العدد 19 - اقليمي
 

مؤتمرات القمة جميعها، بلا استثناء، هي مؤتمرات للدعاية والصور التلفزيونية واطلاق التصريحات الرنانة، لأنه كان يستغرق استقبال القادة ووداعهم بمراسيم ليس لها أول وليس لها آخر أكثر من الوقت الذي خصص لبحث وازالة الخلافات العربية ومعالجة القضايا التي تبحث في المخاطر التي تواجه الأمة ومصيرها.

ويكفي للتأكيد على أن مؤتمرات القمة هي مظاهر فارغة من مؤتمر القمة الأول الذي انعقد من أجل إنقاذ فلسطين ومنع إسرائيل من تحويل مياه نهر الأردن وسرقتها بأن كان أول عشاء أقامه على شرف القادة الأمين العام لجامعة الدول العربية عبد الخالق حسونة هو عشاء فيه ضحك على ذقون القادة قبل الضحك على الشعوب العربية، وبشكل خاص الشعب الفلسطيني عندما أعد لهم عشاء فاخراً اختار لأصنافه أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، وكان واضحاً أنه أراد ان يعوض القادة بالكلام عما هو مطلوب من أفعال، ولنستعرض قائمة طعام أول عشاء أقامه الأمين العام للجامعة العربية لأول قمة!

الصحن الأول اطلقوا عليه اسم «رحيق نهر الأردن» وهو عبارة عن شوربة بصل، والصحن الثاني «عرائس بحيرة طبرية» وهو سمك السلطان إبراهيم، والثالث «غزلان بيسان» وهو الأوزي، أما الصحن الرابع فقد أطلقوا عليه اسم «لأليء القدس» وهو الأرضي شوكي، ثم صحن «أزهار الناصرة»، وهو عبارة عن حلويات محشوة بالجوز ثم «فلذات الغور» وهي البرتقال و«رقائق نابلس» وهي الكنافة النابلسية ثم «جواهر أريحا» وهي الموز وأخيرًا «زهرة اليرموك» وهو مشروب الليموناضة.

ويلاحظ أن كل صنف من هذه المأكولات أطلقوا عليه اسماً لمدينة فلسطينية للتأكيد على أن فلسطين في العقول بينما الأصح أنها أصبحت في البطون، ومن السهل أكلها وتصفية الحسابات على حسابها.

«عرفات حجازي- كتاب خمسون عاماً صحافة»

قائمة طعام الملوك والرؤساء في أول مؤتمر قمة
 
27-Mar-2008
 
العدد 19