العدد 22 - اقليمي | ||||||||||||||
سليم القانوني الدعوة توجه لتسيبي ليفني للمشاركة في أعمال منتدى حول الديمقراطية والتجارة الحرة يعقد في الدوحة. الوزيرة الإسرائيلية تستجيب للدعوة. الوزيرة تصل العاصمة القطرية.ليفني تشارك في المنتدى الذي باشر أعماله الاثنين الماضي 14 آذار الجاري. تجلس الى طاولة واحدة مع وزير عماني ورئيس الوزراء القطري. لم يعد ما تقدم خبراً، أو مجموعة أخبار تتعلق بتطور واحد. بات مثل هذا الخبر روتينياً، ووظيفته باتت تقتصر على إعادة التذكير بأخبار سابقة مماثلة. مع أن المقصود بمثل هذا التطور هو "تنشيط " المسيرة السلمية، وتحفيز الإسرائيليين على الوفاء باستحقاقات السلام.حتى هذا الهدف غير الواقعي تراجع، لم يعد أحد ممن يعنيه الأمر يثيره. أصبح وجود شخصية إسرائيلية هي هذه المرة الآنسة ليفني المسؤولة السابقة في الموساد، مطلوباً بحد ذاته. وتبعاً لذلك لاحظ مراسلون صحفيون أنها كانت منشرحة المزاج، وقد جاءت في كامل أناقتها بفستان أسود إلى "مؤتمرالديمقراطية والتنمية والتجارة ". لم يسأل أحد بماذا تتاجر الآنسة ليفني ؟. غير أن مسؤولين قطريين مازحوها بدعوتها لعدم التسبب بالمزيد من المشاكل بعدما تسبب حضورها بسبعة إلغاءات. هناك تضحية، إذاً، بمشاركة ممثلين لسبعة آخرين، مقابل "مكسب" مشاركة الوزيرة الإسرائيلية في المنتدى. لم يتم الكشف عن أسماء هذه الدول أو الهيئات باستثناء اسم وزير الخارجية اللبناني "المستقيل" فوزي صلوخ. بماذا تتاجر ليفني..ما البضاعة التي تسعى لتسويقها في هذه المناسبة ؟ لقد أعربت عشية توجهها الى الدوحة عن امل حكومتها باستدراج "دعم عربي للمفاوضات بين حكومة الاحتلال وبين السلطة الفلسطينية ". والرسالة أنه ليس هناك من دعم لهذه المفاوضات، وان ربط نجاحها هو توافر هذا الدعم. لا يتعلق الأمر هنا بتلاعب بالألفاظ برع به الإسرائيليون في سياق تلاعبهم بالوقائع والحقائق. لكنه يتصل هذه المرة بشكل من أشكال العبث، والتسطيح المقصود به جعل حدث المفاوضات سطحياً لا يستحق متابعته بأي قدر من الجدية، وإن كان هذا الحدث قابلاً للتعامل معه باسترخاء وإطلاق دعابات من قبيل أن هذا الحدث يتطلب دعماً عربياً له ! علماً أن المفاوضات هي قبلة اهتمام العرب والفلسطينيين وقد ظلوا يطالبون باستئنافها منذ أوقفها شارون في مطالع العام 2001.أهم من ذلك أن العرب تقدموا بمبادرة سلام شاملة منذ ست سنوات في بيروت وقد تم إحياؤها في قمة الرياض 2007، وعملت تل ابيب، وبالذات ليفني، على إفشالها و"تمويتها".مع ذلك لا تجد هذه الآنسة ما تقوله لمضيفيها ولبقية العرب سوى أن حكومتها تنتظر دعماً منهم للمفاوضات..والراجح أن الدوحة أعادت تذكير الضيفة المميزة بالمبادرة العربية، وهو ما تملك نجمة المؤتمر الرد عليها وبطريقتها بأن المباحثات بشأن المبادرة لم تنجح. والمقصود مباحثات جرت بين وزيري خارجية مصر، والأردن والوزيرة الإسرائيلية مرة في القاهرة ومرة في تل ابيب، وانتهت الى رفض حكومة أولمرت لها. كانت ليفني استبقت وصولها الى الدوحة بحديث نشرته "الوطن" القطرية تحدثت فيه عن "تهديد ايران للمنطقة والعالم ودعت الى تكاتف الدول العربية ضد ايران النووية". ما ورد في الحديث ليس جديداً، فقد سبق لتل أبيب أن كررته عشرات المرات، وتعتبر الدولة العبرية في طليعة دول قليلة العدد تشجع واشنطن على خوض حرب مع طهران.أما سلام الشرق الأوسط الذي تهدده تل ابيب النووية والمحتلة لأراضي الغير، فإما أنه قد تحقق وبات جزءً من الماضي لا يستحق التذكير به سوى من باب الدعم عن بعد لمفاوضات ثنائية، أو أن ليفني ترغب في وضع جدول أعمال للعرب يضع إيران وحدها في صدارة الاهتمامات. تلك هي بضاعة الضيفة في الدوحة. مع ذلك يسعها القدوم الى عاصمة عربية تلبية لدعوة موجهة لها.ويسعها هناك توزيع الابتسامات ولفت الأنظار الى أناقة الآنسة الخمسينية. فالإبهار بات، كما يبدو، هدفاً لمؤتمرات ذات طبيعة سياسية. إذ ليس من الأهمية بمكان أن يكون لحضورها فائدة ترجى ونتيجة تذكر أو مسوغ كافٍ، المهم أن يثير وجودها الدهشة ويحمل على التساؤلات، كي تترك المناسبة وقعا لا يُمحى، وكي يجد المراسلون ما يثير شهيتهم لكتابة تقارير لاذعة مما تمت الإشارة اليه في سطور سابقة. يذكر أن قطر والدولة الإسرائيلية تتبادلان إقامة مكتب تجاري لكل منهما في تل أبيب والدوحة منذ العام 1996. غير أن الاتصالات بين الجانبين تكاد لا تنقطع،وبالذات في المؤتمرات والمحافل الدولية والإقليمية، وكلما اشترك الطرفان في مناسبة واحدة، وهي اتصالات يصفها مسؤولون قطريون بأنها ليست "من قبيل ما يتم بين عرب وإسرائيليين تحت الطاولة"،لكن دون الحديث عن جدوى مباحثات شبه دائمة فوق الطاولة. |
|
|||||||||||||