العدد 23 - اعلامي
 

تجري انتخابات نقابة الصحفيين يوم غد الجمعة وسط أجواء مختلفة عن دورات سابقة ومنافسة شديدة بين المرشحين لموقع النقيب ولعضوية مجلس النقابة في غمرة توقعات بارتفاع نسبة الاقتراع.

يتنافس في انتخابات يوم غد ثلاثة مرشحين لموقع النقيب هم: رئيس تحرير "الرأي" الزميل عبد الوهاب الزغيلات، ورئيس مجلس إدارة "الدستور" الزميل سيف الشريف، ومدير عام وكالة الأنباء الأردنية السابق، الزميل عمر عبندة، وكان الزميل اياد الوقفي اعلن انسحابه من المعركة يوم أمس الأربعاء.

تشابهت البرامج الانتخابية للزملاء الثلاثة إذ أمل جميعهم في تحسين المستوى المعيشي والأوضاع المالية للصحفيين فضلاً عن الحفاظ على حق التعبير، ورفع سقفه، وتعديل القوانين الناظمة للإعلام، وشيئاً فشيئاً تختفي الفروق بين المرشحين ويطغى التنافس الفردي دون سواه.

ترشح لمجلس النقابة 26 زميلاً من الصحف اليومية، ووكالة الأنباء (بترا)، ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، فترشح من وكالة الأنباء الأردنية الزملاء: حكمت المومني، وسليمان قبيلات، وسهير جرادات، وعمر شنيكات، وزياد المومني، وترشح من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الزملاء: عماد الرقاد، وسليمان خير الله، ومن يومية «الغد» الزملاء: ماجد توبة، وتيسير نعيمات، ومن يومية «العرب اليوم» الزملاء: نبيل غيشان، ويسرا أبو عنيز، وعبد الله اليماني، ومن يومية «الرأي» الزملاء: سمر حدادين، وعماد عبد الرحمن، ويزيد كنعان، وأحمد كريشان، ومن يومية «الدستور» الزملاء: مصطفى الريالات، وحسين العموش، وجميل السعايدة، وحمدان الحاج، ونايف المعاني، وينال برماوي، ونبيل الغزاوي واثنان من الزملاء كمستقلين هما: مروان الشريدة، وفخري أبو حمدة، ومراسل صحيفة "القدس العربي" الزميل بسام بدارين.

العلاقات الفردية ما زالت تلعب دوراً أساسياً في انتخابات أعضاء مجلس النقابة، أما بما يتعلق بانتخابات النقيب، فالتنافس بات واضحاً بين مؤسستي "الرأي" و"الدستور" وباتت كلتاهما تسعى لاستقطاب الناخبين في المؤسسات الأخرى.

صحفيون يرون أن زغيلات والشريف يحظيان بأوفر الفرص في الفوز بموقع النقيب لاعتماد كليهما على قاعدة انتخابية جيدة تتمثل في اليوميتين الكبيرتين.

يعتمد زغيلات على أصوات أعضاء الهيئة العامة في "الرأي" ويسعى لاستقطاب الناخبين في وكالة الأنباء (بترا)، ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، واليوميات الأخرى، وكذلك الأسبوعيات من خلال علاقات فردية ومفاتيح انتخابية.

أقام زغيلات مأدبة عشاء في فندق كراون، حضرها ما يربو عن 50 عضواً من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون عرض فيها برنامجه الانتخابي، ورؤيته المستقبلية لتطوير العمل النقابي من خلال تأمينات إضافية تصب في صالح أعضاء الهيئة العامة.

يركز زغيلات والشريف على الناخبين في وكالة (بترا) التي تضم نسبة عالية من عضوية الهيئة العامة، ولهذا الغرض نشطت مفاتيح انتخابية في العمل لصالح كل منهما وباتت تسوقهما داخلياً.

يعتمد الشريف على أعضاء الهيئة العامة في "الدستور" ويعمل باتجاه خلق مفاتيح انتخابية في مؤسسات أخرى كـ"العرب اليوم" و"الغد"، و"بترا"، إضافة إلى أصوات أخرى من "الرأي"، من خلال تكريس الاتصالات الشخصية لاستقطاب الأصوات، والاستناد لدعم ضمني من النقيب الحالي طارق المومني، والنقيب الأسبق سليمان القضاة.

الشريف أقام في بيت الدستور عشاء انتخابياً لزهاء 100 من أعضاء الهيئة العامة، دعا له صحفيين من يوميات «الغد»، و«العرب اليوم» و«بترا» والتلفزيون و«الرأي»، والأسبوعيات، قدم خلاله رؤيته الانتخابية لمجلس النقابة المقبل.

الصحفي ماجد الأمير، المقرب من حملة المرشح زغيلات يعتقد أن المنافسة محصورة بين زغيلات والشريف، ويرى أن الكفة تميل لصالح الأول، بالمقابل يعتقد الصحفي كمال زكارنة المقرب من حملة الشريف أن حظوظ الفوز بالنسبة للشريف قائمة بقوة.

يتعين على أي من المرشحين الأربعة الفوز بأصوات أكثر من نصف أعضاء الهيئة العامة وذلك حتى لا تعاد الانتخابات بين أعلى اثنين، أعضاء في الهيئة العامة يعتقدون أن الذهاب إلى جولة ثانية ممكن في ظل وجود أكثر من مرشح وفق الصحفي نور الدين خمايسة.

بالمقابل يعتقد المعسكران كلاهما أن الحديث عن جولة ثانية أمر غير واقعي، وأن أحد المنافسين الرئيسين سيخطف ورقة الفوز من الجولة الأولى.

خطب زغيلات والشريف ود صحف أخرى لم يعلن أي من أعضائها ترشحه لموقع النقيب، فأقام كل منهما جلسات حوار مع مفاتيح انتخابية في «الغد»، و«العرب اليوم»، وبترا وعرضا التحالف بينهما بحيث يسوق (زغيلات والشريف) مرشحي تلك الصحف لدى القواعد الانتخابية المؤيدة لكليهما مقابل أن يقوم الطرف الآخر بتسويقهما في مؤسساتهما الصحفية.

يعتقد صحفيون رفضوا الإفصاح عن أسمائهم أن تفاهمات عدة عقدها زغيلات والشريف من تحت الطاولة مع مرشحين لعضوية الهيئة العامة قضت بتسويق كل طرف للآخر.

المرشح لموقع النقيب، الزميل عمر عبندة، حصر تحركه بين الهيئة العامة، وحدد اتصالاته بناء على العلاقة الشخصية، ويعتمد على أصوات (بترا) على قاعدة أنه موظف قديم فيها ومديرها السابق وأصوات "الرأي" حيث عمل فيها ردحاً من الزمن.

رغم دماثة خلق الرجل ومهنيته وسنوات خدمته الطويلة في الصحافة، إلا أن فرصته في مقارعة منافسين من مؤسستين صحيفيتين كبيرتين تبدو محدودة.

المؤشرات الصادرة من بيت الرأي تقول إن زغيلات وصل إلى درجة من الثقة في الفوز بحيث بات يرتب لقائمة انتخابية غير معلنة يتم دعمها من قبل مؤيديه.

كما أن الشريف يتحرك، بشكل واضح، بين أعضاء الهيئة العامة في الدستور والمؤسسات الأخرى للاتفاق على تسويق مرشحيها مقابل تسويقه في مؤسساتهم.

تتوزع عضوية الهيئة العامة كالتالي: وكالة الأنباء بترا (120 عضواً)، «الرأي» (115 عضواً)، «الدستور» (90 عضواً)، «العرب اليوم» (45 عضواً)، «الغد» (40 عضواً)، التلفزيون الأردني (75 عضواً)، والأسبوعيات حوالي (40 عضواً)، فيما تتوزع باقي العضوية بين مراسلين خارجيين ومتقاعدين صحفيين.

الهيئة العامة لنقابة الصحفيين تعاملت مع الانتخابات المقبلة بطريقة مختلفة عن انتخابات سابقة، فبادرت مجموعة منها لتشكيل تجمع مهني للصحافيين قالت إنه يضم أعضاء من الهيئة العامة من الصحف كافة.

التجمع بعد أن ووجه بأسئلة حول عدم وجود أسماء مؤسسين فيه بادر بعد أيام من إصدار بيانه التأسيسي للإعلان عن هيئة تأسيسية مؤقتة ضمت الزملاء: عيد أبو قديري، وحمد الحجايا، وجمال اشتيوي، ومحمود الخطاطبة، وعامر التل، وعدنان نصار، وعدنان برية.

التجمع أصدر بياناً لاحقاً لبيان التأسيس قال فيه إنه «يركز بالدرجة الأولى على الاستمرار لما بعد انتخابات الجمعة، وفق رؤية محددة لتطوير العمل النقابي».

نأى التجمع عن الدخول في معركة انتخابات الجمعة، إلا أنه بين أن العملية الانتخابية «وسيلة ديمقراطية غايتها تغيير الأداء النمطي بما يحقق رؤية وآمال الهيئة العامة للنقابة».

النفي لا ينظر إليه الجسم الصحفي على أنه أمر محسوم، وإنما يسود اعتقاد شبه أكيد بأن الشريف وزغيلات سيحاولان جذب مؤيدي هذا التجمع لملعب كل منهما حتى ولو كان ذلك بشكل غير معلن وفق نور الدين الخمايسة.

في تطور لاحق أعلنت الصحف الأسبوعية بداية الأسبوع عن توحدها في تجمع أطلق عليه «التجمع الديمقراطي للصحف الأسبوعية»، وجاء في بيان صادر عن هيئة المؤسسين أن «الهدف من تشكيل التجمع الديمقراطي توحيد جهود وطاقات الزملاء العاملين في الصحف الأسبوعية لاختيار مجلس قوي يوفر احتياجات ومطالب أعضاء النقابة». القائمون على التجمع هم الزملاء: جهاد أبو بيدر، وفايز الاجراشي، وأسامة الراميني، وزياد الطهراوي، ومحمد المستريحي، وخالد فخيدة، وبسام الياسين، ورفاد بني علي، وحسن أبو غزلة، ويوسف الحمدني، ومحمود الداوود، وهشام زهران، وفارس الشرعان».

التجمع الجديد عوم موقفه حتى الآن من انتخابات النقيب، إلا أنه يسعى ليكون قوة انتخابية يضمن تبلوره كقوة مؤثرة في الساحة الانتخابية وفق جهاد أبو بيدر.

لوح انتخابات مسرح المركز الثقافي الملكي سيحدد اسم نقيب الصحفيين للدورة المقبلة التي تستمر لثلاث سنوات وأعضاء مجلس النقابة العشرة الذين سوف يقع على عاتقهم حمل هموم الصحفيين وطموحتهم المستقبلية والنهوض بمشاريع ذات صلة بالإعلام.

تفاهمات وتحالفات “تحت الطاولة” تُصعّد المنافسة بين زغيلات والشريف
 
24-Apr-2008
 
العدد 23