العدد 19 - اقليمي
 

سنوات عمره التي شارفت على السبعين، لا زالت تحمل في طياتها أوجاعاً وذكريات مريرة، حين يمر شريط الهزائم العربية أمام عينيه كأنه إبن الأمس. فيضيق صدره، "الأمة العربية التي كانت تحلم يوماً بالوحدة، لم تعد كذلك. الأحلام تبدلت، الوحدة العربية حلت مكانها وحدة الفضائيات، الدفاع المشترك، حل مكانه النزاع المشترك".

يستذكر ابن القدس بدر الشعباني، القمم العربية التي حضرها منذ شب عن الطوق، حين كان في ريعان الشباب والأحلام، "كان أبناء جيلنا جميعهم يلتقون على أحلام مشتركة، الوحدة العربية، استعادة فلسطين".

يواصل الشعباني" أول قمة، العرب لم يتغيروا أبداً، والناس جميعاً خذلوا يوم كانوا يحلمون بالوحدة العربية والدفاع المشترك، ومن ثم تعاقبت القمم العربية والهزائم".

من القدس قدمت عائلة الشعباني إلى الأردن قبل نكبة 48 بقليل طلباً للرزق فبقي القلب موزعاً في الشرق، والغرب عين على القدس وعين على عمان مع الإحتفاظ بالقواشين وإثبات ملكيات الأراضي باللغات الثلاثة، العربية، الإنجليزية، العبرية على أمل العودة يوماً،"انتظرنا قراراً من القمة العربية الا أن ذلك لم يحدث رغم أن الزعماء العرب قطعوا الوعود باعادة الأرض". يستذكره بحسرة. يقول الشعباني، " لم أعد ألتفت الى القمم العربية الا لمجرد المتابعة فقط دون أن اتأمل منها شيئاً، أو أتوقع أن تخرج علينا بجديد".

"كنا وضعنا الأمل على قمتين الأولى في الخرطوم التي أعقبت النكسة عام 1967، حيث حلمنا باستعادة الارض، والقمة الثانية قمة بيروت 2002 التي جرت وسط أجواء عاصفة بينما يجري التحضير لغزو العراق، فتوقعنا أن يكون هناك موقف عربي لصد العدوان إلا أن القمة لم تأخذ دوراً كالذي توقعناه فخابت آمالنا".

أكثر القرارات التي كان يتمنى الشعباني على مؤتمرات القمة العربية اتخاذها "تحقيق الوحدة العربية واتفاقية الدفاع المشترك والتدخل الســريع، وهذه القوة كانت من شأنها أن تحـــل الخلافات والمشاكل العربية دون تدخل الاطراف الغربية".

يستذكر الشعباني دور الراحلين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والحسين بن طلال " كان جمال يدعو الزعماء العرب الى القمم المختلفة فلا يتأخر أحد منهم" .

في المحصلة وبعد كل هذه السنين يبدو الشعباني عاطلاً عن "الأمل" لا أعتقد أن الأوضاع العربية ستتغير، ربما ستتغير باتجاه الأسوء لكن تجاه الأفضل؟ أشك بذلك".

سبعيني عاطل عن “الأمل” يتذكرالقمم
 
27-Mar-2008
 
العدد 19