العدد 21 - حتى باب الدار
 

ديكور

«لا نريد أن نكون مجرد ديكور في مجلس النواب». عبارة تتكرر كثيراً ويقولها كثيرون من أعضاء المجلس، ولا ينتبه أحد الى أنها تنطوي على استهانة بالديكور.

فالديكور مهم ولا يضير قطعة الديكور أن تكون كذلك، بشرط أن تكون في المكان المناسب، وأن يكون تغيير موقعها عند اللزوم مناسباً ،وأن يضيف لها وللمكان الذي تحل فيه ميزة جمالية جديدة.

قطعة الديكور المهمة هي التي لا تسد مكانها أية قطعة اخرى، وإذا حدث أن حركت من موقعها فإن عين المشاهد تلحظ ذلك وتتساءل عنه.

الديكور المناسب يتحول الى جوهر أحياناً ولكن لذلك شروط طبعاً.

طبخ جديد

عند متابعة مجمل نشاط النواب يلاحظ أنهم يعمدون أحياناً الى تسخين بعض القضايا وتبريد أخرى.

التسخين يكون في العادة للطبخة «البايتة» أو في أحسن الأحوال «الباردة»، وفي كل الأحوال يفضل الطبخ الجديد على «التسخين».

هناك صنف من التسخين لا اعتراض عليه يقوم به الرياضيون قبل المباراة، والأزواج في أول المساء، والمعروف انه يندر ان يكون مثل هذا التسخين «بايتاً» أو مطبوخاً مسبقاً.

للانصاف، ففي أكثر حالات التسخين تكون هناك «طبخة» جديدة، أو ربما طبخات جديدة ومتعددة يقوم بها طباخون مختصون، أما التأكيد على أنها «تسخين» فكي يشعر الجميع أنهم مشاركون في الأكل من الطبق نفسه، وأن المسخنين انما يقومون بجهد إضافي فقط.

السؤال لغير الحكومة ليس مذلة

من مهمات النواب الاعتيادية إعداد وتوجيه الأسئلة للحكومة ككل أو لوزرائها كل على حدة.

لا يوجد مصححون للأجوبة التي يتعين على الحكومة أن تقدمها، فهي تجيب كما تريد حتى عندما يتكرر السؤال.

الأسئلة المقدمة تشبه الواجبات الحكومية المنزلية، فالحكومة تأخذ الأسئلة معها الى البيت، وتعد الاجابة عنها مستعينة بالمقررات، وهذا يعني أن الأسئلة ليست أكثر من تمارين لتحسين قدرة الحكومة على الحفظ.

لا توجد علامة نجاح في هذا الامتحان، ويجوز للحكومة أن لا تجيب عن سؤال إذا وافق سائله على ذلك، كما يجوز لها القول إن الأسئلة من خارج المقرر، أو أنها من الجزء المحذوف من المادة.

هناك قاعدة سلوكية عامة تفيد أن الطالب الذي يعرف سلفاً أنه «ناجح تلقائي»، يهمل في استعداده للامتحان ولا يأخذ الأسئلة جدياً!.

تأخذ الأسئلة التي يوجهها النواب للحكومة صيغة «إشرح» أو «وضّح» كما درجت العادة، حيث يصيغ النائب سؤاله بطريقة: «لو توضح الحكومة أو لو تشرح موقفها من كذا وكذا..».

بدل ذلك يمكن أن تكون الأسئلة بصيغة «عدّد» أو أجب «بنعم أو لا»، أو اختر الجواب الصحيح، فهذه الصيغ كفيلة بتقليص زمن الامتحان على الأقل، ما دام النـجاح تلقائياً كما سلف!.

ممثلو الأمة يعانون مشكلة ضعف السيناريو
 
10-Apr-2008
 
العدد 21