العدد 4 - اقليمي | ||||||||||||||
احتجاج الأردن رسمياً لدى إيران على تعرض سفارته في طهران للقذف بالحجارة على يد متظاهرين ضد مؤتمر أنابوليس للسلام يعيد إلى الواجهة ملف العلاقات الثنائية المتأرجحة بين الحذر والفتور، على ما يرى دبلوماسيون سابقون. ويؤيد أحد الدبلوماسيين الذين عملوا في إيران سابقا “تصديّ” الحكومة الأردنية- ولو متأخرة- لاختراقات أمنية تستهدف البعثة الدبلوماسية ورموزها في العاصمة الإيرانية. كان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال وزير الخارجية بالوكالة ناصر جودة استدعى الثلاثاء سفير إيران في عمان محمد الإيراني وأبلغه “استهجان واستنكار الحكومة الأردنية الشديدين” حيال سلوك المتظاهرين، حسبما أوردت وكالة الأنباء الرسمية (بترا). في المقابل نقلت (بترا) عن السفير الإيراني تأكيده أن “سلطات بلاده سيطرت على الوضع وفرقّت المتظاهرين”. تزامن استدعاء السفير الإيراني مع تنظيم النقابات المهنية الأردنية – 15 نقابة تضم في الإجمال 150 ألف منتسب- مهرجاناً خطابياً احتجاجا على مشاركة المملكة في لقاء أنابوليس. وكان إيرانيون تجمّعوا الاثنين أمام مقر السفارة الأردنية في طهران وردّدوا “عبارات معادية” للأطراف المشاركة في “أنابوليس” الذي التأم برعاية أمريكية ومشاركة عدة دول عربية من بينها الأردن، مصر، السعودية وسورية. تأتي هذه التداعيات بعد أسبوع من زيارة مفاجئة قام بها الملك عبد الله الثاني إلى دمشق- حليفة طهران الرئيسية في المنطقة. ترفض إيران جهود السلام الدولية لتسوية القضية الفلسطينية، بخلاف الأردن وهو حليف استراتيجي للولايات المتحدة من خارج منظومة الناتو. سفير الأردن الأسبق في طهران بسّام العموش (2000 - 2001) يستذكر كيف تعرض سفراء أردنيون سابقون الى الاعتداء والضرب على خلفية تأرجح العلاقة بين “المجاملة والحذر”. لتلك الأسباب طلب العموش نقله من طهران على عجل بعد أن استحالت حياته “إلى مطاردات بوليسية وسط مراقبة دائمة وتنصت على الهواتف”. وخرج العموش، ذو الخلفية الإسلامية، من طهران دون المرور بإجراءات التسليم واللقاءات البروتوكولية. كان السفير الأسبق الأسطنبولي تعرض للضرب المبرح في شوارع طهران ما دفع عمّان لاستدعائه في منتصف العقد الماضي. كذلك تعرض لمضايقات السفير اللاحق الشيخ نوح سلمان، مفتي المملكة الحالي. يرجّح العموش اندراج الاعتداءات الاخيرة على السفارة الأردنية في طهران ضمن محاولات “لفت النظر لقضايا أخرى، ابتزاز أو رسالة داخلية للأردن”. إلى ذلك يرى أن الإيرانيين وصلوا إلى قناعة بأنه “ليس بالإمكان أفضل مما كان (في محاولات اختراق الأمن الأردن) لأنه صاحي”. ويستذكر في هذا السياق “إحباط محاولة تهريب أسلحة واعتقال اشخاص (قبل أربع سنوات) مرتبطين بحزب الله اللبناني الموالي لإيران”. يؤكد العموش بأن الأردن “لا يستهدف إيران ولا يقوم بأي نشاط ضد مصالحها بخلاف هذه الدولة التي تتعامل على نحو مسيء مع الدبلوماسيين الأردنيين”. ويتساءل السفير الأسبق في طهران لماذا لم يزر أي من زعماء إيران الأردن ردا على الزيارات الملكية قبل أربع سنوات؟ يذكر أن الأردن وإيران استأنفا علاقاتهما الدبلوماسية مطلع العقد الماضي بعد قطيعة دامت عشر سنوات على خلفية مساندة عمان لبغداد إبان حرب الخليج (1980 و1988). تعافت العلاقات الثنائية بعد زيارة عبد الله الثاني التاريخية للعاصمة الإيرانية عام 2003، وهي الأولى من نوعها لملك أردني منذ انهيار حكم الشاه الفارسي محمد رضا بهلوي. وتبادلت عمان وطهران السفراء بعد الزيارة الملكية التي أعقبتها زيارة انسانية وتضامنية للملكة رانيا العبدالله لمدينة “بم” عقب وقوع زلزال مطلع عام 2004 . |
|
|||||||||||||