العدد 21 - استهلاكي
 

سجلت أسعار الحليب البودرة والسائل ارتفاعات انعكست سلبا على مبيعاتها محليا بحسب تجار ومستهلكين. فقد ارتفعت أسعار الحليب المجفف كامل الدسم في صورة متتالية منذ نهاية العام الماضي، حيث سجلت معظم أصنافه ارتفاعات تصل إلى 100 بالمئة، ما أدى إلى تناقص مبيعات الحليب بنوعيه بأكثر من 50 بالمئة.

كما طال ارتفاع الأسعار بعض الأصناف أكثر من غيرها خصوصا تلك التي تستورد باليورو من بعض الدول الأوروبية مثل الدنمارك وبلجيكا.

مدير المبيعات في إحدى المولات الكبيرة يؤكد أن مبيعات الحليب تناقصت بشكل ملحوظ، إذ يتجه معظم الناس إلى شراء الأنواع الأرخص ثمنا وبكميات أقل.

يقول: «لاحظت أن شراء العبوات الأصغر يتركز على نوعين محددين هما «حليبنا» و»نيدو»، خصوصا الأنواع التي يستهلكها الأطفال من الثاني.»

مسلسل ارتفاع أسعار الحليب المجفف بدأ منذ تموز/يوليو الماضي، حين أخذ مخزون الحليب المجفف بالنفاذ دافعا تجار الجملة لاستيراد الحليب بأسعار جديدة ارتفعت مع قلة الإنتاج وتعاظم الطلب.

حجم استهلاك المملكة السنوي من الحليب المجفف يقدر بنحو 6 آلاف طن فيما تشكل الدول الأوروبية ودول أميركا اللاتينية المصادر الرئيسية لهذه المادة.

مستوردات الأردن من الحليب المجفف شهدت انخفاضا ملحوظا في عام 2007 مقارنة بعام 2006. ففي حين بلغ الاستيراد نحو 21.6 مليون كيلو في 2006 بقيمة 43.2 مليون دينار بلغ الاستيراد 13.3 مليون كيلو في 2007 وبقيمة 36.3 مليون دينار.

موجات الجفاف المتلاحقة، ارتفاع أسعار البترول وبالتالي تعرفة الشحن وارتفاع سعر اليورو والعملات الرئيسية الأخرى مقابل الدولار كلها مجتمعة دفعت أسعار الحليب المجفف للارتفاع منذ مطلع العام الحالي.

غلاء الحليب، المكّون الرئيس في صناعة الألبان والأجبان، انعكس على أسعار سائر منتجات هذا القطاع مثل الزبدة والسمن النباتي التي ارتفعت أسعارها بنسب متفاوتة، وبخاصة المستوردة منها. كذلك طالت موجة الغلاء أسعار الحلويات والكعك والخبز المحسن بعد أن رفعت الحكومة أسعار القمح والطحين بنسبة تزيد على 150 % نهاية العام الماضي.

أرقام دائرة الإحصاءات العامة تشير إلى أن معدل استهلاك الفرد السنوي من الحليب السائل بلغ في مسح الاستهلاك عام 2002-2003 نحو 6 لترات، ومن الحليب البودرة نحو 2.8 كيلوغرام. الأرقام العالمية تشير إلى أن متوسط استهلاك الفرد عالميا يبلغ نحو 78 لترا فيما تتربع فنلندا على ترتيب الاستهلاك العالمي بمعدل استهلاك للفرد يبلغ 183 لترا لعام 2006.

مستورد الحليب المجفف رجائي خلف قال إنه قام باستيراد كميات من «حليبنا» تفي بالحاجة المحلية لمدة عام كامل وأنه حدد سعر بيع الكيس، عبوة 800 غرام بسعر 99.3 قرشا.

مدير المبيعات في «المول» قال إن مبيعات الحليب من نوع «حليبنا» بقيت كما هي فيما تأثرت مبيعات أنواع الحليب الأخرى، كون «حليبنا» أصبح الأقل ثمنا نسبيا.

بائع في إحدى المحلات في ماركا قال إن المواطنين تحولوا إلى شراء أصناف الحليب المجفف من مناشيء غير أوروبية مثل الاسترالية أو تلك المعبأة في الإمارات والتي بقيت أسعارها منخفضة نسبية عن تلك الأوروبية التي شهدت أعلى معدل للارتفاع، خصوصا بعد قرار الاتحاد الأوروبي بدأ برفع الدعم التدريجي عن الصناعات الزراعية ليصل إلى صفر بحلول العام 2010 تلبية لمتطلبات منظمة التجارة العالمية.

“الحليب”: ارتفاع الأسعار وانخفاض المبيعات وعزوف عن الأوروبي
 
10-Apr-2008
 
العدد 21