العدد 20 - كاتب / قارئ | ||||||||||||||
السادة فريق «السّجل» المحترمين بعد التحية، قرأت في العدد الأخير من «السّجل» لقاء مع السيدة ليلى شرف، وقد كنت أعمل في معيتها مستشاراً عندما تولت منصب وزير إعلام، وقدمت استقالتها احتجاجاً على ما كان يتهدد حرية التعبير آنذاك، واعتقد لو أنها تولت المنصب الآن وسمعت ورأت ولمست ما تعانيه هذه الحرية لما اكتفت بالاستقالة ولربما ذهبت في التعبير عن غضبها وسخطها الى حافة الانتحار. القصيدة المرفقة كتبتها بعد استقالتها، وكانت أقل وأكثر ما أستطيع أن أقدمه لهذه السيدة الباهرة العربية. مع تحياتي لفريق «السّجل». خالد محادين 1 /4 /2008
السيَّدة وَجْهٌ أم موقدُ نارٍ، أم سيفْ ريحٌ، أم نسمةُ صيفْ رمحٌ، أم جرحُ ها قلبي يتوزعُ قطعاً قطعاً يتجمُع حرفاً حرفاً ويصيرُ قصيدةَ شعرْ
وَجْعٌ، أم موقدُ نارٍ، أم سيفْ صدِقٌ في هذا الزمنِ المثقلِ بالبغضاءْ عُنُقٌ في ليلِ الإغِضاءْ من فينا يملكُ عنقاً؟ ها رأسي ملتصقٌ بالكتفينْ ولساني ملتصق بالشفتينْ وأصابعُ كفِّي إبِهامٌ يلتفُّ على إِبهامٍ يلتفّ على إبِهامٍ والثالثُ يلتفْ على اثنينْ وأقولُ لوجهك عرَيني يا ذات الوجه الواحد منْ فينا غيرك لا يملكْ وجهينْ؟!
كنتْ أسافرْ في عينيها بدوياً مكسور الخاطر. وأغني من أين لعينيها هذي اللغةْ المنسيهْ أو هذا العشقُ المهجورْ كنتْ أسافرْ في عينيها بدوياً مسروق الشفرة، والنُبرة، والكثبانْ مسكوناً بالوحشة، مسبياً مطحون الوجدانْ كنتْ أسافر فيها حُلماً، وأغني من أين لوجهك هذا الدفْ، العربيْ المفقودْ؟ هذا زمنْ الوأد الآخر، والموءودْ رَجُلٌ يسحب رَجُلاً، أو يدفع رَجُلاً يتكومُ عندَ حذائِك لحمٌ نتنٌ يأكلُهُ الوطنُ الجائعُ، يقذفهُ سُمّاً ويسيلُ قيودْ
كنت أسافر في عينيها بدوياً سرقوا ناقتَهُ في ليلته الأولى فانتدبَ القهرَ لرحلتهِ، ومضى سرقوا عينيه في ليلِتِه الأولى فانتدبَ الحزنَ لرحلتِهِ ومضى سرقوا شفتيه في ليلِتِه الأولى فانتدبَ الأحقادْ حاصرني قبلكِ فرحٌٌ أعمى بعدَكِ فرحٌ أعمى ودعوني كي أشربَ حزني في ليلةِ صمتي. فخرجتُ على الأصفاد مثلي يا سيدتي لا ينقادْ
ودّعتكِ، كانتْ عمانُ تنامُ على أرقٍ وتسيلُ على ورقِ تتجمعُ اسمنتاً، رملاً، وحديداً، تتورمُ شحماً، وخواءْ ودّعتكِ، كان الجبلُ الأولُ ينزفُ في الجبلِ الثاني والجبلُ الثالث في الرابعِ والخامسُ في الساةسِ والسابعُ في الصحراءْ ودّعتُك يا وجهاً أَثريّاً يُومضُ في هذي الظلماءْ ينشقُ هوىً، ويصيرُ مدىِّ هذا وجهْك.. وجهٌ آخر مختلفُ هذا صوتك.. صو،تٌ آخرْ مختلفٌ هذي لغةٌ هجرتْها الأفواهُ زماناً فبأي الكلمات أقولُ لعينيك وداعاً فاحتفلي مني بالصمتْ
عند القنطرة الأبهى من هذي الصحراء العربية وقفتْ «ليلى» كانتْ عيناها دامعتينْ. ،كانت شفتاها دامعتين خاطبتِ الرمل الأصفرَ باللغة المنسيهْ فانشقّ طريقٌ ومضت «لىلى» عند القنطرة الأبهى كانتْ غابةُ أشجارِ تتلوى عند القنطرة الأخرى، كانت تتشابكْ غابة أقلامْ نكتبُ بَعدكِ بالحبرْ أيتها الجنيةُ خلّي سرّك في قلبِكِ والتزمي بعدَ رحيلكِ عنا الصمتْ أيتُها الجنيةُ خلي هذي الصحراءَ الأُم تحلمُ بالجيل الآتي يحملُ سيفاً ويطاردُ زيفاً ويخطّ قصيداً بالدّمْ |
|
|||||||||||||