العدد 22 - أردني | ||||||||||||||
السّجل - خاص في الستينيات والسبعينيات وأوائل الثمانينيات، كانت أعداد كبيرة من المواطنين تضطر للسفر إلى الخارج للعلاج، جزء منهم على نفقته الخاصة، وجزء آخر على نفقة الدولة، وكانت فاتورة علاج هؤلاء في الخارج باهظة. مع توافر الإمكانيات الطبية في الوقت الراهن، لم يعد الناس بحاجة للسفر إلى الخارج، وبذلك ساهمت المستشفيات الخاصة في توفير عملات صعبة على البلد، بل استطاعت أن تخلق تياراً معاكساً يحفز مرضى من الخارج للقدوم لتلقي العلاج في المملكة. بحسب دراسة أجريت عام 2006 بالتعاون ما بين جمعية المستشفيات الخاصة وأطباء القطاع الخاص وفريق التنافسية ووزارتي الصحة والتخطيط، فإنه يؤم الأردن سنوياً حوالي 130 ألف مريض من الخارج. وتقول الدراسة إن متوسط إيراد المريض بلغ أربعة آلاف دينار، ما يعني أن مردود السياحة العلاجية المباشر يصل إلى 600- 700 مليون دينار أردني. أضف إلى ذلك أن كل مريض يدخل للعلاج في الأردن، يرافقه في المتوسط 1.6 شخص من أهله، ويختلف العدد من جنسية إلى أخرى، وهذا يساوي حوالي 200 ألف شخص يدخلون إلى الأردن كمرافقين للمرضى، ما يعنى في المجموع أن 330 ألف شخص من الفئتين يدخلون إلى المملكة في إطار السياحة العلاجية. و"هؤلاء يحركون قطاعات أخرى مثل: الفنادق، الشقق الفندقية، الأسواق، الملكية الأردنية، وسائل النقل، خدمات سياحية، وغيرها، لذلك تعدّ السياحة العلاجية مصدراً مهماً للدخل، وعاملاً مهماً من عوامل تطوير الاقتصاد الوطني، وإدخال عملة صعبة للبلد، والمساهمة في استقرار سعر صرف الدينار". يضيف الحموري: "توصلنا إلى خطة وطنية للسياحة العلاجية منذ سنتين بالتعاون مع جميع القطاعات المعنية مثل: جمعية المستشفيات الخاصة، نقابة الأطباء، وزارات السياحة والتخطيط والداخلية والخارجية، والملكية الأردنية، من أجل تحديد مسؤولية كل جهة حتى نستطيع الارتقاء بالسياحة العلاجية وزيادة عائداتها". ويتفق الحموري مع أهمية مطلب استقبال المرضى حتى لا يتعرضوا إلى إساءات، موضحاً أنه التقى مع وزير الصحة لبحث إنشاء مجلس للسياحة العلاجية تتمثل فيه كل القطاعات المعنية، كي يأخذ على عاتقه تسهيل دخول المرضى إلـــى البلاد، وترويج الأردن كله بوصفـــه مـــركزاً متقدماً للسياحة العلاجية، على أن يترك للمستشفيات والمراكز أمر ترويج نفسها بنفسها. يعتبر الأردن من الدول المتقدمة في مجال السياحة العلاجية، فبالإضافة إلى الاستشفاء الطبيعي، يتميز بوفرة المستشفيات المتقدمة، والأطباء المرموقين. وتمتاز مواقع سياحية عديدة في الأردن بوفرة المياه المعدنية والطين البركاني فيها، ما يجعلها منتجعات علاجية تؤمها أعداد كبيرة من طالبي الاستشفاء، ومن أهم هذه المنتجعات حسب الموقع الإلكتروني لوزارة السياحة والآثار: البحر الميت: تتميز المنطقة بطقسها المشمس على مدار العام، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة 30.4 درجة مئوية، كما أن الأشعة الشمسية من النوع غير الضار بصحة الإنسان. أما الهواء فهو نقي وجاف ومتشبع بالأوكسجين. ويشتهر البحر الميت بالطين الأسود الغني بالأملاح والمعادن. وترتفع نسبة المعادن الطبيعية في مياه البحر الميت، وبخاصة الكالسيوم، المغنيسيوم، والبرومين. كما أن التركيبة الملحية والمعدنية لهذه المياه تعتبر من أهم مصادر العلاج الطبيعي. حمامات ماعين: تقع حمامات ماعين على بعد 58 كيلومتراً جنوبي عمان، وتنخفض هذه المنطقة 120 متراً عن سطح البحر، وتشتهر بمنتجعها وعياداتها الطبيعية التي تقدم العلاج للأمراض الجلدية، وأمراض الدورة الدموية، وآلام العظام والمفاصل والظهر والعضلات. الحمة الأردنية: تقع الحمّة على بعد 100 كيلومتر تقريباً إلى الشمال من عمان، وهي من أهم مواقع العلاج والسياحة في المنطقة. أقيم فيها منتجع يقدم الخدمات السياحية، ويضم مركزاً لعلاج الأمراض الصدرية، والتهابات الجهاز التنفسي، وأمراض الجهاز العصبي، والأمراض الجلدية، وأمراض المفاصل. حمامات عفرا: تقع على بعد 26 كيلومتراً من مدينة الطفيلة في جنوب الأردن، وتتدفق فيها المياه من أكثر من 15 نبعاً. تمتاز مياه هذه الينابيع بحرارتها واحتوائها على المعادن، ويؤكد خبراء أنها ذات خصائص متميزة في معالجة العقم، تصلب الشرايين، فقر الدم، والروماتيزم. وقد تم إنشاء مركز للخدمات السياحية في الموقع وعيادة طبية. المستشفيات يمتلك الأردن شبكة طبية متقدمة تابعة للقطاعين الحكومي والخاص يبلغ عددها 101 مستشفى. وتمتاز الخدمات الطبية في الأردن بحداثة المستشفيات والمراكز الطبية، ووجود عدد من أهم الاختصاصيين في معالجة الأمراض المختلفة. وفي العاصمة عمان تكثر المستشفيات المتخصصة في معالجة السرطان، وأمراض القلب، وأمراض العيون، والعقم، وطب الأسرة، وغير ذلك من التخصصات الطبية. |
|
|||||||||||||