العدد 24 - حتى باب الدار
 

الاقتحام الأول لعالم الدجاج المحلي تم على يد، أو في الواقع على»فخذ» الدجاج الفرنسي، مع مطلع عهد المجمدات في بلادنا، وقد كان هذا الدجاج المجمد أعلى وجاهة وسعراً من زميله الدجاج المحلي الطازج.

وصولنا الآن الى مرحلة الاكتفاء «الجاجي»، لا يعني أن كامل شهيتنا كشعب للدجاج قد تمت تلبيتها، لكن هذا ليس موضوعنا هنا.

موضوعنا هم الفرنسيون الذين مروا مثلنا بمرحلة لم تكن شهيتهم للدجاج ملباة بالكامل..

يقول التاريخ الغذائي أنه حتى عام 1589 كانت فكرة أن يتناول الفلاح الفرنسي لحماً فكرة ثورية، ففي ذلك العام وعد هنري الرابع رعاياه بأنه بعد تتويجه ملكاً على فرنسا، «يأمل إذا أطال الله عمره في أن يجعل فرنسا مزدهرة بحيث يضمن كل فلاح أن يكون في قدر عشاء أسرته يوم الأحد من كل أسبوع فرخ دجاجة».

للأسف فإن هنري الرابع عاش بعد ذلك إحدى وعشرين سنة، ولم يقدم الدجاج بقدر ما قدم من حكم استبدادي وحروب «شَوَت» بنارها أجساد الفلاحين، دون ان تشوي دجاجهم.

ينبغي ملاحظة الفروق الثقافية التي تجعل دجاجة الأحد عند الفرنسيين هي المعادل الموضوعي لدجاجة الجمعة عند الأردنيين.

دجاجة هنري الرابع
 
01-May-2008
 
العدد 24