العدد 4 - بورتريه | ||||||||||||||
مؤتمر أنابوليس للسلام سبقته عشرات المبادرات واللقاءات برعاية أميركية، وأخرى دولية، منذ وقوع الأراضي العربية في الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان تحت الاحتلال الإسرائيلي. المبادرات تلك توافقت في محطاتها الزمنية مع ما فرضته المعطيات الدولية على الساحة، إن كان ذلك على قاعدة التوازن الدولي في أيام القطبين العالمين، وتصاعد الحرب الباردة بينهما، أم على صعيد «مغازلة» العرب «في أحيان قليلة»، للإبقاء على الامتيازات الغربية قائمة في الشرق الأوسط. وقد شهدت السنوات الاربعون التي مرت منذ حرب حزيران من العام 1967 خطط سلام عديدة، وكثيرا من جولات المفاوضات. وكانت بعض تلك المحاولات ناجحة، بما فيها الاتفاقيات التي وقعت بين مصر واسرائيل (كامب ديفيد الأول)، وبين الأردن واسرائيل (وادي عربة). ولكن لم يجر التوصل الى اتفاق حول لب النزاع وهو الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. قرار مجلس الأمن 242 صدر في 22 نوفمبر/تشرين ثاني عام 1967، وارتكز على مبدأ الأرض مقابل السلام.وعرف القرار بصياغته الانجليزية المثيرة للجدل “انسحاب اسرائيل من أراض احتلتها”. جرت صياغة القرار ضمن البند السادس لميثاق الامم المتحدة، وليس البند السابع، لذلك فهو يعتبر “توصية”، وليس ملزماً. ويرتبط بهذا القرار ايضا القرار 338، ويطالب بوقف الأعمال القتالية في حرب العام 1973 وبتنفيذ القرار 242 “بجميع بنوده». اتفاقيات كامب ديفيد في العام 1978 دعا الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الرئيس المصري السابق أنور السادات ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق مناحيم بيغين لاجراء محادثات في منتجع كامب ديفيد. تمخضت عن اتفاقيتين، أطلق على إحداها اسم “اطار للسلام في الشرق الأوسط” على أساس القرار 242، وبأمل في حل ما أسمته “المشكلة الفلسطينية”. وتضمنت الاتفاقية للمرة الأولى اعترافا باسرائيل من قبل أكبر دولة عربية. ساهمت (كامب ديفيد) في استعادة سيناء وتعزيز موقف اسرائيل، ولكن السلام لم يعمّ تماما في العلاقات بين مصر واسرائيل، كما جرى اغتيال السادات في وقت لاحق. في العام 1987 اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الاولى. وفي العام 1990 أقدم النظام العراقي السابق على احتلال الكويت، ما استدعى قيام حلف دولي ثلاثيني لإخراج الجيش العراقي من الكويت. وقد انضمت العديد من الدول العربية إلى ذلك الحلف بقيادة الولايات المتحدة، ما شعرت معه الدولة العظمى بقوتها وتفردها في المنطقة. مؤتمر مدريد عقد في اكتوبر تشرين الأول عام 1991 بدعم أميركي- سوفياتي، ووجهت الدعوة لسوريا ولبنان والأردن، إضافة الى اسرائيل ومصر، بينما كانت مشاركة الفلسطينيين من خلال الوفد الأردن قبل أن يستقل الوفدان. وكان من أهم نتائج المؤتمر أن دولاً عربية أصبحت تجري مفاوضات مباشرة مع اسرائيل. وتعثرت المباحثات السورية- الإسرائيلية، إذ طالبت سوريا بانسحاب اسرائيل من مرتفعات الجولان، بينما قالت اسرائيل انها مستعدة للتفاوض ولكن توقيت الانسحاب وحجمه سوف يتوقف على موافقة سوريا على توقيع اتفاقية سلام وتطبيع العلاقات مع اسرائيل، وكذلك يتوقف على اجراء استفتاء في اسرائيل حول الموضوع. وتؤكد سوريا بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين وافق في العام 1995 على انسحاب اسرائيلي شامل من الجولان، وهو ما عرف ب”وديعة رابين “ لكن اسرائيل تقول ان ذلك كان موقفاً مبدئياً مبنيا على قبول سوريا التطبيع. وجرت كذلك محادثات بين لبنان واسرائيل، ولكنها لم تؤد الى شيء بسبب خلافات على الحدود. اتفاقية أوسلو تم التوصل الى اعتراف متبادل بين اسرائيل ومنظمة التحرير. وجرت المباحثات سرا تحت رعاية نرويجية ووقعت الاتفاقية في البيت الأبيض في 13 سبتمبر/أيلول عام 1993 بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. ونصت الاتفاقية على انسحاب اسرائيل على مراحل من الضفة الغربية وقطاع غزة واقامة سلطة فلسطينية مؤقتة لمدة خمس سنوات تنتهي بحل قائم على القرارين 242 و 338. عقب الاتفاقية انسحبت اسرائيل من عدة مدن في الضفة الغربية منها رام الله وطولكرم حيث جرى تسليمها للسلطة الفلسطينية. وادي عربة في 26 تشرين الثاني/أكتوبر 1994، تم توقيع معاهدة وادي عربة بين الأردن وإسرائيل. وقّعها رئيسا وزراء البلدين آنذاك د. عبد السلام المجالي، وإسحق رابين، بحضور الملك الحسين والرئيس الأميركي بيل كلينتون. وسبق التوقيع على «وادي عربة»، عمليتا توقيع كانت الأولى على اتفاق مبادئ تم في 1993/9/14، بعد يوم واحد من توقيع اتفاق أوسلو، والثاني في 1994/7/25، فيما سُمي إعلان واشنطن. كامب ديفيد 2000 جرت عدة محاولات (من بينها طابا في عام 1995، وواي ريفر في سنة 1998، وشرم الشيخ عام 1999) لتسريع وتيرة الانسحاب، وتطبيق مقتضيات أوسلو فيما يتعلق بالحكم الذاتي. وفي العام 2000 قرر الرئيس الأميركي بيل كلينتون التصدي لقضايا الوضع النهائي - وفي مقدمتها مسائل الحدود والقدس واللاجئين- التي ارجأت أوسلو إثارتها لمفاوضات لاحقة. وجرت المفاوضات في يوليو/تموز، وشارك فيها رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات ورئيس وزراء إسرائيل آنذاك إيهود باراك. ولم تسفر هذه المفاوضات عن أي اتفاق. وكانت المشكلة الأساسية هي أن أقصى ما قالت إسرائيل إنها قادرة على تقديمه، كان دون الحد الأدنى لما قال الفلسطينيون أنهم قادرون على قبوله. طابا 2001 عرض بيل كلينتون «مقترح تقارب» يتضمن إجراء محادثات في واشنطن والقاهرة ثم طابا بمصر. ولكن تلك المحادثات أدت إلى تعميق الخلافات دون التغلب عليها. خطة السلام السعودية (2002) بعد إخفاق المحادثات الثنائية، حاولت خطة السلام السعودية – في قمة بيروت العربية في مارس/آذار 2002- العودة إلى المقاربة متعددة الأطراف، كما أشارت إلى رغبة العالم العربي في إنهاء النزاع. وعرضت الخطة عودة إسرائيل إلى حدود ما قبل يونيو/حزيران 1967، وإقامة دولة فلسطينية و “حلا عادلا” لمسألة اللاجئين. وذلك في مقابل اعتراف عربي بإسرائيل. وقد تبنت قمة الرياض العربية لعام 2007، الخطة السعودية تحت اسم (المبادرة العربية). خريطة الطريق (2003) كانت الرباعية الدولية هي من اعد خطة «خريطة الطريق»، وتضم الرباعية كلا من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. ولا تعرض هذه الخطة تفاصيل التسوية النهائية، لكنها تقترح سبل حل الصراع. وسبق الكشف عن “خريطة الطريق” بيان صدر في يونيو/حزيران عن الرئيس جورج بوش الذي أصبح أول رئيس أميركي يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية. وتقترح خريطة الطريق عدة بنود ضمن برنامج زمني ومراحل. - المرحلة الأولى: يصدر الطرفان بيانا يؤكدان فيه دعمهما لمبدأ الدولتين، ويتوقف الفلسطينيون عن العنف، والتصدي “لكل الضالعين في الإرهاب”، وإعداد دستور، وإجراء انتخابات. كما يتوقف الإسرائيليون عن بناء المستوطنات، ويلتزمون بضبط النفس عسكريا. - المرحلة الثانية: ستشهد - أثناء مؤتمر دولي- ميلاد دولة فلسطينية “بحدود مؤقتة». - المرحلة الثالثة: مفاوضات الاتفاق النهائي. لم تُطبق خريطة الطريق: فقد كانت تنص على أن يتم التوصل إلى الاتفاق النهائي قبل نهاية العام 2005. لكن الأحداث تجاوزتها. اتفاق جنيف (2003) انهارت المحاولات الرسمية، وأعلن عن اتفاق غير رسمي في ديسمبر/كانون الأول 2003 بين سياسين بارزين هما الإسرائيلي يوسي بيلين وزير العدل الإسرائيلي، ووزير الإعلام الفلسطيني السابق ياسر عبد ربه. ويعكس الاتفاق ضرورة التوصل إلى اتفاق نهائي قد يثمر في النهاية أمنا وسلاما. ومن أهم التسويات التي ينص عليها هذا الاتفاق غير الرسمي، إعادة مجمل الضفة الغربية، مقابل عودة محدودة لبعض اللاجئين الفلسطينيين. وبموجب هذا الاتفاق تتنازل إسرائيل عن أهم مستوطناتها في الضفة كمستوطنة أرييل، لكنها ستتمسك بالمستوطنات القريبة من حدودها، على أن يتم تعويض الأراضي المصادرة بأخرى إسرائيلية. ويقترح هذا الاتفاق عودة إلى حدود ما قبل يونيو/حزيران 1967، و القدس مدينةَ مفتوحة، ونهاية مطالبة الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم السابقة. |
|
|||||||||||||