العدد 23 - دولي | ||||||||||||||
يأتي السباق بين الديمقراطيين هيلاري كلينتون وباراك أوباما المتنافسين على الفوز بأصوات الناخبين في ولاية بنسلفانيا المهمة، ليمثل منعطفاً حاسماً بالنسبة لكل من المتنافسين. ومع اقتراب السباق من نهايته بدا المتنافسان الديمقراطيان مرهقين ومتوترين، تشهد على ذلك الاتهامات المتبادلة بينهما، التي يمكن القول إنها تحولت إلى مهاترات أحياناً. المرشح من أصول إفريقية، باراك أوباما، يقول إن جون ماكين، المرشح الجمهوري الذي حسم أمره كمرشح لليمين الأميركي منذ مدة، سيكون رئيساً أفضل من جورج بوش، فترد هيلاري كلينتون بأن الديمقراطيين يحتاجون إلى مرشح يتحدى جون ماكين وليس تشجيعه. وهيلاري تستخدم في حملتها ملصقاً يحمل صورة أسامة بن لادن (في إشارة إلى ديانة أوباما واسمه الشبيه باسم أسامة)، وتستخدم عبارة تنسب إلى الرئيس الأميركي هاري ترومان، قال فيها إن «على من لا يتحمل حرارة المطبخ أن يخرج»، فيرد أوباما بالقول إن كلينتون وزوجها يستخدمان أساليب الترهيب التي سبق أن استخدمت ضد بيل كلينتون في حملاته الانتخابية السابقة. ولكن بعيداً عن هذا التوتر، فإن هنالك حقائق أساسية تواجه المرشحين اللذين أثرت ملاسناتهما واتهاماتهما المتبادلة على حملتيهما. فولاية بنسلفانيا واحدة من الولايات الكبيرة ذات الأصوات الحاسمة في أي مسابقة للفوز بالترشج للرئاسة الأميركية. وقد أعلنت كلينتون عن ذلك حين ذكرت بأنه خلال الأربعين عاماً الماضية، لم يفز بأصوات الناخبين للترشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي أي مرشح أخفق بالفوز بأصوات الناخبين في ولاية بنسلفانيا. ويبدو أن نتائج استطلاعات الرأي التي رجحت فوز هيلاري بأصوات ناخبي الولاية، قد جعلت أوباما يسلم بفوز منافسته، ويركز على أنه لن يمكنها من فوز سهل، ويعد بأداء قوي سوف يلقي ظلالاً من الشك على قدرتها على الاستمرار في السباق. أما هيلاري، فإنها في حاجة ماسة للفوز بأصوات ناخبي الولاية الديمقراطيين، بعد سلسلة من الهزائم التي تكبدتها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ما جعلها تحتاج إلى ما هو أكثر من تحقيق فوز عادي، بل فوز بنسبة تزيد على 10 في المئة، لكي تتمكن من مواصلة السباق. وقبل أن يبدأ التصويت كان فريق كلينتون بدأ في محاولة جذب أصوات المندوبين الكبار الثلاثمئة الذين لم يحسموا أمر منح أصواتهم لأي من المرشحين الجمهوريين، لكي يضمن الفريق بقاء كلينتون في السباق، حتى من قبل عملية التصوبت. وعلى أي حال، فإن هيلاري، حتى لو فشلت في توجيه ضربة قاسية لأوباما، فإنها تظل قادرة على الاستمرار في السباق نحو الرئاسة. خلال السباق المحتدم بين المتنافسين الديمقراطيين، فازت كلينتون بأصوات الناخبين الديمقراطيين في 14 ولاية، مقابل 28 ولاية فاز بأصوات ناخبيها الديمقراطيين منافسها باراك أوباما، وفيما حصلت هيلاري على أصوات 1500 مندوب من مندوبي الحزب، حصل أوباما على أصوات 1634 مندوباً، علماً بأن أياً منهما يحتاج إلى دعم 2024 مندوباً على الأقل. وتسعى هيلاري إلى أن تجعل من فوزها في ولاية بنسلفانيا نقطة تحول نحو الانتصار الذي افتقدت طعمه طويلاً، لكي تضمن أصوات ناخبي حزبها في الفوز على الأقل بأربع ولايات ستشهد اقتراعاً على المتنافسين هي: إنديانا، وويست فرجينيا وكنتاكي وبورتو ريكو. كما تسعى هيلاري لتوفير مزيد من المال لحملتها، التي ستستمر حتى شهر حزيران/ يونيو المقبل، وذلك بعد أن أوشكت الأموال التي تقدر بنحو 20 مليون دولار، وحصلت عليها في الشهر الماضي، قد تضاءلت، ما جعلها في حاجة ماسة إلى المال للإنفاق على حملتها. وفي المقابل، فإن باراك أوباما لا يفتقر إلى التمويل، ويبدو «وضعه المالي»، إن جاز التعبير، أفضل بكثير من وضع هيلاري. وفي حلقة نقاش تلفزيوني بين المتنافسين الديمقراطيين، اتضح أن أوباما أنفق على حملته حتى الآن نحو سبعة ملايين دولار زيادة على ما أنفقته هيلاري في حملتها. ولكن هنالك الكثير مما يتفوق به أوباما على هيلاري، والمقصود هنا، الدعم المعنوي الذي يمنحه وجود شخصيات كاريزمية تحتفظ بثقل اجتماعي وسياسي كبير إلى جانب المتنافس، ففي مقابل عدد من الشخصيات اللامعة التي تقف إلى جانب هيلاري، وعلى رأسهم زوجها بيل كلينتون، وحاكم ولاية بنسلفانيا إد رندل، تتواجد في اللقاءات التي ينظمها فريق أوباما شخصيات ذات ثقل مثل السناتور الأميركي روبرت كايسي وتيد كينيدي، شقيق الرئيس الراحل جون كينيدي، وكارولين إبنة الرئيس الراحل. وقبيل التصويت حصل أوباما على دعم شخصية مهمة بقدر ما هي إشكالية، إذ أعلن المخرج السينمائي مايكل مور، مخرج الفيلم الشهير 9 /11 فهرنهايت، الذي قال في تصريح نشره على موقعه على الإنترنت إنه كان قد قرر البقاء على الحياد، غير أنه عدل عن ذلك عندما سمع هيلاري تتحدث، في مناظرة أجرتها مع أوباما مؤخراً، عن لويس فراخان زعيم تنظيم أمة الإسلام. وعموماً، فإن صورة أنصار كل من هيلاري كلينتون وباراك أوباما تتضح أكثر يوماً بعد يوم؛ أنصار هيلاري أكبر سناً من أنصار أوباما، كما أن غالبيتهم من البيض، وبخاصة النساء. فيما يغلب طابع الشباب على أنصار أوباما. |
|
|||||||||||||