معان – عزف على الربابة من عيون الغناء الوطني، تشبيك دبكة بلدية.. إيقاعات شعر نبطي وبرامج تفاعلية على الهواء تخطف انتباه غالبية سكان معان منذ انطلقت إذاعتهم المحلية الوحيدة: “صوت الجنوب” في آذار/مارس الماضي من حرم جامعة الحسين بن طلال.

يؤكد القائمون على هذه الإذاعة أنها أحدثت تحولا في المزاج العام وفتحت الباب أمام لغة التحاور لا سيما بين المسؤولين وسكان هذه المدينة التي شهدت عدة محطات شغب خلال العقدين الماضيين. كذلك أسهمت في كسر الجمود في مجتمع محافظ داخل كبرى محافظات المملكة من حيث المساحة لكنّها الأقل سكانّا وحظّا في خطط التنمية.

خلال عمرها القصير غيّرت إذاعة معان المجتمعية اهتمامات العديد من سكان المدينة وأعادت توطين اللحن الوطني الأردني كما ساهمت في تسوية عشرات المشاكل من خلال برامج تفاعلية تحظى بحجم استماع مرتفع، على ما يؤكد القائمـون عــلى “صوت الجنوب” ومعانيون.

باختصار يؤكد هؤلاء أن الإذاعة ساهمت في إعادة تشكيل المنظومة الترفيهية في معان باتجاه الفلكلور المحلي بعد أن سادت الألحان والإيقاعات الخليجية في منطقة متاخمة لحدود السعودية تقع على مفترق طرق التجارة والحج.

المشرف على إذاعة “معان الجديدة.. صوت الجنوب” باسم الطويسي يقول إن هذا المشروع، الذي كلف 200 ألف دينار بتمويل من المركز الثقافي البريطاني، جاء “بعد إجراء مسوح مجتمعية كشفت وجود ثغرة في الوعي المجتمعي فيما يتعلق باستجابة الناس لمشاريع التنمية”.

بحسب الطويسي، مدير مركز دراسات تنمية المجتمع المحلي في جامعة الحسين بن طلال، استقبل المعانيون بإيجابية مختلف البرامج لا سيما التفاعلية على الهواء مباشرة.

“فرغم وجود ثلاثة خطوط هاتف”، تستقبل هذه البرامج أكثر من 60 اتصالا على مدى ساعة ونصف، جلّها يتعلق بقضايا مجتمعية، مشاكل بيئية أو اقتصادية، حسبما يضيف الطويسي.

كان على رأس اهتمامات “صوت الجنوب”، بحسب المشرف على الإذاعة، البحث عن أدوات تواصل ومضامين قادرة على “خلق ثقافة إيجابية وصديقة للتنمية. التغيير صوب خلق اتجاهات إيجابية حيال التنمية والمشاريع التي تقوم بها الدولة وتنظيم العلاقة بشكل إيجابي في هذه المجالات”.

وارتأت جامعة الحسين بن طلال، التي لعبت كرافعة اقتصادية، أكاديمية وتنموية منذ إنشائها مطلع العقد الحالي، أن “تستفيد من تطبيقات الإعلام التنموي المعاصر من أجل التغيير الايجابي”.

مقدم البرامج مراد الجازي يتحدث عن مراعاة البعد المجتمعي في وسط محافظ لدى اختيار الأغاني والمنوعات. ويقول الجازي “نختار الأغاني بناء على العادات والتقاليد وفق رؤية وسياسة الإذاعة وطبيعة المجتمع المحلي”. لذلك تبتعد الإذاعة عن بث أغان “غير لائقة”.

الطالبة في جامعة الحسين سنة ثالثة علاقات دولية لقاء حمالس تعمل متطوعة في الإذاعة. تؤكد لقاء أن “صوت الجنوب” تستهدف إحداث “تغيير واع في المجتمع المحلي. وقد أحدثت أكبر تغيير في هذا المجتمع”.

أحد المستمعين يؤكد أن الإذاعة “لاقت استجـابة كبيرة ونجحت رغم عمرها القصير”.

يضيف المستمع الخمسيني أنها “تساهم في تغيير الوعي لدى أهل معان وتخدم أيضا آلاف العابرين على تخوم المدينة “ التي تقع على مفترق طرق.