العدد 3 - رزنامه
 

بخلاف ما كان سائداً، بدا الإرهاب مضحكاً حتى الثمالة في ثناياه وتفاصيله على يد كوميديي (The Axis of Evil) (محور الشر)، الذين طوعوا تجهم الكلمة وايقاعاتها مساء السبت الماضي في الكورتيارد بفندق القصر ميتروبول، فصنعوا بأداء يحتمل الكثير من السخرية المرة طقساً من الضحك المتواصل طيلة ساعات العرض.

وهيمنت موضوعات أمن المطارات والإرهاب، وصورة العرب النمطية في المخيال الغربي والرئيسين الأميركي جورج بوش والايراني أحمدي نجاد على ساعات عرض قاده ثلاثي اميركي ساخر من اصول فلسطينية ومصرية وايرانية ونظمته محطة «Play 99.6» الإذاعية. واشتمل العرض الذي قدّمه أحمد أحمد، وماز جبراني، وأرون قادر، وحضره جلالة الملك عبد الله وجلالة الملكة رانيا، على موضوعات سياسية واجتماعية تختزل ظروف حياة الشرق أوسطيين في المهجر الأميركي بعد هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001.

«فإذا أردت أن تتعلم الرقص الشرقي فما عليك إلا أن تحاكي حركة اطفاء سيجارة بقدمك وتغير لمبة في آن واحد. وإذا كنت إيرانيا تريد أن تحط قدمك في الولايات المتحدة، فقل إنك Persian أي فارسي ثم تلفظها باللغة الإنجليزي مع مط الكلمة لتصح “باريسي” فيسهل دخولك إليها، أما لاعب كرة القدم الشهير زين الدين زيدان الذي كان يحيوه الفرنسيون بصفته فرنسياً أصبح جزائريا بعد أن نطح لاعباً إيطالياً في مباريات كأس العالم».

هذه نكات أطلقها الكوميديون الثلاثة في جولة شرق أوسطية تشمل الأردن ومصر ودبي ولبنان ليعرضوا كوميديا “محور الشر”، وهو الاسم الذي أطلقة الرئيس الاميركي جورج بوش على إيران وكوريا الشمالية والعراق في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول.

وسعت الكوميديا التي شاهد فصولها 1200 شخص مدى أربعة أيام الى تسليط الضوء على قضايا تعلقت بالحرب والإرهاب والعنصرية الموجهة ضد العرب والمسلمين في وقت تصاعدت مشاعر العداء اتجاههم.

كما وجه الكوميديون سخريتهم لتشمل الرئيس بوش والعادات الشرق أوسطية، مثل توديع الناس أثناء المناسبات الذي يستغرق ساعات.

الكوميدي ذو الأصل المصري أحمد أحمد أطلق نكات عن مدى صعوبة الصعود الى الطائرة، فهناك حزمة من المشكلات التي تنتظر المسافر عبر المطارت الأميركية، فيكفي أن يكون اسم المسافر”عاثر الحظ” شبيها باسم أحد المطلوبين على لائحة مكتب التحقيق الفيدرالي.

ووسع احمد مروحة سخريته لتبلغ سؤالا استنكاريا عما اذا كان العرب والمسلمون لم يبلغوا بعد المركز الاول على سلم الكراهية في الوعي الاميركي، متهكما من إحصائية حول جرائم الكراهية ضد المسلمين في الولايات المنحدة التي تفاقمت بحدة حد قوله “هذا يعني إننا لا نزال نحتل المرتبة الرابعة في الكراهية بعد السود والشاذين جنسيا واليهود، ألا يمكننا أن نحتل المركز الأول أبدا”؟ أما آرون خضر من أب فلسطيني وأم أميركية من طائفة المورمون فقد أطلق عديدا من النكات حول الطريقة التي يشتم بها قريبه الولايات المتحدة بلكنة ثقيلة.

كما طاولت سخريتة الرئيس الأميركي مستثمرا خطأه في احد خطاباته في تحديد تاريخ استقلال الولايات المتحدة، قائلا إنه قبل عقدين بدلا من مائتي عام.

وكان مدهشاً بالنسبة لمازن جبراني ذي الأصل الايراني عندما وجد كوميديا على اقراص مدمجة تباع وسط البلد بسعر دينار، قائلا “ ليس لدي علم بأن لدينا موزع معتمد”. بيد انه استدرك ساخرا “لقد شعرت بالإهانة لتدني السعر وحاولت التفاوض مع البائع ليرفعه لعشرة دنانير”. كما عبر عن انبهاره بطريقة فكاهية عن اتقان البدو في البتراء للغات الأجنبية واهمها الانجليزية التي اصبحت تضاهي لغتهم العربية.

ونجحت الكوميديا منذ عرضها الأول في الحادي عشر من تشرين الثاني”نوفمبر” 2005 في قاعة لنسر في جامعة جورج واشنطن باستقطاب 1400 مشاهد.

كما تسنى للثلاثي الساخر إضحاك آلاف الأميركيين في جولات متعددة ساخرين من أنفسهم بصفتهم شرق أوسطيين يوصمون في اجترار ممل كونهم ليس الا ارهابيين.

وقالت المشاهدة ميساء وفيق التي تلقت تعليمها الجامعي في بريطانيا، “ان المسرحية نجحت بعكس وابراز الجوانب الاساسية من الضغوطات التي يواجهها العرب في الغرب وبخاصة في الولايات المتحدة، وذلك بعد انهيار مبنيي مركز التجارة العالمي في أعقاب أحداث ايلول 2001».

وأضافت وفيق: “لقد نجنح الشبان بإبراز ثغرات السياسة الخارجية للولايات المتحدة بشكل فكاهي وابراز الصعوبات التي يواجهها العرب من حيث اختلاف الثقافة وكيفية التعايش معها ومع ارضاء رغبات عائلاتهم المتمسكة بالعادات العربية، الأمر الذي يحتاج الى وعي وتفهم كبيرين للثقافتين العربية والغربية».

طقس سياسي ضاحك لثلاثي أميركي من أصل فلسطيني – سهى معايعة
 
22-Nov-2007
 
العدد 3