العدد 22 - أردني
 

السّجل - خاص

في كتابه «من بيت الشعر إل سدة الحكم»، يروي الدكتور عبد السلام المجالي أنه دخل مرة مركز بنك الدم في عمان، فوجده في حالة مزرية من الإهمال، ووجد الموظفين ملتفين حول طاولة للعب الورق. وحين سألهم عن الطريقة التي يحصلون بها على وحدات الدم، أجاب أحدهم بأنه ينزل إلى منطقة السيل في عمان ويشتري من أي متبرع وحدة بخمسة دنانير.

كان ذلك على ما يروي المجالي في أوائل الستينيات من القرن الماضي حين كانت عمان ما تزال بلدة كبيرة يخترقها سيل لم يسقف بعد. أما اليوم فإن «المركز الوطني لبنك الدم» الواقع ضمن مجمع مستشفى البشير مؤسسة كبرى توزع الدم على معظم مستشفيات المملكة العامة والخاصة. وحتى لو كانت لدى بعض المستشفيات بنوك دم خاصة بها مثل مركز الحسين للسرطان، فإن «المركز» يزودها بما تحتاجه وفق ترتيبات خاصة.

تأسس «المركز الوطني لبنك الدم» في العام 1957، وبقي كذلك حتى أواسط الستينات حين بدأت عمان تكبر، وبدأت عمليات التوسع في «مستشفى الأشرفية»، وهو الاسم السابق لمستشفى البشير، تأخذ مداها، عندها بدأ المركز يتحول إلى مؤسسة كبرى تحصل على الدم من المتبرعين الذين يدرك كثير منهم أن التبرع بالدم أمر مفيد صحياً، وأن ذلك يساعد على تجديد الدم في الجسم ومنحه حيوية أكبر.

ويتضمن دوره في الحصول على الدم من خلال حملات ينظمها بالتعاون مع مؤسسات عدة بما فيها جامعات ومعاهد ومؤسسات أخرى. كما حدث في العام 2004 حين نظمت حملة للتبرع بالدم مع جامعة الزيتونة، حيث تقدم للتبرع بالدم خلالها نحو 500 من طلبة الجامعة المذكورة، فلم تعد الطريقة التي تحدث عنها الموظفون للدكتور المجالي قائمة.

مدير المركز الذي اتصلت به «ے»، رفض إعطاء أي معلومة قبل إبراز تصريح خاص بذلك، بحسب تعليمات الوزارة كما قال، لذا فإن «ے» لجأت إلى أحد العاملين السابقين في المركز، الذي قال لـ«ے» إن بيع الدم، الذي كان قائماً في السابق، لم يعد له وجود اليوم، وأن البنك يحصل على كميات الدم من خلال إلزام المستفيدين من وحدات الدم التي يمنحها المركز للمريض، بالتبرع بعدد مماثل من هذه الوحدات للمركز، فإذا أضيفت إلى هذه الكميات تلك التي يتبرع بها المواطنون، فإن الكميات تبقى كافية. ولم يؤكد الموظف السابق في المركز ما إذا كانت بعض الكميات تأتي عن طريق الشراء من الخارج، لكنه قال إن شراء كميات الدم من الخارج أمر متعارف عليه في العالم أجمع.

وحول بيع المواطنين للدم قال الموظف السابق: إن ما يجري ليس عملية بيع، بل عملية مقايضة، إذ يحصل المتبرع بالدم مقابل الوحدات التي يتبرع بها على بطاقة تعفيه من دفع تكاليف العلاج في أي مستشفى حكومي لمدة ثلاثة أشهر أو ستة أشهر، بحسب كمية الدم المتبرع بها، وكذلك بحسب وتيرة التبرع من المواطن ذاته.

وعما إذا كان البعض يعمد إلى بيع دمه مقابل المال، قال إن هذا قد يتم سراً من خلال صفقات بين ذوي مريض يحتاج دما و لا يوجد من يتبرع له بالدم، وبين متبرع على استعداد لمنحه كمية الدم المطلوبة، لقاء مبلغ معين يتفق عليه الطرفان. ولكنه عاد ليؤكد أن مثل هذه العمليات تتم سرا، لأنها غير قانونية.

في مبنى المركز تحفظ كميات الدم المتبرع بها في ثلاجات في درجة حرارة مناسبة، ولفترة معينة، فللدم فترة حياة يفقدها بعد مدة. ويمنح الدم في أكياس ذات مواصفات معينة للمرضى الذين يحتاجونها في المستشفيات الأخرى.

من بين مهام بنك الدم الأخرى فصل بعض مكونات الدم، مثل كريات الدم البيضاء أو صفائح الدم أو غيرها من المكونات، عن الدم وتجميدها لاستخدامها في الوقت المناسب.

بنك الدم.. من الشراء البدائي إلى الحفظ المنهجي
 
17-Apr-2008
 
العدد 22