العدد 23 - اعلامي
 

يعاني الصحفيون الفلسطينيون الذين جابهوا الاحتلال، وكشفوا جرائمه المروعة في قطاع غزة والضفة الغربية محنة كبيرة تتمثل في استهدافهم من قبل قوات الاحتلال ووقوعهم أسيري الخلاف بين فتح وحماس.

الصحفيون يواجهون معضلة تعسف السلطة في الضفة الغربية التي تمنع صحف موالية لحماس وتضيق على صحفيين مؤيدين لها، وبطش القوة التنفيذية التابعة لحماس التي يقوم أفرادها بالاعتداء على الصحفيين في غزة وإطلاق النار عليهم وإصابتهم.

فوق هذا، فإن المعاناة الكبرى تتمثل في الاعتداءات المستمرة على الصحفيين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي كان آخرها مقتل مصور وكالة «رويترز» فضل شناعة، الأسبوع الماضي بنيران جيش الاحتلال وسط قطاع غزة.

جاء اغتيال شناعة، وفق ما روته وكالة رويترز، بعد أن خرج من سيارته لتصوير دبابة على بعد أمتار كانت تشارك في عمليات الجيش الإسرائيلي في وسط قطاع غزة.

وأظهر الفيديو الذي صوره الصحفي قبل ثوان من مقتله الدبابة تطلق النيران. وقالت رويترز «بعد ثانيتين ظهرت سحابة دخان حول فوهة المدفع وخيم السواد على الشريط ويبدو أن ذلك حدث لحظة إصابة شناعة».

حمل المشيّعون نعش شناعة وكاميرته المحطمة وسترته المضادة للرصاص التي بدت عليها بقع الدم. ورفعت لافتات كتب عليها بالعربية والإنجليزية «لا لاغتيال الصحفيين» و«الصحافيون سيواصلون عملهم» و«اغتيال فضل هو ندبة في وجه الاحتلال».

وأشارت الوكالة إلى أن سيارة الصحفي كانت ترفع شارات «تي في» و«صحافة».

عمل شناعة (23 عاماً) مع وكالة أنباء رويترز في غزة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وأصيب في آب 2006، حينما أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخاً على سيارة كان يستقلها في حي الشجاعية في غزة. وكانت تلك السيارة مصفحة، وتحمل علامات تظهر أنها تعمل لدى مؤسسة إعلامية.

داخلياً: يعاني الصحفيون ويلات خلاف فتح وحماس في الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ قالت الهيئة الفلسطينية للثقافة والإعلام في دير البلح في تقريرها أن عام 2007 كان سيئاً على الصحفيين الفلسطينيين متوقعة استمرار الوضع في العام الحالي.

وعبرت عن أسفها للاعتداءات التي تقع على الصحفيين من إسرائيل أو فتح وحماس مشيرة إلى أنها لمست تصعيداً في الاعتداءات على الحريات الإعلامية، التي كان أسوأها المضايقات التي يلقاها الصحفيون من قبل القوة التنفيذية التابعة لحماس ومحاولة منعهم من نقل الواقع بقطاع غزة . 

وأعربت عن قلقها من خطورة ما آلت إليه حرية التعبير في الأراضي الفلسطينية، موضحة أن مستقبل العمل الإعلامي في فلسطين بات مهدداً، جراء ما تعرض ويتعرض له الصحفيون والمؤسسات الإعلامية من انتهاكات شبه يومية.

وحثت جميع الجهات على حماية الصحفيين الفلسطينيين وعدم التعرض لهم سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، مشيرة إلى أن مهمة العمل الصحفي تتركز على كشف الحقيقة، لأن الحقيقة تخدم فقط الشعب الفلسطيني ولا تتبع لأحد.

اعتداءات حماس على الصحفيين

عرضت الهيئة بعض الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون خلال عامي 2007 و 2008 في الضفة الضفة الغربية وغزة، وتحديداً من قبل القوة التنفيذية في القطاع التي تمثلت في قيام وزارة الإعلام في حكومة إسماعيل هنية المقالة بمنع بث برنامج «خط أحمر» الذي يقدمه الإعلامي، حسن الكاشف، من غزة عبر فضائية فلسطين، وقيام مجهولين بإطلاق النار باتجاه منزل الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عصام شاور دون وقوع إصابات أو أضرار.

وقالت الهيئة أن شخصاً مجهولاً عرّف عن نفسه بأنه من حركة حماس قام بتهديد الصحفي تحسين الأسطل، مراسل صحيفة «الحياة الجديدة» في قطاع غزة، بالقتل في حال لم يتوقف عن نشر الأخبار التي تمس الحركة.

ومنعت القوة التنفيذية الصحفيين من تصوير وتغطية اعتصام نظمه الأطباء والممرضون في مستشفى الشفاء في غزة احتجاجاً وتنديداً بالاختطاف السياسي للدكتور جمعة السقا، مدير العلاقات العامة بالمستشفى.

وقامت عناصر من القوة التنفيذية كذلك بالاعتداء على المصور الصحفي رائد الكفارنة، في وكالة رامتان للأنباء في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، واقتحمت الجهة ذاتها مكاتب وكالة أنباء رويترز وقناة العربية وتلفزيون أبو ظبي، بحجة وجود كاميرات تصور الاعتصام الذي نظمته فصائل منظمة التحرير، كما منعت أي تغطية إعلامية للتظاهرة،  والاعتداء على حاتم موسى مصور وكالة الأسوشيتد برس، ومحمد جاد الله،  مصور وكالة رويتر حمدي الخور، مصور الوكالة التركية، ومصور وكالة رامتان.

واعتدت حماس أيضاً بالضرب على كل من: عادل الزعنون، مراسل تلفزيون فلسطين، ووائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة الفضائية، ومصور وكالة رويترز وتلفزيون الجزائر والتلفزيون الألماني «ZDF" أحمد حسنونة، في أثناء تغطيته للأحداث التي وقعت قرب مجمع الأجهزة الأمنية "السرايا" بمدينة غزة.

اعتداءات السلطة على الصحفيين

 وقالت الهيئة الفلسطينية للثقافة والإعلام أن الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية قامت باعتقال الصحفي مصطفى صبري، من محافظة قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد مداهمة منزله. واعتقلت الأجهزة الأمنية جهاد داوود، مدير مكتب البيان للصحافة التابع لحماس من قرية جماعين، جنوب نابلس.

واعتبرت الجهة ذاتها أن تلك الممارسات، تمثل انتهاكاً صارخاً بحرية الصحافة، مطالبة بضرورة التوقف عن انتهاك الحريات الإعلامية، والالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية، التي تكفل حرية الرأي والتعبير، وحماية الصحفيين في أثناء قيامهم بواجبهم المهني،  وملاحقة المسؤولين عن تلك الجرائم وتقديمهم للعدالة.

وشددت الهيئة، على ضرورة توفير الحماية الكاملة للصحفيين الفلسطينيين والأجانب خاصة، ولوسائل الإعلام كافة، حتى تتمكن من العمل دون قيود أو شعور بالخوف من الاعتداءات والتهديدات والاختطاف، وأكدت على أهمية خلق وعي لدى الجمهور بأهمية دور الإعلام الحر في تجسيد مبدأ حرية التعبير، وتعزيز الشفافية والمساءلة في العمل العام.

الصحفيون الفلسطينيون بين نيران الاحتلال وخلافات الأشقاء
 
24-Apr-2008
 
العدد 23