة حتى العام 1964، حيث تأسست منظمة التحرير الفلسطينية، فحلت محلها عملياً.

حكومة عموم فلسطين
 
15-May-2008
 
العدد 26