العدد 20 - رزنامه
 

السجل - خاص

تتميز أعمال التشكيلي السوري ناصر نعسان آغا "نوافذ من حلب" المعروضة على جاليري رؤى للفنون بعمّان، بتشكيلاتها اللونية الفريدة التي تُبرز بكثافتها اللونية وطبقاتها المتعددة مفرداتِ حارات حلب وبيوتاتها القديمة، تلك المفردات التي تحضر بقوة على سطح اللوحة رغم اتسامها أحياناً بالغموض، من مثل النوافذ والأبواب والمقرنصات والزخارف النباتية والهندسية التي تزين بها واجهات البيوت..

وتشير أعمال آغا إلى تأثره بفن العمارة الإسلامية واستلهامه له بروح جديدة تستدعي الذاكرة؛ ذاكرة المكان والإنسان معاً، إذ يسهم كلٌّ منهما في تشكيل الآخر وصوغ ماهيته وكينونته.

وللبحر حضوره الإيحائي في اللوحات من خلال تمازج الأبيض النقي بتدرجات الأزرق وتداخلهما معاً في سلالم لونية مثيرة، وأحياناً يتجاور اللونان البارد والحار بانسجام يلغي أية إمكانية للتنافر البصري، وهو تجاور يشي في الوقت نفسه بالفوضى عاكساً ما تنطوي عليه الحياة من صخب وتناقضات. وثمة لوحات يمتزج فيها البني المحروق بالأحمر الصدئ، أو بالأصفر المشع؛ فيما يملأ الأبيضُ مساحات اللوحة وكأنما هو النور يشرق في الأعماق ليغمر الحواس.

تكشف أعمال آغا عن خبرته في التعامل مع العنصرين الأساسيين في اللوحة، وهما: اللون، والخط. ويقوم بناء اللوحة عنده على التشخيص والتجريد من دون أن يطغى أحدهما على الآخر، نظراً لما يبدو من توازنٍ مدروس للكتل، إذ ينظر الفنان إلى العمل الفني بتكامل، فيرسم بحسّ شاعر يكتب قصيدة، مؤكداً أن الرسم والشعر متداخلان، وأن كلَيهما مرآة للآخر.

يحتوي المعرض، على 27 لوحة من أعمال آغا المولود في إدلب (سورية) سنة 1961، والذي أقام مجموعة من المعارض الفردية، وله عدد من الأعمال المقتناة في دول مختلفة من العالم، وهو يعيش ويعمل في مدينة حلب ومتفرغ للعمل الفني، كما أنه عضو في نقابة الفنون الجميلة بحلب.

“نوافذ من حلب”.. استدعاء ذاكرة المكان والإنسان
 
03-Apr-2008
 
العدد 20