العدد 23 - احتباس حراري | ||||||||||||||
نعني بظاهرة الاحتباس الحراري ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض نتيجة للتغير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة وإليها. وتبين اللجنة الدولية لتغير المناخ (IPCC) أن المعدل العالمي لدرجة حرارة الهواء عند سطح الأرض قد زاد بنسبة 0.74 ± 0.18 °C من 0.74 إلى 0.18 °C خلال الأعوام المئة المنتهية في 2005. ويرجع بعض العلماء السبب في هذا الارتفاع إلى الأنشطة التي يقوم بها الإنسان على الأرض، فحرق الوقود في السيارات والمصانع وإزالة الغابات ترفع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو الذي يرفع بدوره درجة حرارة الأرض. وتشير الدراسات إلى أن نسبة هذا الغاز ارتفعت من 280 جزء /المليون قبل عام 1800 إلى 379 جزء/المليون في العام الماضي، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 550 جزء/ المليون في عام 2100. يحتوي الجو حالياً على 280 جزءاً بالمليون من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر الغاز الأساسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري مقارنة بنسبة 275 جزءاً بالمليون التي كانت موجودة في الجو قبل الثورة الصناعية. من هنا نلاحظ أن مقدار تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أصبح أعلى بما يزيد على 30بالمئة بقليل عما كان عليه قبل الثورة الصناعية. وأظهرت القياسات أن معدل الحرارة خلال الأعوام المئة الأخيرة ارتفع إلى 31 درجة فهرنهايت وما زال يواصل ارتفاعه. وذكرت الدراسة أن نصف القرن الماضي كان الأشد حرارة في السنوات الـ 500 الماضية، كما أن منسوب المياه ارتفع بواقع 7 بوصات منذ 1900 بسبب ذوبان الثلوج وارتفاع درجة حرارة الطبقات العليا من الماء ما سبب تمددها. كما ازداد مقدار تركيز الميثان إلى ضعف تركيزه قبل الثورة الصناعية. أما الكلوروفلوركاربون فازداد بمقدار 4 في المئة سنوياً عن النسب الحالية. وأصبح أكسيد النيتروز أعلى بحوالي 18بالمئة من مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية (بحسب آخر البيانات الصحفية لمنظمة الأرصاد العالمية). أما المؤشرات الدالة على الاحتباس الحراري، فهي ظاهرة التغير الحراري، التي ينتج عنها دفء الجو، الجفاف، وحرائق الغابات، تأثيرات على الصحة، عواصف ممطرة، زيادة الأعاصير، وتغير ألوان الصخور المرجانية، وذوبان الثلوج المبكر، ارتفاع مستوى البحار، وزيادة الفيضانات الساحلية، إلى ظاهرة الاحتباس الحراري. ويسبب الاحتباس الحراري الكثير من الأضرار للحياة على الأرض، فقد تفقد وتنقرض الحيوانات والنباتات التي تفشل في التكيف مع هذه الظاهرة بالإضافة إلى ارتفاع نسبة مياه البحار، وانخفاض ملحوظ في كمية المياه المنسابة من الجبال في فصل الصيف. ويرى العلماء أن على الإنسان تعلم طرق التكيف مع هذه المتغيرات المقبلة، كما أنهم يرون أن هنالك فئة سوف تستفيد من التكيف وأخرى سوف تخسر، فالمناطق التي تعاني حاليا من الجفاف سيغدو من غير الممكن العيش فيها، وفي الوقت ذاته ستصبح سيبريا وكندا من المناطق المثالية للسكن. وستجد المدن الساحلية نفسها مضطرة للتخلي عن السواحل. ولا يرى العلماء أن هنالك مجالاً للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري في الأعوام المئة المقبلة، لأن زخم السكان في العالم والطلب المتزايد على الطاقة والنفط سوف يجعل من الاحتباس الحراري أمراً مفروغاً منه. إلا أن هنالك خطوات يمكن القيام بها لتهدئة الظاهرة مثل: صنع مركبات وسيارات ومصانع تعمل على مصادر الطاقة الطبيعية المتجددة مثل: الشمس، والرياح، والطاقة النووية. |
|
|||||||||||||