العدد 23 - أردني | ||||||||||||||
يبدي زعيم حزب شاس الديني المتطرف، إيلي يشاي، نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بشكل ملفت ومتكرر إلحاحاً، للقاء قادة حماس وحزب الله، للتفاوض معهم وجهاً لوجه على تحرير الجنود الإسرائيليين الأسرى، وهو ما قد يبدو متناقضاً مع التصنيف الإسرائيلي لهذين التنظيمين كـ«إرهابيين». يشاي، أعاد طرح رغبته هذه على مسامع الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارترالذي زار المنطقة في مهمة استطلاعية بشأن عدد من الملفات الساخنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. غير أن دعوته هذه لم تلق أصداء لدى قادة حماس أو حزب الله. وكانت المقاومة الفلسطينية تمكنت من أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في هجوم أطلق عليه اسم «الوهم المتبدد» واستهدف موقعاً للجيش الإسرائيلي شرق رفح، وقد أسفر أيضاً عن قتل ضابط وجندي وجرح خمسة آخرين. وقد أعلنت كل من كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام المسؤولية عن العملية. الناطق باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، قال لـ«السّجل» : إن قضية الأسرى ليست بحاجة الى لقاءات من هذا القبيل، كما أن الحركة ترفض أية حوارات او مفاوضات مع الاحتلال. «نحن لا ندخل في حوارات شخصية لا تخدم مصالح شعبنا». واعتبر أن دعوات يشاي، تندرج في إطار المناورة، وإظهار أن حماس ترفض المفاوضات، او أنه يريد استدراجها الى لعبة الحوارات العقيمة. ومع ذلك رأى أبو زهري ان هذه الدعوات تعكس نوعاً من التراجع في الموقف الإسرائيلي، إقراراً بأن حماس حركة قوية. وأضاف: إذا كان يشاي أو غيره معنياً بإبرام صفقة لتبادل الأسرى، فعليه أن يلتزم بالشروط التي حددتها القوى الفلسطينية الآسرة للجندي الإسرائيلي. الأمور أسهل مما يطرحه يشاي، فهناك وسيط مصري يبذل جهوداً، والمطلوب موقف من حكومة الاحتلال». يشار الى أن حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية سبق لهما أن أجريا العديد من عمليات تبادل الأسرى مع إسرائيل. طلب الصانع، العضو العربي في الكنيست، لفت الى ما يعرف بـ«إعتاق الأسرى»، في الديانة اليهودية. ولهذا، فإن يشاي، وهو زعيم حزب شاس الديني، يرى في الجلوس مع قادة حزب الله وحماس واجباً دينياً من أجل تحرير الجنود الأسرى. يذكر أن شاس حزب ديني متعصب أسس في العام 1984 ويتمتع الآن ب 12 مقعداً في الكنيست (البرلمان) ويمثل الشريحة المتدينة الشرقية اليهودية في إسرائيل وبالعربية يسمى حزب الشرقيين المحافظين على التوراة. وقد سبق لزعيمه الروحي الحاخام عوفاديا يوسف أن أطلق تصريحات عنصرية ضد الفلسطينيين، وكذلك ضد إسرائيليين. وقال الصانع لـ«السّجل» : هذا لا يعني تغييراً في التوجه الأيديولوجي اليميني الاستيطاني ليشاي أو حزبه. هو لا يرغب في لقاء من أجل التفاوض على انسحاب من أرض أو ما شابه، وإنما على موضوع محدد هو اطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، في وقت يتمسك فيه بمواقفه من استمرار الاستيطان، وعدم طرح قضية القدس في أية مفاوضات مع الفلسطينيين. وتطرق الصانع الى أهداف أخرى يسعى يشاي إلى تحقيقها من خلال ركوب موجة الأسرى من أجل زيادة شعبيته وحزبه في المجتمع الإسرائيلي، كون هذه القضية تحظى باهتمام كبير في الرأي العام الإسرائيلي. وعن موقف الحكومة الإسرائيلية من ذلك، قال الصانع إن الحكومة تدرك أن دعوات يشاي ليست برنامجاً سياسياً يطرح الاعتراف بحماس، وحزب الله، وإنما هي مناورة وقفزة في الهواء. يشاي نائب رئيس الحكومة بسبب عدد نواب حزبه في البرلمان، ولكنه ليس مسؤولاً عن القرارات الاستراتيجية للحكومة. وأضاف: لو أجري استفتاء في إسرائيل، ستجد أن هناك أغلبية من الجمهور تؤيد إجراء مفاوضات مباشرة مع حزب الله وحماس لتحرير الجنود، ولكن لو أجري استفتاء آخر حول الاعتراف بالمنظمتين لوجد الأمر معارضة من الأغلبية في إسرائيل». ويحتفظ حزب الله بجنديين إسرائيليين كان أسرهما في عملية اقتحام للحدود الشمالية، هما أيهود غولدفاسر، وجلعاد ريغيف. وقد أوقع الهحوم وتبعاته 8 جنود قتلى وأكثر من عشرين جريحاً. وشكلت العملية شرارة لحرب واسعة النطاق شنتها إسرائيل على لبنان لأكثر من شهر، وخلفت دماراً هائلاً وآلاف الشهداء والجرحى معظمهم من المدنيين. |
|
|||||||||||||