العدد 4 - بورتريه
 

مما لا شك فيه أن لكل مشارك في أنابوليس أهدافاً خاصة من المشاركة، ففيما تعتقد السلطة الفلسطينية أن المشاركة ستحقق لها استمرار العملية السلمية دون التأكد من نتيجة هذه العملية، فإن الولايات المتحدة الأميركية تهدف من انعقاد المؤتمر إلى تقوية جبهة المعتدلين في المنطقة، وإيجاد تحالف قادر على التضامن والوقوف معها في حالة توجيه أية ضربة عسكرية لإيران. ولإسرائيل مصلحة مؤكدة في توثيق أواصر هذا التحالف وتطبيع العلاقات مع الدول العربية المعتدلة دون إعطاء أية تنازلات للجانب الفلسطيني فيما يتعلق بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعودة اللاجئين.

أما الأردن، ومع أن وقوفه في صف الولايات المتحدة، أصبح هدفاً استراتيجياً إلاّ أنه من المعتقد أن الهدف من مشاركته أيضاً تحقيق انجازات ومكاسب على الصعيد الداخلي، فمشاركة الأردن وعمله الدؤوب على إنجاح انعقاد المؤتمر من المؤمل أن يحقق له فوائد مالية تساهم في تخفيف عبء ازدياد أسعار النفط على ميزانيته، وذلك عبر مساعدات مالية أو نفطية عينية تتحقق نتيجة هذه المشاركة. ومن ناحية أخرى فإن نجاحه في الإتصال بالجانب السوري، وإنجاز مشاركة سورية في المؤتمر ستساهم في انفراج أزمة المياه بين البلدين وعودة تدفق المياه عبر نهر اليرموك وتخزينها في سد الوحدة.

مؤتمر أنابوليس، هو خطوة من خطوات الحرب على الإرهاب، كما تفهم قوى المحافظين الجدد في أميركا، وليس صحوة ضمير الغرض منها تحقيق السلام وإزالة الظلم عن الفلسطينيين، وإن افترضنا ذلك تبدو هذه الصحوة متأخرة في ظل أوضاع متأزمة في المنطقة والعالم وعلى أعتاب تغيير قريب في الإدارة الأميركية وآخر مرتقب لحكومة مهتزة في إسرائيل.

مشاكله في الطاقة والمياه والعجز المالي؟ - د. دريد محاسنة
 
29-Nov-2007
 
العدد 4