العدد 3 - ثقافي
 

يعاني فنانان أردنيان بارزان أحدهما من جيل الرواد، والآخر من جيل الشباب من أوضاع صحية معقدة وصعبة.

الفنان أديب الحافظ مصاب بشلل نصفي في الجزء السفلي من جسمه ويده اليسرى. اما الفنان الشاب ربيع شهاب الذي كان يتقافز على المسرح دون كلل، فيلزم منزله بعد أن أطاحت بصحته جلطة دماغية.

يستذكر الحافظ في حديث للسّجل كيف بدأ معه العارض الصحي نتيجة معاناته من ديسك مزمن تطور حتى وصل الى النخاع الشوكي. ويردف قائلاً: “الأطباء عجزوا عن فعل شيء لي.. حتى ابني الدكتور وقف عاجزاً حياله”.

ساهم الفنانان في دعم فن التمثيل الأردني وتطويره في أكثر من محطة زمنية، لعب فيه كل منهما أدواراً عديدة في الإذاعة والمسرح والتلفزيون، ما أسهم في بلورة حركة الإبداع التمثيلي وتشكيلها في الأردن. وجمع الاثنين مسلسل أبوعواد الشهير، وأعمال فنية أخرى، كما يجمعهما الآن التقاعد المبكر عن العمل الفني.

وأسهم الشلل في تقاعد الحافظ المبكر عن الفن منذ العام 1999، وهو الذي بدأ العمل الفني منذ شبابه الباكر. اذ قدّم عرضاً مسرحياً أمام مؤسس المملكة الملك عبد الله بن الحسين في العام 1946، كما أدى دوراً متميزاً في مسرحية خالدة من تأليف الشاعر عبد الرحيم عمر أمام الملك الراحل الحسين بن طلال عام 1975.

عن سنوات عمله الفني يستذكر الحافظ (78 عاماً) قائلاً: “جل أعمالي إذاعية بدأت في الإذاعة الأردنية في رام الله بعد اتفاقية الوحدة بين الضفتين عام 1949، ثم في مقرها الجديد في جبل الحسين عام 1957 الى أن انتقلت أخيراً إلى أم الحيران عام 1959”.

ويضيف: “رصيدي من الأعمال الفنية الأخرى حوالي 60 مسرحية، وأكثر من 80 مسلسلاً تلفزيونياً أشهرها: شجرة الدر؛ والخنساء؛ وعبد الرحمن الكواكبي”.

ويرى أن موقف الدولة من حالته “كان جيداً، فقد زاره وزير الثقافة عادل الطويسي، واطمأن على صحته. وهو يتمتع بتأمين صحي منذ تقاعد من وزارة المواصلات والبريد في العام 1967.

والحافظ الذي سبق أن نال جائزة الدولة التقديرية والعديد من الجوائز والتكريمات الأخرى، من مواليد عمّان 1929، والده سوري قدم إلى الأردن عام 1925 في أثناء الثورة السورية.

نشأ في شارع السلط وسط البلد، وأكمل دراسته حتى الثاني ثانوي في ثانوية عمان، ورفض ذووه إرساله إلى مدينة السلط لإكمال «التوجيهي» في مدرستها الشهيرة، نظراً لكونها نائية في حسابات تلك الأيام.

ربيع شهاب

يمضي هذا الفنان اللامع أيامه في منزله، بعد أن أقعدته هو الآخر حالته الصحية الصعبة وألزمته الفراش.

الزائرون للفنان ربيع شهاب، وهم قلة، ومن الفنانين المقربين جدا له، يؤكدون أنه تحسن كثيراً عن الحالة التي تركته عليها الجلطة الدماغية التي داهمته قبل سنوات. فهو يتكلم ويسير بشكل أفضل.. غير أنه لم يتحسن بشكل يسمح له بالعودة الى العمل.

يقول ابنه أيهم ل “السِّجل” إنه بحال أفضل الآن، يذهب ويجيء، ويزور أقاربه وأصدقاءه.

ويشير الى أن الموقف الحكومي منه كان جيدا “ لقد عالجوه واهتموا بحالته وزاره وزير الثقافة عادل الطويسي ايضا”.

ولد ربيع محمود حسين شهاب الدين عام 1956، وشارك في العديد من الأدوار البطولية والثانوية في مسلسلات ومسرحيات من إنتاج التلفزيون الأردني، كان من أبرزها مسلسل حارة أبو عواد بمشاركة الفنان نبيل المشيني، ورشيدة الدجاني، وحسن إبراهيم، وموسى حجازين.

وأكد أيهم أن موقف النقابة جيد، وهو يتواصل معها ومع زملائه القدامى بشكل حسن.

ولمع نجم شهاب في العديد من المسلسلات لدرجة أن ألقاب الشخصيات التي لعبها كانت تطلق عليه، وأبرزها عليوه وعزوز. وقد تعدت شهرته بهذه الشخصيات الأردن الى العالم العربي.

ومن شخصية عليوه التي استثمرها شهاب في عدة مسرحيات قدمها على خشبة المسرح ما تزال تعيش في الوجدان الأردني عبارة «لا ما هو صحيح» التي ما يزال البعض يتداولها على الرغم من مرور أكثر من عشر سنوات على عرض المسلسل. ويقول الزائرون إن شهاب كثيراً ما يبتسم حين تذكر أمامه عبارة «لا ما هو صحيح».. في مظهر آخر للسخرية من المرض.. والفراش.. والنسيان. لكن ابنه أيهم يؤكد أنه لا يفكر بالعودة إلى الفن!!

أديب الحافظ وربيع شهاب فنانان أردنيان أجبرهما المرض على التقاعد المبكر – السجل خاص
 
22-Nov-2007
 
العدد 3