العدد 4 - بورتريه | ||||||||||||||
شخصية دينامية لكنها جدلية بكل المقاييس باتت تجمع الآن غالبية الأوراق السياسية الأردنية. من مستشار بدوام جزئي في رئاسة الوزراء ايام الراحل الأمير زيد بن شاكر إلى رئيس الديوان الملكي- ثالث أهم منصب في هرمية القيادة الأردنية. مشوار متقلب بدأه باسم عوض الله مطلع العقد الماضي بعد أن قفز من القطاع الخاص إلى مؤسسات الدولة. منذ صعد سلم السياسة والاقتصاد مطلع العقد الماضي قاوم عوض الله محاولات إقصائه بحركات مدروسة تارة بالهجوم المعاكس وتارة بالإنحناء أمام العاصفة. حين افتقد التناغم بين أعضاء حكومة فيصل الفايز، ترك باسم عوض حقيبة المالية بهدوء عام 2004. خرج ليعمل في القطاع الخاص على رأس شركة استثمارية ليعود بعد أشهر مديرا لمكتب الملك- منصب جديد مع صلاحيات واسعة وشبكة من اكثر من 50 موظفا ليتلاءم مع نشاطه في إدارة المبادرات الملكية. أينما يتجّه تتابعه الأنظار. وثمّة من يعتقد أن الأضواء تسلط على شخص “باسم” الاشكالي لا على المنصب الذي يتبوأه بسبب شخصيته الديناميكية التي تثير النقد والثناء على حد سواء. مؤيدوه يصفونه بأنه ديناميكي، حاد الذكاء ومدمن عمل. لكنه، في نظر منتقديه - وهم كثر- حاد المزاج وينزع للغضب بسرعة، لاسيما مع من لا تلتقي أفكاره معه أو لا يرتقي إلى مستوى الكفاءة المنشودة في ادارة العمل الجماعي. هذا السلوك صنع لعوض الله الكثير من الأعداء. السياسيون التقليديون ينتقدون اندفاع الرجل صوب الانفتاح والعولمة على حساب الطبقات الفقيرة والمتوسطة الآخذة بالتآكل. يلومونه أيضا على هندسة عمليات خصخصة مؤسسات القطاع العام كما يعتبرون أن سياساته الإصلاحية عمقّت الفجوة بين الفقراء وفاحشي الثراء. يحمل ملفات كثيرة ويعمل دون كلل منذ ساعات فجر. دائم النبش عن نوافذ يطل منها الأردن على العالم الخارجي. وهكذا بات الرقم الصعب في المعادلة السياسية على الساحة الداخلية والدبلوماسية الخارجية. ساهم في استضافة فعّاليات دولية مهمة مثل المنتدى الاقتصادي الدولي WEF على شاطئ البحر الميت والحائزين على جائزة نوبل للسلام في ربوع البتراء. ولعب دورا في ترتيب صفقة شراء دين الأردن لأعضاء نادي باريس. بدأ حياته الرسمية مستشاراً اقتصادياً في حكومة الأمير زيد بن شاكر وأثبت ديناميكية عالية في العمل. حين انطلقت مفاوضات السلام مع إسرائيل (خريف عام 1991 وصولا إلى إبرام المعاهدة بعد ذلك بثلاث سنوات) لعب عوض الله كنقطة اتصال بين المفاوضين الأردنيين وساهم في جمع البيانات وكتابة الخطابات وتحضير الاستراتيجيات. عندما عيّن رئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم الكباريتي رئيساً للديوان الملكي في مستهل عهد عبد الله الثاني، شكّل وحدة دراسات اقتصادية وأناط إداراتها بعوض الله الذي افتقد الكيمياء الشخصية مع رئيس الوزراء آنذاك عبد الرؤوف الروابدة المعروف عنه انتماؤه إلى مدرسة السياسة المحافظة. صعود عوض الله يشير إلى أن خصومه لم ينجحوا في إزاحته. يقول أحد المقربين منه إنه يرى في تعيينه رئيسا للديوان الملكي رد اعتبار سيعينه على الحراك علناً بدلاً من حصر حراكه أيام كان مديراً للمكتب الخاص للملك. |
|
|||||||||||||