العدد 21 - أردني
 

السّجل- خاص

ينتقد رجال تشريع ومسؤولون سابقون كثرة سفرات النوّاب إلى بلاد المشرق والمغرب، معتبرين أن غالبية من يتم اختيارهم لا يتكلمون لغّة البلد الذي يزورونه، ويكونون، في الغالب، غير ملمين بموضوع المشاركة أو الندوة، كما أنهم لا يكتبون تقارير عن نتائج سفراتهم، لمأسسة ما يجري من حوارات وقرارات في تلك اللقاءات وفق النائب مجحم الخريشة.

بلغة الأرقام، طيّر مجلس النواب الخامس عشر خلال أربعة أشهر من عمره 18 وفداً نيابياً ضمّ 60 نائباً- أي أكثر من نصف أعضائه- إلى 12 عاصمة ومدينة، ثلاث منها عربية.

تلك السفرات، التي تقضم جزءاً كبيراً من موازنة مجلس الأمّة، تثير انتقادات في صفوف بعض رجال التشريع ومسؤولين، يرون فيها نزفاً لخزينة الدولة.

جاب نواب خلال سفراتهم ثلاث قارات؛ آسيا، وإفريقيا، وأميركا الشمالية. تراوح عدد أعضاء الوفود بين نائب وحيد وعشرة نواب.

بلغ عدد الليالي التي قضّاها النواب في الخارج بين ليلتين وسبع ليالي، في الوقت الذي تبلغ موازنة مجلس الأمة بـ11 مليون دينار؛ موزعة على جناحيه (الأعيان والنواب).

مخصصات موازنة المجلس تذهب بدل رواتب ومياومات وقرطاسية ونثريات وبدل ضيافة. يحصل النائب الواحد عن كل ليلة سفر في الخارج على 300 دينار.

وجهت انتقادات حول آلية اختيار النواب للسفر وتجاوز موضوع التخصص أحياناً، فيما يعتمد المكتب الدائم آلية للسفرات، تقوم على احتساب نقاط معينة عن كل ليلة سفر بحيث يحصل النائب الذي يسافر في وفد لمدة ليلتين على نقطتين فيما يحصل الذي يسافر لمدة سبع ليال على سبع نقاط.

يقول نائب رئيس مجلس النواب ممدوح العبادي: «يؤخذ بعين الاعتبار لدى تشكيل الوفد عدد نقاط النائب، بحيث يتم إشراك النواب أصحاب النقاط الأدنى ثم الذي يليهم».

يرى النائب محمد عقل إنه من المبكر الحكم على طريقة تعامل المجلس الحالي مع موضوع السفرات، إلا أنه يذكر أن المجلس السابق كان يتجاوز، أغلب الأحيان، موضوع الكفاءة والتخصص عند انتقاء الوفود البرلمانية.

الدعوات الموجهة للنواب تأتي عبر برلمانات مثيلة، وغالباً لا تتدخل السفارات في الخارج في موضوع الترتيب والإقامة، وإنما يتم ذلك من خلال المجلس النيابي في ذلك البلد أو الجهة صاحبة الدعوة، وغالباً ما يشتكي نواب، كما حدث في البرلمان الرابع عشر، من عدم قيام السفارات في الخارج باجراء الترتيب.

يتشكل المكتب الدائم لمجلس النواب من الرئيس ونائبيه، ومساعديه. وهو يسّير عمل المجلس خلال الدورة العادية وبين دورتين، ويتم انتخابه سنوياً في مستهل كل دورة برلمانية عادية.

غالباً يترأس رئيس مجلس النواب، عبد الهادي المجالي، الوفود النيابية الكبيرة التي تتضمن دعوات للمشاركة في مؤتمرات عالمية وعربية أو تلبية لدعوات من مجالس نيابية مشابهة.

سفرات أعضاء المجلس السابق، أثارت لغطاً لدى متابعين وبرلمانيين انتقدوا ارتفاع تكلفة السفرات قياساً بحال التقشف التي يعيشها الاقتصاد الأردني.

النائب مجحم الخريشة، طالب المجلس الخامس عشر بوقف جميع سفرات النواب للخارج "إلا في حالة الضرورة القصوى"، مقترحاً الاستفادة من تكاليف السفر الباهظة عبر التبرع بها إلى الطلاب الفقراء أو العائلات المعدمة. ويقول الخريشة: "مجلس النواب يطالب الحكومة بترشيد النفقات، لذا من الأولى على المجلس أن يقوم بترشيد نفقاته أولاً".

الخريشة، انتقد عدم كتابة النواب المسافرين لتقارير حول سفراتهم والإنجازات التي قاموا بها في الخارج، وماذا حققوا، متسائلاً عن جدواها وأهميتها.

مطالبة الخريشة، جاءت خلال جلسة رسمية للمجلس أثارت عبد الهادي المجالي الذي طلب من الخريشة عدم التطرق إلى هذا الموضوع خلال الجلسات الرسمية.

النائب عبد الرحمن الحناقطة، يخالفه الرأي، إذ يؤكد أن المجلس الحالي يعيش "حالة من التقشف، معتبراً أن سفرات النواب قليلة مقارنة بالمجالس السابقة".

لم يتسن معرفة تكاليف سفر الوفود النيابية إلى الخارج، إلا أن مطلعين أكدوا أن تكلفة السفرات خلال الفترة الماضية تجاوز ربع مليون دينار حتى الآن.

الوفود اتجهت إلى فاليتا ثلاث مرات ومرتين إلى كل من: الكويت، وبروكسل، والقاهرة، وروما، ونيويورك، وأثينا، ومرّة واحدة إلى فيينا، وأذربيجان، وإربيل/ كردستان العراق، وأنقرة فيما ثمّة سفرة مقررة إلى جوهانسبرغ بعد يومين.

ترأس رئيس مجلس النواب، عبد الهادي المجالي، الوفد النيابي إلى إربيل، حيث شارك في اجتماعات الدورة الخمسين العادية لمجلس الاتحاد البرلماني العربي والمؤتمر الثالث عشر للاتحاد. كما ترأس الوفد النيابي إلى أثينا لحضور الهيئة العامة الرابعة للجمعية البرلمانية الأورومتوسطية. وسيترأس الوفد الذي سيسافر إلى جنوب إفريقيا في الثاني عشر من الشهر الحالي للمشاركة في دورة الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي.

مشاركة النواب الأخرى جاءت، وفق كشف حصلت عليه «ے» كالتالي: الاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب في الكويت، والجمعية البرلمانية الأورو- متوسطية في بروكسل/بلجيكا، واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في القاهرة/ مصر، ومشاركة أخرى في الجمعية البرلمانية الأورمتوسطية في بروكسل/بلجيكا، والاجتماع الأول لمجموعة العمل الخاصة حول مواضيع الجندرية والمساواة في مالطا.

ولبّى النواب دعوة الاتحاد البرلماني الدولي لحضور المنتدى البرلماني بمناسبة انعقاد منتدى فيينا لمكافحة الاتجار بالبشر، ودعوة الجمعية البرلمانية الأورو-متوسطية لحضور اجتماع لجنة تحسين نوعية الحياة والتبادلات الإنسانية والثقافية، فضلاً عن دعوة الاتحاد البرلماني الدولي بمناسبة انعقاد الدورة 53 حول أوضاع النساء التي عقدت في نيويورك.

وسافر وفد أيضاً إلى أثينا بدعوة من الجمعية البرلمانية الأورو-متوسطية لحضور اجتماعات المكتب الدائم للجمعية، كما توجّه وفد آخر إلى فاليتا، حيث شارك في اجتماعات اللجنتين؛ الأولى السياسية والتعاون والأمن، والثانية المؤقتة للجنة قضايا الشرق الأوسط. غطّت السفرات أيضا اجتماعات الجمعية البرلمانية لحلف الناتو في أذربيجان، الدورة العادية الأولى للبرلمان العربي الانتقالي لعام 2008 في القاهرة، اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والتنمية والشراكة في مالطا، واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في تركيا.

المجلس النيابي السابق انتقد بشدة بسبب كثرة سفرات للخارج وبقى السؤال الرئيسي حول الفائدة المرجوة من تلك السفرات

سفرات النواب.. بين “شمّات الهوا” والواجب الوظيفي
 
10-Apr-2008
 
العدد 21