العدد 25 - احتباس حراري | ||||||||||||||
يحتدم الاحتباس الحراري ونضوب الأوزون، على الأقل في منطقة المحيط المتجمد الجنوبي، كما تبين نتائج دراستين جديدتين. ما يجري عمليا هو ضخ مادة السلفور في الأجواء من أجل تقليص ضرر الاحتباس الحراري، وهو ما يساهم في تخفيض درجة حرارة الارض، ولكن ذلك قد يسبب مشكلات يعاني منها القطبان، بحسب ما يشير العلماء. فالضخ المتواصل يمكن أن يستنزف الأوزون بشكل كبير، ما قد يؤخر في تعافي ثقب الأوزون وإعادة درجة الحرارة مثلما كانت فوق منطقة المحيط المتجمد الجنوبي لعدة عقود. وتشير نتائج دراسة أخرى إلى أنه إذا تم رقع ثقب الأوزون الجنوبي، فإن الحرارة سوف ترتفع في المحيط المتجمد الجنوبي. إن ضخ السلفور في الأجواء من أكثر العمليات المتناولة من جانب مهندسي الجيولوجيا، والهادفة إلى تخفيض الحرارة التي يسببها انبعاث غاز أوكسيد الكربون في الأرض، بسبب نشاطات الإنسان واستخدامات المصانع وعوادم السيارات. ويشير العلماء إلى أن جزيئات السلفور، مع مكونات أخرى في الجو، يمكنها أن تبرد سطح الأرض، لأنها تعكس وتبعثر أشعة الشمس وتعيدها الى الفضاء. وهذا التأثير يمكنه أن يحدث بشكل طبيعي أثناء فوران البراكين وخروج مادة السلفور منها. وخلص الباحثون إلى هذه النتيجة بعد فوران بركان بيناتوبو في العام 1991، والذي ضخ ملايين الأطنان من أوكسيد السلفور إلى الأجواء، ما خفض درجة حرارة سطح الأرض بنحو درجة حرارية فهرنهايت. وكان الباحث الحاصل على جائزة النوبل بول كروتزن هو أول من اقترح عملية التبريد الاصطناعية، وبين أنه من خلال ضخ كميات كبيرة وبشكل منتظم من جزيئات السلفات الى الأجواء، سوف تحجب أشعة الشمس وبالتالي تبرد الأرض. ولكن الأمر للأسف، ليس بهذه السهولة كما تبين الدراسات الحديثة. ففي درجات الحرارة المنخفضة جدا توفر جزيئات السلفور مساحة لغاز الكلوراين في الأجواء (الذي ينبعث بسبب النشاطات التي يمارسها الإنسان على الأرض بالإضافة إلى الملوثات الأخرى) الأمر الذي يسبب ظهور جزيئات تدمر ثقب الأوزون. واستخدمت سيمون تيلمز ورفيقاتها الباحثات من مركز أبحاث المناخ الوطني، الكومبيوتر لاختبار التأثير السنوي للسلفور على مستويات الأوزون في القطبين الشمالي والجنوبي. وبينت النتيجة أن السلفور تؤثر بالفعل على مستويات الاوزون في القطب الشمالي والمحيط المتجمد الجنوبي، وخلال العقود القليلة المقبلة فإن هذه الجزيئات سوف تدمر ربع الى ثلاثة أرباع طبقة الأوزون فوق منطقة القطب الشمالي. إن الطبقات السفلى للأوزون تسمح لأشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة أن تثقب الأجواء، وبالتالي تسبب مشكلات صعبة للحياة على سطح الارض ابتداء من اصابة الناس بسرطان الجلد إلى تدمير مادة دي إن إيه في العديد من الحيوانات والنباتات. ولكن طبقة الأوزون في منطقة المحيط المتجمد الجنوبي لن تعاني من المشكلة نفسها ولكن السلفيت سوف تؤخر شفاءها إلى نحو 30 الى 70 عاماً. وتقول تيلمس "إن أبحاثنا تشير إلى أن تبريد الكوكب بطريقة اصطناعية لها آثار جانبية خطيرة، ورغم خطورة ما يعانيه كوكب الأرض من التغير المناخي فإنه يجب القيام بأبحاث أعمق قبل البدء بالحلول التي يقترحها مهندسو الجيولوجيا". وتم نشر نتائج هذه الدراسة التي مولتها مؤسسة العلوم الوطنية وناسا ووكالة الانماء الأوروبية في مجلة العلوم العلمية. ومن جانب آخر، فإن شفاء ثقب الأوزون بشكل كامل فوق المحيط المتجمد الجنوبي سوف تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة فيها كما تشير دراسة نشرت في مجلة الفيزياءالجيولوجية في 26 نيسان. ولأن الأوزون يمتص الأشعة فوق البنفسجية فأنها تعمل على تسخين الجو في المحيط المتجمد الجنوبي، ما سيؤدي إلى تغيير الدورة المناخية التي تعمل على إبقاء القارة الجنوبية بعيدة عن تأثير ارتفاع الحرارة في جميع أنحاء العالم. وتقول الباحثة جودث بيرلويتز من جامعة كولورادو «إن إغلاق ثقب الأوزون يعني أن تصبح منطقة المحيط المتجمد الجنوبي مثل بقية مناطق العالم مهددة بخطر الاحتباس الحراري». |
|
|||||||||||||