العدد 26 - رزنامه | ||||||||||||||
السجل – خاص تضمنت عروض "أرشيف النكبة" التي قدمتها مؤسسة خالد شومان – دارة الفنون في الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين، مقابلات مصوّرة مع لاجئي الجيل الأول من الفلسطينيين الذين يعيشون في لبنان، والذين أدلوا بشهادات حية حول ما حدث سنة 1948. يكشف الأرشيف عن هول ما جرى، والذي تمخض عنه تجربة جماعية قاسية خاضها الفلسطينيون، وظلت علامة فارقة تؤشر على ضياع الأرض بمفهومها الفيزيائي، وانبثاقها كدلالة وطنية، وهو ما كان عبَّرَ عنه المؤرخ الفلسطيني إلياس صنوبر بقوله: "ينعطف التاريخ الفلسطيني المعاصر في وقت حاسم: سنة 1948. ففي تلك السنة اختفت البلاد والشعب من الخرائط والقواميس"، كما يستعرض الأرشيف تجارب شخصية لعدد من اللاجئين الذين يستذكرون بيوتهم وكرومهم وطفولتهم وقد أُجبروا على مغادرتها جميعاً، لكنها ظلت متوقدة في وجدانهم. وفي هذا السياق تؤكد ديانا ك. آلان، المديرة المساعدة لهذا المشروع، أن الاهتمام المتجدد بالشهادة الشفهية -في لحظة محددة جداً وفي أوقات معينة- يكون عندما تبدو «فلسطين» مهددة بفقدان دلالتها التاريخية؛ وهكذا فإن العملية أشبه ما تكون باسترجاع التاريخ، وتطلُّع للمستقبل في الآن نفسه. عبر ما يقارب خمسمائة شهادة فيديو حيّة للاّجئين الذين قدِموا من أكثر من 130 قرية فلسطينية، تتوزع على زهاء ألف ساعة تسجيلية، يدحض هذا الأرشيفُ الفريد من نوعه، الرواياتِ الصهيونية الملفّقة حول ما حدث، عبر سرد قصص وحكايات تُستدعى من الذاكرة وبشكل ممزَّق وغير منظَّم بفعل الآثار الجسيمة التي خلّفتها النكبة على حياة من عايشوها. في روايات: أم صالح، أمينة، السيد شفيق.. ثمة رغبة مشتركة في إحياء الماضي الذي ظل في الذاكرة أخضر كالنعناع والزعتر والبيارات الفلسطينية إلى أن وقعت الواقعة، وانفتح الحلم على كوابيس تظلل الراهن والمستقبل بغمامة حزن لا يرى كثيرٌ من اللاجئين والمهجَّرين الفلسطينيين سبيلاً لانكشافها في وقت قريب.. ولعل هذا هو أقسى ما يكشفه مشروع الأرشيف الذي تنقّل بين الاثني عشر مخيماً التابعة لوكالة الأنروا في لبنان. إلى جانب ذلك، يقوم هذا الأرشيف بدور توثيقي من خلال حفظه لذاكرة الجيل الأول من اللاجئين، وتسجيله لما حدث في النكبة. وهو يعد مورداً ثقافياً وتاريخياً وسياسياً مهماً للأجيال الفلسطينية القادمة، بالإضافة إلى أنه سجل بصري سمعي يفيد العلماء والباحثين المهتمين |
|
|||||||||||||