العدد 4 - بورتريه
 

تلاقى الثلاثاء الماضي، عشرات من معارضي التسويات من تيارات اسلامية وقومية ويسارية احتجاجاً على عقد اجتماع انابوليس ، في مشهد أعاد الى الأذهان احتجاجات سابقة شهدتها العاصمة عمان ، ولكن بأعداد أقل هذه المرة ، ومع تعميم وتوسيع رسالة الاحتجاج .

“فليسقط غصن الزيتون ولتحيا البندقية ، كامب ديفيد ،وادي عربة ، مدريد ، أوسلو ، أنا بولس ، محطات للتآمر على فلسطين العربية الاسلامية “ بهذة الشعارات والهتافات بدأ الاعتصام الذي جمع تيارات متناقضة أيديولوجيا ومتحدة سياسياً ، فكان يساريون( حزب الشغيلة الشيوعي ) يهتفون فيردد من ورائهم أعضاء حزب جبهة العمل الاسلامي ونقابيون ومنظمات حقوق انسان ، التقوا صبيحة يوم دافىء لتشكيل جبهة احتجاج لاجتماع أنا بولس ، الذي بدأت أعماله قبل ساعات من بدء الاعتصام في مجمع النقابات المهنية ، وشارك فيه نحو مائتي ناشط بينهم نقابيون، حزبيون ومستقلون .

الشعارات والهتافات التي أطلقها المعتصمون عبرت عن تيارات في المعارضة صبت في اتجاه واحد . في بداية اللقاء رفع المعتصمون لافتة كبرى “ ستبقى فلسطين عربية اسلامية وإن طال الزمن . أنا بوليس = ضياع الحقوق الفلسطينية + التطبيع مع الصهاينة. هل ضحى أسرانا للوصول الى أنا بوليس ؟ مؤتمر أنا بوليس مؤامرة لتصفية القضية “.

المشاركون أبدوا رفضهم لوجود أي سفارة أميركية على أرض عربية ، فهتفوا مطالبين بإغلاق السفارات الأميركية جميعهاا، كما أحرقوا في ختام الاعتصام العلمين الاسرائيلي والأميركي . بحسب القيادي في حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور فإن “ مؤتمر أنا بوليس له هدفان . الأول التطبيع مع العدو الصهيوني وفتح هذا الباب على مصراعيه ، والثاني انتزاع مزيد من التنازلات لصالح العدو الصهيوني “ . نقيب المهندسين وائل السقا قال “إن الذين ذهبوا الى المؤتمر فاقدو الوزن ومن يفقد يستسلم لكل مايطلب منة لأنة فاقد لإرادته “. ويذكر هنا أن نحو خمسين دولة أجنبية وعربية بينها سوريا ، إضافة الى الأمم المتحدة والجامعة العربية ، تشارك في لقاء انابوليس عاصمة ولاية ميرلاند .

نقيب المحامين صالح العرموطي :” هذا اعتداء على حق العودة وفرض إملاءات خارجية . تجنب المؤتمر البحث في موضوع القدس ، والمستعمرات ولن يتمخض عنه سوى خدمة للمشروع الصهيوني. موقف الجامعة العربية لايمثل نبض الشارع العربي ، فالشارع العربي في حالة غليان، نطالب بالغاء كل المعاهدات الموقعة مع العدو الصهيوني ، ونطالب من الزعماء العرب أن لايصافحوا الصهاينة “.

وكانت الجامعة العربية قد رفضت التطبيع المجاني أو أن يهدف الاجتماع الى التطبيع ، كما ورد في تصريحات لأمين الجامعة عمرو موسى عشية الاجتماع ، وتضمنت كلمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الجلسة الافتتاحية للاجتماع ، تشديداً على محورية قضيتي اللاجئين والقدس .

نقابة المحامين أصدرت بياناً بالمناسبة اعتبرت فيه “ أن المؤتمر يأتي لخلق مزيد من الايهامات وممارسة الدجل السياسي ، فقد دعت الادارة الصهيوأميركية عشرات الدول لحضور هذا المؤتمر في محاولة يائسة لخلق أجواء توحي من خلالها جديتها في وضع حلول للصراع العربي الصهيوني واقامة شرق أوسط جديد ، خال من النزاعات والحروب . وتأتي كذلك محاولة من هذه الادارة الاجرامية بعد فشل سياساتها ومشروعها الاستعماري بعد احتلال العراق تحت ضربات المقاومة العراقية الباسلة وصمودها الاسطوري وتحطيمها لارادة أعظم قوة عسكرية عرفها التاريخ .

بهذة المناسبة وردا على انعقاد المؤتمر ندعو الى العمل لأجل وحدة الصف الفلسطيني على قاعدة التصدي للمشاريع التصفوية ووقف كافة مظاهر الانقسام الداخلي ووقف هدر الدم الفلسطيني – الفلسطيني باعتبار ذلك من الخطوط الحمراء لايجوز تجاوزها . كما ندعو الحكومات العربية الى قطع علاقاتها مع العدو الصهيوني واغلاق سفاراته في العواصم العربية نظرا لمواصلة سياسة العدوان وبناء المزيد من المستعمرات وارتكابة المجازر اليومية بحق أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة “.

200 ناشط ينددون بأنابوليس ومدريد ويحرقون العلمين – سليمان البزور
 
29-Nov-2007
 
العدد 4