العدد 25 - احتباس حراري | ||||||||||||||
توصل العلماء إلى حقيقة أن المنطقة المحيطة بخط الاستواء الواقعة بين مدار السرطان في الشمال ومدار الجدي في الجنوب، اتسعت بشكل كبير خلال ربع القرن الماضي بسبب الاحتباس الحراري. ويبين علماء من مركز الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي (نُوَا) أن هذا التمدد سيغير من نمط تساقط الأمطار وبالتالي التأثير في النظم الإيكولوجية (البيئية) والزراعة، وموارد المياه. وتقول مديرة فريق البحث لمركز نوا ديانا سايدل أن تفحص التغير في مناحي معينة في الغلاف الجوي على مدى عقود من الزمن جعل الباحثين اقدر على التنبؤ بنماذج المناخ وتغيراتها في المستقبل. ويشهد العالم دلائل تشير إلى أن مناخ الاحتباس الحراري مرتبط بشكل وثيق بتمدد الإقليم الاستوائي في اتجاه القطبين، إذ كان مستوى التمدد الذي حدث في العقود الأخيرة أكبر بكثير مما توقعت النماذج المناخية أن يحدث في القرن الحادي والعشرين. وما يلفت الأنظار أن النماذج التي أصدرتها أجهزة الحاسوب في العديد من الدراسات الحديثة وجدت أن التيارات الهوائية الجوية، وما يرتبط بها من أنماط هبوب الرياح وتساقط الأمطار، تميل إلى التحرك في الاتجاه القطبي تحت تأثير الاحتباس الحراري. ووجدت بعض هذه الدراسات التي رصدت الظاهرة أن هناك اتساعاً فعلياً وحقيقياً يقدر بنحو 300 ميل أو 500 كيلومتر شمالاً وجنوباً في المناطق المدارية في خطوط العرض منذ 1979. ويرى العلماء أن هذا الاكتشاف يعني أن الاحتباس الحراري هو السبب وراء زحف التصحر باتجاه القطبين شمالاً وجنوباً إلى مناطق مثل: جنوب غرب الولايات المتحدة، والمكسيك وأستراليا، وجنوب أفريقيا، وحوض البحر الأبيض المتوسط، وكذلك اتساع نطاق الأقاليم التي تغمرها الأمطار شمال وجنوب خط الاستواء. ويبين فريق البحث أن هنالك مجموعة من الآليات التي يمكنها أن تتسبب في توسع الحزام الاستوائي، كارتفاع درجات حرارة سطح البحر واستنفاد الأوزون في الجو بالإضافة إلى احتمالات أخرى لم يتم استكشافها بعد. ويشير العلماء من خلال دراستهم إلى أن هنالك جوانب من التغيرات التي رصدت تحتاج إلى استكشاف بتفصيل أكبر، مثل الخصائص الإقليمية والموسمية لاتساع الحزام الاستوائي. ويحذر العلماء من مخاطر اتساع منطقة الخط الاستوائي الذي سيؤدي إلى ظواهر مناخية كارثية ومفاجئة في جنوب وجنوب غرب آسيا وشمال غرب أفريقيا، كفيضانات وسيول مدمرة. ويضيف الفريق أن فيضانات هذا العام المدمرة في الصومال والسودان وموريتانيا هي غالباً انعكاس للتغيرات المناخية الناجمة عن اتساع المنطقة الاستوائية. ويتنبأ العلماء بأن تطال هذه الفيضانات كلاً من: اليمن، وعُمان، وجنوب غرب السعودية، لقربها من خط الاستواء ولأنها محاطة بمسطحات مائية ضخمة أيضاً. وتعمل إدارة «نوا» عبر مشروع «جيوس» (GEOSS)، وهو نظام رصد الأرض الكوني لمختلف المنظومات بالتعاون مع حكومات عدة دول من أجل تطوير وإقامة شبكة أرصاد عالمية متكاملة بالطريقة نفسها لتكامل الكواكب الذي ترصده، والتنبؤ بأنماط الظواهر ومتغيراتها، وحماية الأرض من المخاطر المحتملة. |
|
|||||||||||||