العدد 20 - حتى باب الدار
 

لا يعترف الناس في أحاديثهم بالربح - أي ربح المال على وجه التحديد - كهدف معلن مشروع له الأولوية في مجرى حياتهم وأعمالهم، وتجدهم يذمون شخصاً افتتح متجراً بقولهم: إنه يسعى للربح! ويحرص الواحد منهم على التذكير بأنه إنما يسعى الى مجرد رضى الله ورضى الوالدين! أو هو على الأقل يصر على أن المال هو آخر ما يفكر به.. وما المال في النهاية سوى «وسخ يدين» وهو زائل ولا يبقى سوى العمل الصالح. تأتي على ذكر أحدهم، فيقال إنه يتصرف بـ«عقلية تاجر» وكل الأمور عنده «بيع مشترى»، ويَذُم الواحد منا الآخر بالقول إنه «بياع مواقف»، ونتهكم من خصمنا في السياسة والثقافة بأن نقول إنه «ماخذها مقاولة». وذات سنة اختلف بعض الشيوعيين مع رفيق لهم كان يعمل مقاولاً، فصاروا يتهكمون عليه فيما بينهم ويقولون إن الحزب يضم في صفوفه «مقاولاً ثورياً».

رجل الأعمال

هناك بعض المتغيرات وقعت في السنوات الأخيرة، تطلبت أن تتغير المفاهيم المستخدمة وذلك مع تغير الدلالات والتداعيات..

«لديه عقلية رجل أعمال».. عبارة صارت تقال على سبيل المديح والإشادة، وشكلت بديلاً لعبارة «عقلية تاجـــر» سالفــة الذكر، وتسمية: «مجتمع رجـــال الأعمال» وهي تسمية وقورة حلت محل «جماعة التجار»، وهكذا.

هناك من يستخدم المصطلح الإفرنجي «بزنس»، فتجد من يعمل «في البزنس» على العموم، ومنهم من يعمل في «بزنس التجارة».

«خلينا نحكي بزنس» أو «خلينا نفكر بزنس».. عبارات متبادلة، وقد تأتي على سبيل الرد على من يأخذ بالاعتبار المبادئ والقيم، فيقال لنبتعد عن ذلك وتعالوا «نحكي بزنس».

خلينا نفكر “بزنس”
 
03-Apr-2008
 
العدد 20