العدد 25 - أردني | ||||||||||||||
خليل الخطيب يميل الذكور من الشباب إلى التفاخر بعلاقاتهم العديدة مع الجنس الآخر، ويروون لأقرانهم حكايات، بعضها صحيح، عن مغامراتهم العاطفية، بينما تحتفظ الشابات بعلاقاتهن أسراراً لا يروينها إلا إلى المقربات من صديقاتهن، مشفوعة بتوسلات بأنها ستبقى سراً. الإعلان عن علاقة عاطفية بالنسبة للشاب أكثر قبولاً من جانب المجتمع، وقد يصبح مدعاة للفخر أحياناً، حتى بالنسبة للأهل، فهو بالنسبة لهم تأكيد "لرجولة ابنهم". بعض الشبان من الذكور يعتقد أنه قد يزيد من فرصه بإقامة علاقات جديدة لأنه يعتقد أن الفتيات يهوين الارتباط بـ"شخص مجرب". لكن الإعلان عن علاقة عاطفية للفتاة، أو الكشف عنها يتحول إلى ما يشبه الكارثة، فمثل هذه العلاقة بالنسبة لأهل الفتاة والمجتمع المحيط بها، بداية الطريق نحو "السقوط الأخلاقي". هذه المعادلة غير العصرية في النظر إلى علاقة الشاب بالفتاة، أهم لبنتين في أي مجتمع، تدفع الشباب، من الجنسين، إلى إقامة علاقات سرية يعتمون عليها بأساليب "غير سوية من الإخفاء، والإنكار، والنفاق الاجتماعي، والادعاء برفض مثل هذه العلاقات وتجريمها باعتبارها خروجاً على تعاليم الدين وتمرداً على تقاليد المجتمع" بحسب طالب الماجستير في الجامعة الأردنية، رامي سحويل. ويؤكد سحويل، أن "معظم المنكرين والرافضين يعيشون علاقات مع الجنس الآخر بالخفاء، أو يتمنون أن يعيشوها". مي طالبة في السنة الثالثة، إدارة أعمال، في جامعة عمان الأهلية، تتفق مع ما ذهب إليه سحويل، وتؤكد "معظم من أعرفهن من فتيات يعشن علاقات عاطفية، وبعضهن يتحدث عن تجارب جنسية مع الطرف الآخر". وتضيف متسائلة "إلى متى سنبقي رؤوسنا مدفونة في الرمال. الفئة الغالبة في مجتمعنا هي فئة الشباب، وهم بحاجة لإشباع حاجاتهم العاطفية والجنسية، وهم غير قادرين على الزواج، فما العمل؟" غدير، طالبة السنة الثانية في التخصص ذاته، تضيء جانباً آخر من جوانب العلاقة بين الشباب من الجنسين، إذ تتحدث عن القيود التي يفرضها المجتمع على الشباب، وتجعلهم يلجأون إلى طرق "غير تقليدية" في الاتصال مع بعضهم وإقامة علاقات، فيما بينهم: "انظر إلى منتديات الشبكة الإلكترونية ومواقع الجنس الافتراضي وسترى." والجنس الافتراضي، هو الممارسة الجنسية عن بعد، التي تستفيد من منجزات التكنولوجيا مثل: مزايا البث المباشر، التي تتضمنها أجهزة الهاتف الخلوي، ووسائط الدردشة سواء المكتوبة أو المحكية، بما فيها الحديث من خلال عين الكاميرا. نادين قدومي، خريجة جامعة العلوم التطبيقية، تعمل في شركة خاصة منذ شهور تؤكد "ليست الشبكة الإلكترونية هي المتنفس الوحيد للشباب، هنالك أساليب أصبحت شائعة وتشكل ظواهر مثل: الزواج العرفي، والمساكنة وما يعرف بزواج فريند." وتتابع موضحة، "هذه الأساليب التي بات الشباب يمارسونها للتحايل على قيود المجتمع قد تكون ذات نتائج وخيمة، وبخاصة على الفتاة التي تجد نفسها منبوذة حتى من صديقها الذي يرى أن فتاة سلمته نفسها قبل الزواج لا تصلح لأن تكون زوجته." طالب في كلية الهندسة في الجامعة الأردنية، فضل عدم ذكر اسمه، يرى أن "العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج تكاد تنحصر في الطبقة الثرية، لأن أبناء هذه الطبقة يمتلكون المال، والسيارات، والشقق، وهناك كثير من الفتيات اللواتي تدفعهن الحاجة لتلبية مطالب أصدقائهن الجنسية." ويؤكد أن الموضوع أصبح معروفاً، ويمكنك التأكد منه بسهولة "إذا وقفت نصف ساعة أمام البوابة الشمالية للجامعة الأردنية، حيث سترى طالبات جامعيات يركبن سيارات لطلاب أردنيين وغير أردنيين تكون في انتظارهن." نبيل طالب العلوم في الجامعة الأردنية، يلمس بعداً جديداً بحديثه عن "العلاقات بين الشباب والفتيات تشوهت بسبب الظروف الاقتصادية، حتى الشباب الذكور يتعرضون للاستغلال الجنسي بسبب حاجتهم للمال". ويروي حكاية صديق له تعرف على سيدة متزوجة عبر أحد مواقع التعارف ثم أصبح يزورها في بيتها كلما سافر زوجها، ويؤكد أنه يفعل ذلك لسبب وحيد هو حاجته للمال فالسيدة هي التي تنفق عليه، وهي التي تدفع عنه رسوم الدراسة الجامعية. ويؤكد صحة ما يراه "انتشاراً للعلاقات الجنسية بين طلبة الجامعات الخاصة الأغنياء لأن أهلهم يوفرون لهم الظروف الملائمة لذلك". أستاذ علم الاجتماع، موسى اشتيوي، يؤكد "ظاهرة العلاقات بين الجنسين خارج إطار الزواج أمر مفروغ منه في مجتمع غالبيته من الشباب." ويتابع اشتيوي "نظرة الناس إلى الزواج اختلفت جذرياً، فالشباب أصبحوا يبحثون عن الحب والسعادة وليس عن الإنجاب، كما كان سائداً. كما أن ثورة الاتصالات والمعلوماتية أصبحت تسهل الاتصال بين الطرفين في بيئة آمنة وبعيدة عن رقابة الآخرين." أما من الناحية الاقتصادية، فلا يرى أستاذ علم الاجتماع، أن هناك رابطاً إحصائياً بين هذه الظاهرة وبين الصعوبات الاقتصادية التي تواجه الشباب، رغم أنه يصعب نفي وجودها. "الاستغلال الجنسي في أماكن العمل ظاهرة عالمية، لكن الأساس في ظاهرة العلاقات خارج الزواج أنها تنبع من الحاجة الطبيعية للشباب." يؤكد اشتيوي. مدير شركة سنتاكس لتصميم المواقع الإلكترونية، أحمد حميض، يؤيد ما ذهب إليه اشتيوي، ويرى أن ثورة الاتصال "أدت إلى إلغاء ثقافة طلب الإذن التي تربى عليها الشباب". ويوضح"هناك شبكة اجتماعية آخذة بالتوسع لكن ذلك يتم تحت الطاولة". |
|
|||||||||||||