العدد 20 - ثقافي
 

السّجل: خاص

القراء الذين تقع أيديهم على العدد الجديد من «المجلة الثقافية» التي تصدرها الجامعة الأردنية، يفاجئهم حين يعرفون أنه العدد الحادي والسبعون للمجلة. فالتصميم العصري والإخراج الأنيق والمحتوى الجيد للعدد الجديد، يعطي الانطباع بأنه عدد أول لمجلة جديدة، وذلك بسبب القطيعة التي يمثلها هذا العدد مع الأعداد السابقة من المجلة.

رئيس التحرير الجديد للمجلة الدكتور محمد شاهين، أستاذ الأدب الإنجليزي في الجامعة الأردنية، اختار تبويباً جديداً للمجلة التي حفلت بمقالات ودراسات ومواد إبداعية من شعر وقصة وفن تشكيلي ونحت، إضافة إلى باب «أقواس» الذي يذكر بمجلة الكرمل المتوقفة عن الصدور، التي رأس تحريرها على مدى يقارب العقدين من الزمن الشاعر محمود درويش، الذي كانت له مساهمة عذبة في هذا العدد بعنوان «عن المنفى».

بحسب سُنة من المنتظر أن تدرج عليها المجلة في أعدادها المقبلة، تضمن العدد ملفاً خاصاً عن إدوارد سعيد. ورغم أن المفكر الراحل كان موضوعاً لعدد من الملفات المماثلة، فإن ملف «الثقافية» يتميز بكتابه، الذين اختارهم شاهين من بين أبرز النقاد والمفكرين العالميين، ومنهم من كانت تربطه بالراحل علاقة شخصية وثيقة مثل: الناقدة البريطانية جاكلين روز، وزميلها الناقد باتريك بارندر، والمفكر البريطاني من أصل باكستاني طارق علي.

«غادرنا إدوارد سعيد مبكراً، وقبل الأوان. ولو أنه عاش فترة أطول، لكان أضاف الكثير إلى إرثه الذي يظل في كل الأحوال متميزاً وفريداً. لكن عزاءنا يظل في أنه ترك لنا، وأعني بنا نحن طلبته وأبناء شعبه الفلسطيني والعرب عموما، ناهيك عن باقي البشرية، كنزاً كبيراً لنبني عليه.» هذا ما افتتحت به مريم سعيد زوجة الراحل مقالها عن الإرث الكبير لزوجها الراحل.

إلى ذلك تضمن الملف مقالات للدكتور فيصل دراج وللشاعر أمجد ناصر والدكتور جميل جريسات، ومقالة للدكتور شاهين سجل فيها جانبا من علاقته الشخصية بإدوارد سعيد، وكشف فيها النقاب عن علاقات خاصة مع بعض أبرز نقاد العالم، وتبادل للرسائل معهم، منها رسالة غير منشورة كان سعيد كتبها للناقد الكبير توني تانر.

ولم تكن رسالة سعيد إلى توني تانر هي المادة الوحيدة الجديدة في هذا العدد، فقد تضمن أيضا نصاً غير منشور للشاعر الراحل محمد القيسي بعنوان «مقاطع من جناز تذكاري»، هو جزء من كتاب كان القيسي أودع النسخة النهائية منه لدى الدكتور شاهين طالبا رأيه فيه. أما عنوان العمل الذي يجمع بين الشعر والنثر وقصيدة النثر، فهو «جناز تذكاري: الليالي الألف بجوار بيتك».

وفي مجال المواد الجديدة القديمة، يتضمن العدد في باب «حوارات» حواراً كان قد أجراه رئيس التحرير مع الناقد الراحل الدكتور إحسان عباس، ولم ينشر من قبل، تطرق فيه الدكتور المتخصص بالتاريخ والأدب الأندلسيين إلى قضايا تاريخية وأدبية شهدها تاريخ الأندلس.

تضمن العدد إبداعات شعرية بتوقيعات سعدي يوسف ويوسف عبد العزيز وآخرين، وإبداعات أدبية تضمنت قصة قصيرة للقاص المصري محمود الورداني بعنوان «لا أحد في الخارج»، وقصتين لمحمود الريماوي هما «أمسية المغنية» و«حفل وداع».

وتضمن العدد أيضاً مراجعات لكتب عربية وأجنبية، ربما كان أهمها مراجعة وضعتها ديانا شاهين لكتاب «التطهير العرقي في فلسطين» للمؤرخ الإسرائيلي إيلان بابه، الذي ينطلق من أن ما حدث في فلسطين في العام 1948 إنما كان نوعاً من التطهير العرقي الذي تعرض له الفلسطينيون.

وفي باب الدراسات الأدبية ثمة دراسة تلفت النظر لجدتها كتبها الدكتور محمد عصفور، أستاذ الأدب الإنجليزي في الجامعة الأردنية، عن «شعر جبرا إبراهيم جبرا السياسي».

لا شك أن الجامعة الأردنية التي احتفلت في العام الماضي بالذكرى الخامسة والأربعين لتأسيسها، تستحق مجلة على هذا المستوى من الجودة والجمال تصدر عن كلية الآداب، ولا شك أيضا أن قراء المجلة سوف ينتظرون صدور أعداد أخرى جديدة من المجلة بهذه القوة وهذا الجمال، آملين أن يكون صدور هذا العدد المتميز فاتحة لصدور فصلي منتظم وخطوة أولى على طريق الإبداع الطويل .

“المجلة الثقافية” انطلاقة جديدة
 
03-Apr-2008
 
العدد 20