العدد 22 - احتباس حراري | ||||||||||||||
قد لا يتمكن المرء في هذا العالم من التمتع بشم رائحة الزهور من الان فصاعدا فالملوثات في الهواء وانبعاث الغازات السامة من عوادم السيارات دمرت عبير الزهور كما أشارت دراسة حديثة. نتائج هذه الدراسة ساهمت في اكتشاف اسباب انخفاض عدد ناقلي حبوب اللقاح مثل النحل في مختلف بقاع العالم، إذ استطاع باحثون من جامعة فيرجينيا اكتشاف طريقة حسابية لمعرفة الكيفية التي يتم خلالها انتقال رائحة الزهور عبر الهواء، ما جعل الباحثين يصلون إلى حقيقة أن جزيئات الرائحة التي تنتجها الأزهار باتت تتحد مع الملوثات الموجودة في الهواء مثل الاوزون واكسيد الكربون التي بدورها تقوم بتدمير الرائحة. ويبين أحد الباحثين المشاركين في الدراسة جوي فوينتس أنه وبدلا من أن تقطع رائحة الازهار مسافات شاسعة عبر الرياح باتت تقتل كيميائيا الأمر الذي يفسر ظاهرة عدم القدرة على شم رائحة الازهار. ويوضح "ان جزيئات الرائحة التي تنتجها الازهار في البيئة غير الملوثة يمكنها السفر عبر الرياح لمسافة تقارب نحو 1000 الى 1200 متر، ولكن في عالمنا اليوم لا يمكن للرائحة أن تتجاوز 200 متر". وتدفع هذه الظاهرة الحشرات التي تنقل حبوب اللقاح مثل النحل وغيرها الى البحث المضني عن الرائحة، ويبين فوينتس أن تلك الحشرات قد تتعلم الاعتماد على نظرها بدلا من حاسة الشم لديها في البحث عن الرائحة. ويقول "النحل يتغذى على رحيق الزهور وفي حال لم تستطع ايجاد الزهور فإنها سوف تتأثر كثيرا". وتشير دراسات أخرى أن أعداد النحل هي في تناقص مستمر في بعض المناطق مثل كاليفورنيا وهولندا والسبب يعود الى التلوث. ويذكر أن البحث تم تمويله من قبل جمعية العلوم الوطنية ونشر نتائجه في صحيفة Atmospheric Environment العلمية. |
|
|||||||||||||